الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

هيّا بنا نقرأ قصة التلفاز معطل

كل العرب
نُشر: 24/05/18 17:57,  حُتلن: 17:32

كما هي العادة كل مساء جلست الام والاب وسميرة أمام التلفاز يتابعون البرامج ويشاهدون الاعلانات .. مسحوق غسيل "العملاق الابيض" قدرة عملاقة على التنظيف لا شئ ينظف أكثر منه !! وبين الإعلان والآخر تعرض افلام كارتونية مضحكة، تجعل سميرة تضحك ثم يستمر البث بعرضه الممل في كل مساء، سميرة تحب احيانًا مشاهدة التلفاز ولكن عندما يتكرر ذلك كل يوم يصبح خالياً من اية متعة، فهي تتمني أن تفعل شيئاً آخر واكثر ما يزعج سميرة أنه لا يسمح لها بأن تقول أي شيء مادام التلفاز مفتوحًا، فأبواها يقولان لها دائمًا: كفي اهدئي !

سكتت سميرة متنهدة وتظهر في التلفاز صورة لقطعة شوكولاته شهية فتقول سميرة بصوت منخفض : اف ، لقد تسوست أسناني من هذه الشوكولاتة وأمثالها، يقول المذيع بإلحاح : تذوقوا هذه الشوكلاته تشعروا مع تناولها بالسعادة الغامرة .. تتأفف سميرة : أعجب شيء أن يكذب الكبار، والله قد أكلت هذه الشيكولانة ولم أشعر من أكلها الا بوجع الاسنان .

وفجأة يحدث شيء ما في التلفاز، وتغيب الصورة ويظل صوت المذيع مستمرًا: انها معدة من أفضل أنواع الشوكولاتة والحليب والمكسرات، يا لها من أكلة فريدة في نكهتها، تتمتم سمير بصوت منخفض: عيب عليك يا رجل تكذب، أن تقول نفس هذا الكلام عن كل أنواع الشوكولاتة.

يقفز الاب واقفًا يدير كل الأزرار محاولًا اعادة الصورة الى شاشة التلفاز ولكن دون جدوى .. يقفل التلفاز ثم يفتحه من جديد، ويتفحص الجهاز من الخلف ولكن لا فائدة، لقد اختفت الصورة تمامًا .

يسود الوجوم ويجلس الجميع امام التلفاز المظلم ثم تقول الام: وماذا نفعل الآن، جهاز التلفاز معطل .. تقفز سميرة بفرح وتقول: دعونا نجلس نتسامر ونتحادث ونلعب، يقول الاب: انها فكرة سخيفة، تتوسل سميرة اليهما: أرجوكما وأسرعت نحو غرفتها التحضر منديلًا.. ستكون لعبة مسلية عادت سميرة مسرعة وربطت عيني والدها بالمنديل .. ليلعب الجميع لعبة الغميضة. ساد المرح والضحك والابتسام جو الأسرة .. ببراءة سميرة وحماسها.. وبعد مضي بعض الوقت .. ذهبت سميرة وهي تودع والديها والسرور يغمرها قائلة: كان هذا أجمل بكثير من مشاهدة التلفاز.. وفي مساء اليوم التالي .. كان السمر ثقافيًا ولم يكن ترفيهيًا كالليلة السابقة .. كل يحكي طرفة .. أو نادرة .. أو حكمة.. أو يتغنی ببعض أبيات من الشعر وكانت سهرة ممتعة أيضًا.

لكن في الليلة الثالثة .. جاء عامل الأجهزة وأصلح التلفاز بطلب من الوالد .. وعادت الحالة كما كانت عليه قبل يومين .. كئيبة .. رتيبة .. باردة .. كل يجلس على أريكته مسمر العينين في تلك الشاشة .. لا أحد بتكلم أو يضحك وبكل براءة سألت سميرة أبويها: ها .. كيف سنقضي هذه الليلة .. فرد الوالد بوجوم: اش ش .. هدوء وأجابت الأم منزعجة .. اهدئي؟ عادت سميرة إلى نفسها وقالت : ليت هذا التلفاز الأناني يظل معطلًا إلى الأبد.

مقالات متعلقة

.