إبراهيم بشناق في مقاله:
القائمة طالت وكما يبدو الحبل على الجرار، مسلسل العنف والجريمة يتواصل في البلدات العربية ويتخطى كل المعقول
الشعور الشائع اليوم في معظم البلدات العربية هو غياب الأمن الشخصي وإنهيار القيم والمعايير، والتي ساهمت على مدى الأجيال في كبح جماح مثل هذه الظواهر
يجب أن تتظافر كل الجهود حتى تكون حلقات مكملة لبعضها البعض وفي نهاية المطاف لنخرج مجتمعنا من هذه الآفة الاجرامية الكارثية
بما أن الأجهزة الأمنية لا تساعدنا فالمفروض نحن كمجتمع أن نأخذ بزمام الأمور ونحارب مثل هذه الظاهرة بشتى الوسائل المتاحة بأيدينا أولها تربية أبنائنا في أسرنا وبيوتنا وفي مؤسساتنا
لا يمر يوم بدون قتل شخص أو جرح أخر في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل أخرها قبل ساعات مقتل الشاب علي عامر إبن كفر قاسم أثر إنفجار عبوة ناسفه في سيارته وجرح مرافقيه . أسماء تتعدد وجرائم تتكرر، قتل وجريمة، عنف وفوضى سلاح، ظاهرة مستشرية في مجتمعنا العربي ولا تسعفنا المسافة بين الجريمة والجريمة لحفظ أسماء ضحايا هذا الكابوس المرعب وكأن الانحدار لهذا الدرك هو قدرنا.
القائمة طالت وكما يبدو الحبل على الجرار، مسلسل العنف والجريمة يتواصل في البلدات العربية ويتخطى كل المعقول…جرائم تحصد الضحايا لأتفه الأسباب.
في العام 2017 وحدهُ قتل عشرات الأشخاص وبحسب المعطيات فقد قتل من المجتمع العربي في السنوات الأخيره مئات الأشخاص وجرح الآلاف.
الشعور الشائع اليوم في معظم البلدات العربية هو غياب الأمن الشخصي وإنهيار القيم والمعايير، والتي ساهمت على مدى الأجيال في كبح جماح مثل هذه الظواهر. ولذلك فالسؤال المطروح اليوم هو ليس كيف نمنع الحدث القادم وإنما متى سيحدث وأين.
وفيما يعزو قادة المجتمع العربي إتساع ظاهرة العنف إلى تقاعس الشرطة الإسرائيلية في ضبط فوضى السلاح غير المرخص المنتشر بكثرة، وفِي المقابل يوجه المواطنون العرب اللوم على القيادة ذاتها بداعي عجزها عن محاربة الظاهرة وبلورة خطة لمواجهتها.
نحن نعرف أنه عند بعض البشر توجد نزعة عنف ولكن الأنظمة والقوانين والدساتير تضبط الأمور بشكل عام ومن طبيعة النظام والدولة والحكومة نشر الأمن والأمان للمواطن، وبما أن الأمن يكاد ان يكون مفقوداً في هذه البلاد فهذا يقع على عاتق الدولة التي نعيش فيها، ومع الأسف الشديد فإن الأجهزة المسؤوله عن هذا الأمر تقف مكتوفة الأيدي أزاء إنتشار ظواهرالعنف في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، فالأجهزة الأمنية لا تعمل على إخماد فتيل العنف ولا تسعى للبحث عن السلاح غير المرخص المنتشر بمجتمعنا، وهذا يدل على أن الحكومة والأجهزة الأمنية معنية بإنتشار مثل هذا السلاح في مجتمعنا .
بما أن الأجهزة الأمنية لا تساعدنا فالمفروض نحن كمجتمع أن نأخذ بزمام الأمور ونحارب مثل هذه الظاهرة بشتى الوسائل المتاحة بأيدينا أولها تربية أبنائنا في أسرنا وبيوتنا وفي مؤسساتنا من خلال مدارسنا وبلدياتنا ومسؤولينا وننتقل الى التوعية من خلال لجنة المتابعه والقطريه والقيادة بشكل عام التي نصبت نفسها لهذا الموقع فيجب أن تكون على قدر المسؤولية ووضع برامج توعوية. وهناك عدة جهات يمكن أن تشترك في هذه البرامج مثل الأكاديميين والمرأة وممثلي لجنة أولياء الأمور ورجال الدين والمجتمع وكل المؤسسات التي تعمل في مجال التربية والتعليم والمجتمع أو قيادة سياسية جماهيرية .
يجب أن تتظافر كل الجهود حتى تكون حلقات مكملة لبعضها البعض وفي نهاية المطاف لنخرج مجتمعنا من هذه الآفة الاجرامية الكارثية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net