التقت الممرضة سامية كناعنة صدفة بزميلتها المربية وردة أشقر وعادت الذكريات الجميلة، ومن هنا كانت البداية، وطرحت الفكرة لجمع فوج 1978/79 معاً تحت سقف واحد
بفضل التكنولوجيا الحديثة تمّ إنشاء مجموعة صغيرة مكونة من الخريجين المذكورين في الوتساب، وبعدها بدأ لم الشمل يوماً بعد يوم
الخريجون عادوا للجلوس معا مرة اخرى بعد فراق دام 40 عامًا! حول طاولة واحدة وتحت سقف واحد، وكم كان اللقاء حميمًا ودافئًا، به عادت الذكريات وايام الشقاوة
لقاء كهذا، لا نراه في كل يوم، فبعد فراق استمر 40 عامًا، وبعد جهود كبيرة، كان اللقاء من جديد، لقاء اخطلت به مشاعر الحنين الى الماضي، المحبة والشوق والذكريات الجميلة من أيام المقاعد الدراسية. لقاء مميز جمع خريجي فوج 1978/79 من المدرسة الثانوية التكنولوجية في قرية الرامة، وهي أقدم المدارس العربية والتي كانت تجمع عشرات الطلاب من القرى المجاورة التي كانت تفتقر للمدارس الثانوية حينها، هذه المدرسة الرائدة جمعت طلاب قرى الرامة وبيت جن والجش والمغار وعرابة وديرحنا وعيلبون ومجد الكروم ودير الاسد والبعنة ونحف وغيرها من القرى العربية.
خلال اللقاء
التخطيط لهذا اللقاء بدأ عن طريق الصدفة في المستشفى الفرنسي في مدينة الناصرة، بين طالبتين جمعتهما زراعية الرامة لمدة 4 اعوام وفرقتهما الحياة طيلة 40 عاماً. حيث التقت الممرضة سامية كناعنة صدفة بزميلتها المربية وردة أشقر وعادت الذكريات الجميلة، ومن هنا كانت البداية، وطرحت الفكرة لجمع فوج 1978/79 معاً تحت سقف واحد.
وبدأت المهمة الصعبة بالبحث عن كل طالب وطالب والوصول اليه، حيث أنّه ليس من السهل الوصول الى كل خريج وخريجة، بعد 40 عاماً، خصوصًا أن كل واحد منهم من بلدة مختلفة. لكن الارادة والاصرار والتحديات كانت اقوى من الواقع، وبفضل جهود كناعنة وأشقر، وجهود الضلع الثالث عمر نجار من مدينة عرابة والضلع الرابع فايز ناصر من مجد الكروم - وكلاهما من خريجي فوج 78/79 ايضاً-، وكذلك الضلع الخامس الخريجة هالة خوري من البعنة، والتي تولت عرافة الاحتفال بالإضافة الى كل من الصيدلي كمال تيتي من البعنة وبهجات ريناوي من المغار، بدأ "البازل" يتكون وكتمل أولاً باول.
وبفضل التكنولوجيا الحديثة تمّ إنشاء مجموعة صغيرة مكونة من الخريجين المذكورين في الوتساب، وبعدها بدأ لم الشمل يوماً بعد يوم. وعلى مدار اكثر من سنة ونصف اكتمل "البازل" بالوصول الى 99% من خريجي فوج 78/79.
مشاعر وأشواق وذكريات جميلة
كان اللقاء تحت سقف مطعم بيربل في مدينة عرابة، وانتهى بجلسة عائلية بتناول المرطبات والبوظة بتبرع من الخريج هشام زريق في قرية عيلبون. لقاء الزمالة من مقاعد الدراسة الثانوية، لقاء المحبة والأشواق والذكريات الجميلة.
الخريجون عادوا للجلوس معا مرة اخرى بعد فراق دام 40 عامًا! حول طاولة واحدة وتحت سقف واحد، وكم كان اللقاء حميمًا ودافئًا، به عادت الذكريات وايام الشقاوة ودواوين المدرسة والذكريات الحلوة مع الطاقم التعليمي والاداري في المدرسة.
شاهدنا الضحكات والبسمات الحلوة التي ارتسمت على وجوه هذه النخبة المميزة من الطلبة، الذين وصل معظمهم الى أعلى المستويات التعليمية والعملية، فمنهم من هو رئيس لسلطته المحلية ومنهم من هو طبيب ومنهم من هو محامٍ او مدرس او مراقب حسابات، ومنهم من هو موظف ومنهم من هو صاحب محل تجاري ومنهم من هو صاحبة مهنة، ومنهم من حضر بشكل خاص الى البلاد من المانيا من اجل هذا اللقاء، وجميعهم آباء واجداد تغيرت ملامح وجوههم، لكن لم تتغير أرواحهم وقلوبهم ومحبتهم لبعضهم برغم سنوات الفراق الـ40. وكم كان جميلاً سماع البعض منهم يتحدث عن حادثة ما زالت محفورة في ذهنه من ايام الدراسة، سردها امام الحضور وسط الضحكات البريئة، وكنها كان بالامس القريب.