الدكتور صالح نجيدات في مقاله:
للأسف لا نلمس في الحياة اليومية تأثير للخطاب الديني على تصرفات الكثير من المصلين وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين
لا نرى تطبيقًا لكلام الله وسنة رسوله عند الكثير منهم، ونرى البعض يتصرف بعيدا عن روح وتعاليم الاسلام
في هذه الظروف الحالكة، مجتمعنا ضل الطريق ويفقد البوصلة رويدا رويدا، لذا علينا التمسك بما قاله رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وسنتي"
في كل بلدة أو قرية مسجد أو أكثر، ونرى هذه المساجد ممتلئة يوم الجمعة بالمصلين، والكل يتوقع من المصلين أن يسلكوا ويتصرفوا وفقا لتعاليم الدين، ولكن للأسف لا نلمس في الحياة اليومية تأثير للخطاب الديني على تصرفات الكثير من المصلين وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين، فلا نرى تطبيقًا لكلام الله وسنة رسوله عند الكثير منهم، ونرى البعض يتصرف بعيدا عن روح وتعاليم الاسلام، فهل هذا نابع من ضعف الايمان والجهل بأمور الدين عند المصلين أو نتيجة ضعف الخطاب الديني ؟
خلال العصور الماضية كان للمسجد رسالة مهمة جدا في توعية الناس وغرس القيم الاسلامية والإنسانية وإرشاد الناس وتوجيههم ووعظهم وإصلاح ذات البين وإصلاح تصرفاتهم وتوحيد الصفوف والتآلف بين القلوب والتعاطف والتقارب بين الناس وبناء الجسور بين المصلين على اختلاف فئاتهم، يقفون مع بعضهم البعض بالسراء والضراء ، وهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم : مثلُ الجسد ، إِذا اشتكى منه عضو : تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ".
في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها مجتمعنا هذه الايام وتدهور الاحوال الاجتماعية، والتفكك العائلي ، وإهمال الاهل لتربية أولادهم، وضعف تأثير المؤسسات التعليمية والاجتماعية ، وانتشار الفساد والمخدرات والعنف والقتل واضمحلال القيم والتأثر بالعولمة، واقتباس قشور الحضارات الاخرى، وضعف الوازع الديني، وضعف الانتماء الوطني ، والرادع القانوني، في هذه الظروف الحالكة، مجتمعنا ضل الطريق ويفقد البوصلة رويدا رويدا، لذا علينا التمسك بما قاله رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وسنتي "، ومن هنا، يجب تطبق حديث الرسول وإحياء دور رسالة المسجد وإقامة حلقات العلم والتنوير، وتحسين اداء الائمة ، وتطوير الخطاب الديني المتزن بما يلائم متطلبات العصر، وبناء الانسان المؤمن، ومطالبته بالتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، وتبني نهج التسامح والعفو من خلال سلوكه اليومي، فالدين معاملة وأخلاق.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net