إبراهيم عبدالله صرصور في مقاله:
الشعب الفلسطيني واحد من هذه الشعوب التي مرت في تاريخها بمراحل عصيبة حتى تحققت آمالها بالاستقلال والحرية، الا ان الشعب الفلسطيني يختلف عن غيره في مسألتين
الأولى، انه صاحب أعظم قضية ارتبطت من بدايتها بمقدسات الامة ورموزها الدينية والسياسية والتاريخية
المسألة الثانية، انه الشعب الوحيد تقريبا الذي ما زال يخوض نضاله للتحرر الوطني منذ نحو مائة عام، ولم ينجح بعد في تحقيق حلمه في الاستقلال والحرية أسوة بكل شعوب الأرض
هل نجح الفلسطينيون قيادة وشعبا في استخلاص العبر والدروس بما يضمن تخليص عربة القضية من المأزق الموحل الذي غاصت فيه وما تزال منذ عقود طويلة؟
الناظر في حال الشعب الفلسطيني يستطيع ان يخلص دونما عناء إلى ان هذا الشعب النازف لم يتعلم الدرس ولم يستخلص العبر رغم التجارب المريرة التي مر بها
استغرابي من عجز الشعب الفلسطينيين قيادة وشعبا من استخلاص العبر من تاريخ نضالهم هم ومن تاريخ نضال غيرهم من الأمم والشعوب التي خاصت صراعات مريرة شبيهة، يأتي من ثلاثة جوانب
(1)
مما اتفق عليه عامة الناس وخاصتهم عند شعوب الأرض انه من الغباء الا يتعلم الانسان من اخطائه، ومن اغبى الغباء الا يتعلم من أخطاء غيره. تنسحب هذه القاعدة على الافراد والجماعات وعلى الشعوب والأمم على حد سواء..
الشعب الفلسطيني واحد من هذه الشعوب التي مرت في تاريخها بمراحل عصيبة حتى تحققت آمالها بالاستقلال والحرية، الا ان الشعب الفلسطيني يختلف عن غيره في مسألتين. الأولى، انه صاحب أعظم قضية ارتبطت من بدايتها بمقدسات الامة ورموزها الدينية والسياسية والتاريخية. المسألة الثانية، انه الشعب الوحيد تقريبا الذي ما زال يخوض نضاله للتحرر الوطني منذ نحو مائة عام، ولم ينجح بعد في تحقيق حلمه في الاستقلال والحرية أسوة بكل شعوب الأرض.
ما من شك في ان فشل الشعب الفلسطيني في الوصول بقضيته الى النهاية المرجوة رغم الوقت الطويل الذي مر منذ انطلاقة الشرارة الاولى للصراع مع المشروع الصهيوني نهاية القرن التاسع عشر، ورغم التضحيات الجسيمة التي قدمها على صخرة كفاحه المقدس لاسترداد الأرض والمقدسات، هذا الفشل – لا شك – يعود الى أسباب منها الداخلي ومنها الخارجي، منها الفلسطيني ومنها العربي – الإسلامي، ومنها الأجنبي، منها السياسي ومنها العسكري.. الخ..
المهم هنا، هل نجح الفلسطينيون قيادة وشعبا في استخلاص العبر والدروس بما يضمن تخليص عربة القضية من المأزق الموحل الذي غاصت فيه وما تزال منذ عقود طويلة؟ هل تَعَلَّمَ الشعب الفلسطيني من اخطائه التي اكتوى بنارها على امتداد نحو قرن من الزمان؟ هل اخذ العبرة من تجارب الأمم الأخرى التي خاضت نضالات مريرة ضد المستعمرين ونجحت بفضل اخذها بالأسباب وتقديمها العام على الخاص، والوطني على الفصائلي والحزبي، والمشترك المُوَحِّد على الفئوي المفرق؟!
الجواب على هذه الأسئلة – مع الأسف – مؤلم جدا بل ومحبط إلى أبعد الحدود، فالناظر في حال الشعب الفلسطيني يستطيع ان يخلص دونما عناء إلى ان هذا الشعب النازف لم يتعلم الدرس ولم يستخلص العبر رغم التجارب المريرة التي مر بها عبر عقود طويلة من الصراع الدموي مع المشروع الصهيوني، فظلت أسباب فشله الداخلية بداية انفجار الصدام نهاية القران التاسع عشر (1897 / مؤتمر بال الصهيوني في سويسرا وبعده)، هي ذاتها التي ما تزال تفتك بالأمل الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي في القرن الواحد والعشرين (2018 ميلادية).
(2)
صحيح ان الشعب الفلسطيني حقق بعض الإنجازات عبر الكثير من المحطات والتي من أهمها الانتفاضات الشعبية في العام 1987 والعام 2000 وغيرها، والتي أجبرت العالم على التعامل باحترام مع الحقوق الفلسطينية، إلا ان هذه الإنجازات ظلت حبرا على ورق، او قل إنجازات معنوية لم تحقق للشعب الفلسطيني أي تحسن او تقدم حقيقي في اتجاه إنجاز الاستقلال وكنس الاحتلال الإسرائيلي، بل على العكس تماما. لا أبالغ إذا قلت أنه وبالنظر في النتائج فقد كان اتفاق أسلو والذي كان من المفروض ان يكون علامة فارقة في تاريخ الصراع الصهيوني – الفلسطيني، والطريق نحو الاستقلال وتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة، تحول بفعل ذات الأسباب التي ضيعت القضية الفلسطينية في بداياتها، إلى غطاء مررت إسرائيل تحت غطائه وضبابه الكثيف كل مخططاتها الاستيطانية والسياسية والعسكرية حتى بتنا اليوم (2018) أبعد ما نكون عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، خصوصا في ظل الظروف الحالية التي تشهد صعود اقوى تحالف استعماري بين ترامب الأمريكي ونتنياهو الصهيوني الذي أعلن تبنيه صراحة ل – "البلطجية" السياسية بديلا عن الشرعية الدولية من جهة ، وانحطاط النظام العربي الرسمي وسقوطه المدوي بشكل غير مسبوق في تاريخ الامة من الجهة الأخرى.
استغرابي من عجز الشعب الفلسطينيين قيادة وشعبا من استخلاص العبر من تاريخ نضالهم هم ومن تاريخ نضال غيرهم من الأمم والشعوب التي خاصت صراعات مريرة شبيهة، يأتي من ثلاثة جوانب.
الأول، ان الشعب الفلسطيني هو صاحب أعظم قضية على وجه الأرض من حيث طبيعتها ومركزيتها واهميتها بالنسبة للعرب والمسلمين (الأقصى والقدس وارض الاسراء والمعراج والعهدة العمرية والفتح الصلاحي.. الخ..). الثاني، محورية القضية الفلسطينية كمفتاح للحرب والسلام في العالم، وضمان الاستقرار والامن الدوليين من عدمهما. اما الجانب الثالث، فهو تجاهل الشعب الفلسطيني وهو صاحب أعظم قضية وأخطرها، لضرورة التحرر من كل أسباب الفشل القديمة والتمسك بكل ما من شأنه حماية القضية والحفاظ على جذوتها وحشد كل القوى للدفاع عنها، وترك الخلافات الصغيرة والتافهة جانبا والتي كانت على الدوام السبب المباشر من انتصار الصهيونية وهزيمة الوطنية الفلسطينية.
إذا كان من أسباب النكبة الفلسطينية في العام 1948، أولا، غياب القيادة السياسية والعسكرية الموحدة، والصراعات الحزبية والفئوية والعائلية والفصائلية، والتي أدت الى تشتت القرار الفلسطيني وتقديم الخاص على العام والفئوي على الوطني. ثانيا، الخيانات التي نخرت في الجسد الفلسطيني والعربي حتى اثخنته بالجراح. ثالثا، غياب السند العربي والإسلامي بسبب خضوع اغلبه لحكم المستعمر الأجنبي مباشرة او بالوكالة. رابعا، انحياز المجتمع الدولي لإسرائيل ودعمه لها عسكريا وسياسيا. وخامسا، فشل الديبلوماسية الفلسطينية والعربية في اقناع المجتمع الدولي للانتقال من مرحلة الاستنكار والتنديد بممارسات إسرائيل المهينة ل"الشرعية الدولية"، الى مرحلة الفعل الحقيقي لإجبار إسرائيل على تغيير سياساتها وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. إذا كانت تلك هي أسباب الهزيمة في الماضي، فهل استخلص الفلسطينيون العبر والدروس من تلك المأساة، ام ان الأسباب ذاتها ما زالت هي سيدة الموقف حتى الان، ولذلك لا غرابة في استمرار الهزائم للمشروع الوطني الفلسطيني وتراجعه يوما بعد يوم!!
نقف اليوم بعد مائة عام من بداية الصراع لنواجه نفس الأوضاع فلسطينيا وعربيا ودوليا وصهيونيا، وهذه هي المأساة!
(3)
وقع بين يدي مؤخرا نسخة لمحضر الجلسة التي دعا اليها امير دولة قطر (تميم بن حمد آل ثاني) وشارك فيها وفد السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد حركة حماس برئاسة السيد خالد مشعل رئيس حركة حماس (السابق)، وذلك عشية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، نشرته صحيفة " الأخبار" اللبنانية بتاريخ 1.9.2014، والذي يدل على عمق الازمة الفلسطينية والأسباب الكامنة وراء فشل المشروع الوطني الفلسطيني في تحقيق أهدافه حتى اليوم ..
جاء في التقرير:
وسط النار المشتعلة في غزة، حطّ أبو مازن في 21 آب الماضي (2014) في الدوحة يشكو لأميرها «(خالد) مشعل » الذي تدير حركته انقلاباً في الضفة. بدا محمود عباس متوتراً. وضَع «سمو الأمير» تميم بن حمد أمام «قضيتين لا نستطيع حلهما»: المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل والعلاقة مع حماس. «حماس بدها تجنني»، قال عباس. أبلغ الأمير ما نقله له الصهاينة: «ألقوا القبض على 93 عنصراً من حماس قاموا بالإعداد لانقلاب في الضفة، يرعاهم صالح العاروري من تركيا، وصلة الوصل بينهم شخص في عمان اسمه «جواد». تفهّم الأمير رئيس السلطة: «أنت حكيت معلومات مصدرها إسرائيل، (إذاً) بالتأكيد صحيحة». لحظات ويدخل خالد مشعل ووفد حماس المرافق قاعة الاجتماع. توتّر عباس انسحب أمام «خصومه»... قدّم مطالعة أنهاها بجملة: «نفذتم الانقلاب بالاتفاق مع دحلان، وحتى الآن لكم علاقة معه...». يتدّخل القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق: أنت بعدك لغاية اليوم مصدق هالقصة؟ فيردّ أبو مازن: لا تقاطعني، لا تستفزني يا أبو عمر. تطول «الاستفزازات» والاتهامات لينهي «سمّوه» الاجتماع ريثما يفّك عباس عصبيته. «الأخبار» حصلت على محضر الاجتماع وتنشره فيما يلي:
بعد ترحيب الأمير تميم بالرئيس الفلسطيني، وسؤاله عن الأوضاع في غزة والضفة الغربية، دار الحوار الآتي:
ــــ أبو مازن: أشكر سموكم على المقابلة رغم كثرة مشاغلكم، لكن الوضع لا يطاق ولا يحتمل التأجيل. الأمور في قطاع غزة في غاية السوء، وكان البعض يرغب في تفجير الأوضاع في الضفة الغربية وكانت نواياهم خبيثة.
ــــ الأمير: نحن دائماً نلح ونطلب من حماس وقف إطلاق النار حفاظاً على الأطفال والنساء، لذلك أيدنا مفاوضات التهدئة في القاهرة، لكن الخطاب المصري شوية غير مريح، والفترة الأخيرة الأميركان يتواصلون معنا يومياً، وكيري كل يوم يتصل ألف مرة.
ــــ أبو مازن: الوضع الفلسطيني صعب. نحن أمام قضيتين أساسيتين لا نستطيع حلهما. الأولى: المفاوضات فشلت. 20 سنة نفاوض على حدود 67 ولم نتقدم خطوة واحدة، وأخيراً وافقنا على عرض كيري لتجديد المفاوضات 9 شهور، ووافقنا على طلب أميركا بعدم الذهاب للأمم المتحدة مقابل إطلاق الأسرى. لكن الإسرائيليين رفضوا إطلاق الدفعة الرابعة ووقف الاستيطان، وفشلنا، لذلك قررنا التصالح مع حماس برعاية سموكم، وتأليف حكومة وفاق وطني، إسرائيل رفضت التعامل معها، وذهبنا ووقعنا 15 معاهدة دولية، ومن أبريل حتى الآن لا تقدم في المفاوضات.
ظل الأميركان يقولون سنعطيكم «Framework» وهم يماطلون ولم يعطونا هذا الإطار. قلنا نريد عرضاً مكتوباً لا شفهياً، فغضبوا منا. لم يعطونا سوى الكلام. إذا كانت أميركا تريد حلا فلتوافق على دولة فلسطينية في حدود 67، وعاصمتها القدس، وخلال شهرين أو ثلاثة على ترسيم الحدود، ثم نتفاوض على بقية النقاط. إذا وافقوا سنوقف التنسيق الأمني والتعاون مع إسرائيل، ونطلب من نتنياهو أن يأتي لتسلّم السلطة، ويرجع الوضع إلى ما كان قبل أوسلو. أبلغت رئيس المخابرات الإسرائيلية ذلك أثناء زيارته لي قبل أيام، وبدأت بإبلاغ الأميركان تدريجياً، وخلّيها تخرب على الكل.
الثانية: علاقتنا مع حماس. منذ مجيء السلطة وهم يعملون لإفشالها وإسقاطها، عرفات دعاهم للمشاركة في السلطة وانتخابات 1996 رفضوا وقالوا الديمقراطية حرام لأنها حكم الشعب، ونحن نريد حكم الشرع. بيعطوا فتاوى على كيفهم، وبيستخدموا الدين لخدمة أهدافهم. (...) ذهبنا إلى الكعبة، وأقسمنا على التمسك بالوحدة الوطنية، وبعد ثلاثة شهور انقلبوا على السلطة. حتى الآن كلما تحدثت عن مشعل أمام الملك عبد الله يقول لي: هذا مشعل كذاب.
ثم حدثت حرب 2009 وبعدها حرب 2012 ونحن ضدها، ووقعوا اتفاقا من خلال جماعتهم و(محمد) مرسي وهيلاري كلينتون، ثم جئنا عندكم واتفقنا على إنجاز المصالحة. منذ أكثر من سنتين وهم يماطلون ولا يريدون انتخابات. رجعت الانتخابات حرام. (...) في الفترة الأخيرة حدث ما أخرجني عن طوري، فقد خطفوا ثلاثة مستوطنين وقتلوهم، وعندما سألنا مشعل أجاب: لا أعلم، ثم بعدها قال: لا أنفي ولا أؤكد! كذب ومراوغة، هذا كله رغم أن إسرائيل والأميركان قالوا لي حماس، فقلت لهم غير صحيح، وهاتوا أدلتكم. ومفاجأة الأمس صالح العاروري أعلن مسؤولية حماس عن الخطف من تركيا. يعني تركيا تقبل هذا الموضوع، وهيدا شريط فيه اعترافات العاروري، ونتيجة هذا العمل قتل 20 فلسطينيا واحراق محمد أبو خضير وهو حي. هدفهم تدمير الضفة وإحداث حالة من الفوضى لتنفيذ انقلاب علينا، حماس بدها تجنني، منذ اختطاف شاليط يتصلون بالإسرائيليين والأميركان والأوروبيين والألمان وغيرهم، يفعلون كل شيء من وراء ظهورنا. حتى ونحن في مفاوضات القاهرة، نحن مجرد طربوش خيال... يقولون لبقية الوفد نحن الموجودين في الميدان، نحن الذين نقاتل، هذا يعني أن السلطة لا تشارك في قرار الحرب ولا قرار السلام.
مدير المخابرات الاسرائيلي جاءني قبل اسبوعين إلى رام الله، وكانت زيارة خاصة، وقد أبلغته خطواتي السياسية التالية، فقال لي سأنقل رسالتك إلى رئيس الوزراء نتنياهو. وقال لي أريد أن أضعك في صورة مواضيع متعددة وخطيرة تهدد وجودك ووجود السلطة في الضفة، واحد منها أبلغني أنهم ألقوا القبض على 93 عنصراً من حماس أعدّوا لانقلاب على السلطة في الضفة، يرعاهم صالح العاروري من تركيا، وصلة الوصل بينهم شخص في عمان اسمه «جواد». وقال لدينا الاسماء والسلاح والانفاق التي جهزوها للانقلاب عليك.
لماذا يريدون الانقلاب؟ كنت أشعر بذلك، وأجهزتي الأمنية كانت تقدم إليّ تقارير عن ذلك، كل السلاح والمتفجرات التي أمسكناها لم تكن ضد إسرائيل، بل ضدنا، لكن لماذا الانقلاب؟! أين الشراكة بيننا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ لماذا هذه الطريقة الإيرانية في «التقية»؟ عام 2006 وضعوا لي متفجرات في الطريق، يريدون تفجيري، وأيضاً حفروا نفقا يصل إلى تحت منزلي في غزة، هذا شريط CD» مصور فيه كل شيء وتسمعهم يقولون هذا اللغم لابو مازن، إلى أين أنتم ذاهبون؟ نظام تقية لا ينفع معه الشغل (...) في مفاوضات القاهرة أرسل مشعل خمسة أعضاء. رغم ذلك، كلما احتجنا إلى قرار صغير عادوا إلى مشعل! نحن نريد هدنة قبل كل شيء، ثم نضع كل المطالب للبحث، ومشعل والأعضاء الآتون من الدوحة متعنتون، برغم أن وضع غزة صعب، ولكن لا يعنيهم ذلك، لأن الثمن يدفعه الناس البسطاء، أما هم فلا يعيشون في غزة، وكل هذا أدى إلى فشل مفاوضات التهدئة.
البقية تأتي ...
*إبراهيم عبدالله صرصور-الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net