رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اللقاء:
أوروبا وإسرائيل عبارة عن شريكتين مهمتين في ثلاثة مجالات محورية – في المجال الأمني وفي مجال الازدهار وفي مجال السلام.
أعتقد بأن حياة الكثير من الناس قد تم إنقاذها بفضل ذلك التعاون الذي تعرفه جيداً الأجهزة الأمنية التابعة للعديد من الحكومات الأوروبية
الإدارة الأمريكية تبذل حالياً جهوداً بغرض طرح مشروع سلام جديد. فأعتقد بأنه يجب إعطاء السلام فرصة
عمّم أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي، بيانًا جاء فيه ما يلي:"تم استقبال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مقر المجلس الأوروبي الواقع في بروكسل، بلجيكا. وقال رئيس الوزراء في تصريحات مشتركة أدلى بها إلى جانب المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي موغيريني وفي مستهل لقائه مع وزراء الخارجية لدول الاتحاد:"أشكرك على دعوتي إلى هنا، السيدة فيديريكا، كما أشكر الحكومة الليتوانية. إنه لمن دواعي سروري التواجد هنا. فأوروبا وإسرائيل عبارة عن شريكتين مهمتين في ثلاثة مجالات محورية – في المجال الأمني وفي مجال الازدهار وفي مجال السلام. أما الأمن، فالمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية ساهمت في إحباط العشرات من العمليات الإرهابية، العديد منها على أرض أوروبا، وأعتقد بأن حياة الكثير من الناس قد تم إنقاذها بفضل ذلك التعاون الذي تعرفه جيداً الأجهزة الأمنية التابعة للعديد من الحكومات الأوروبية".
فيديو من اللقاء - تصوير: مكتب الصحافة الحكومي
وأضاف البيان:"وتابع نتنياهو:"إننا سنواصل القيام بذلك في إطار كفاحنا المشترك ضد الإرهاب. وبالقدر نفسه، أعتقد بأن المشكلة الأساسية التي تواجهها أوروبا تتمثل في تدفق الأناس الهاربين من ميادين المعركة في الشرق الأوسط، حيث يتعرض الشرق الأوسط للتهديد من قبل داعش أي التيار السني للإسلام المتطرف وكذلك من قبل التيار الشيعي للإسلام المتطرف بقيادة إيران على حد سواء. إن إسرائيل أقوى طرف في الشرق الأوسط يتصدى لانتشار الإسلام المتطرف، ولا يحول دون الهجمات التي تخطط داعش لتنفيذها في أوروبا فحسب وإنما يمنع كذلك انهيار مناطق كاملة بمحاذاة الحدود الإسرائيلية التي لولا ذلك كانت تسقط في أيادي أولئك الإسلاميين المتطرفين ممن يشردون الملايين من الناس إلى أوروبا. إننا نقوم بذلك بطبيعة الحال من أجل الدفاع عن أنفسنا، وفي إطار ذلك أعتقد بأن إسرائيل تلعب دوراً أمنياً مهماً جداً بالنسبة للشعوب الأوروبية وبطرق يصعب إدراكها في بعض الأحيان إلا أنها تنال المزيد والمزيد من تقدير الحكومات المعنية".
وقال نتنياهو أيضًا:"إن النقطة الثانية تتعلق بالازدهار. فنشهد أوج ثورة كبيرة تحدث في العالم. إن المستقبل يعود للمبتكرين. ففي حين أنه قبل عشر سنوات كانت تنتمي إلى عشر الشركات الرائدة عالمياً خمس شركات لإنتاج الطاقة وشركة واحدة لتكنولوجيا المعلومات، لقد أصبح الوضع مختلفاً بـ 180 درجة حيث أن خمس شركات لتكنولوجيا المعلومات تقف حالياً في صدارة هذه القائمة وتبقت لدينا شركة واحدة لإنتاج الطاقة هبطت من المرتبة الأولى للمرتبة الخامسة. إن الثورة تتمثل بالبيانات الضخمة وذكاء الأعمال والروابط. إن الصناعات تتشكل من العدم.
وإسرائيل تملك حالياً صناعة مركبات لأول مرة في تاريخها بينما أوروبا لديها العديد من المركبات. ومع ذلك فإن صناعة المركبات لدينا تحصل على استثمارات بحجم عشرات المليارات من الدولارات، بما فيها 15 مليار دولار قبل بضعة أشهر فقط عندما اشترت شركة إنتل الشركة الإسرائيلية القائمة على تصنيع السيارات الذاتية القيادة. ولم يكن لدينا مثل ذلك في الماضي. كما أنه لدينا 500 شركة ناشئة فقط في مجال السيارات الذاتية القيادة وتطبيق ويز والتعهيد الجماعي التي تعتبر بالغة الأهمية وتغير من واقع المواصلات. وأعطي ذلك مثالاً واحداً فقط".
وأضاف نتنياهو:"فها لكم من مثال ثانٍ – الطب الرقمي، حيث تشهد إسرائيل أيضاً تطوراً ملموساً. الزراعة العالية الدقة، تكنولوجيا المعلومات، السايبر. إسرائيل تسيطر حالياً على حصة بواقع 20% من الاستثمارات العالمية الخاصة في مجال حماية السايبر. فهل يمكنكم العيش دون توفر حماية السايبر؟ هل تستطيعون حماية حساباكم المصرفية وشبكات الكهرباء لديكم وطيرانكم المدني وسياراتكم مستقبلاً. إنكم بحاجة إلى حماية السايبر وإسرائيل شريكة عالمية. فبالتالي تعدّ الشراكة بين إسرائيل وأوروبا أمراً حيوياً يتسم برأيي بأهمية كبيرة ليس بالنسبة لنا فحسب، مع أنه مهم جداً لنا طبعاً فإلا لما كنت أقف هنا، وإنما بالنسبة لأوروبا أيضاً. فالعديد من الدول في العالم تدرك بأن إسرائيل شريكة محورية في الابتكار والابتكار هو المستقبل. هذه النقطة الثانية.
وعلى فكرة، لقد اكتشفنا الغاز، وأتممنا للتو إعداد مذكرة تفاهم مع دول أوروبيا عدة أي القبرص واليونان وإيطاليا. لعلكم تعلمون ذلك. إننا ندرس هذه الأيام فكرة إنشاء خط أنابيب ينقل الغاز من حقول الغاز الخاصة بنا إلى إيطاليا مما سيتسم بأهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الأوروبي. فسواء كان يدور الكلام عن الابتكار، الطاقة أو أي طريق آخر، إننا نعتبر أنفسنا شركاء طبيعيين.
والنقطة الثالثة تتناول قضية السلام. إن يد إسرائيل ممدودة لإحلال سلام مع جيرانها الفلسطينيين منذ مائة عام. وذلك قبل أن تمت إقامة الدولة بفترة طويلة وبعدها. فخلال خمسين عاماً وقبل أن تم بناء ولو مستوطنة واحدة أو أثيرت ولو قضية أراضي واحدة، كنا نتعرض لاعتداءات متواصلة. وتم الاعتداء علينا ليس بسبب قطعة أرض معيّنة وإنما بسبب رفض جيراننا لمجرد فكرة قيام دولة يهودية ووطن قومي للشعب اليهودي على قطعة أرض أياً كانت مما أدى إلى اندلاع النزاع ومما يجعله مستداماً. إنكم تستطيعون ملاحظة ذلك من خلال حقيقة مؤسفة مفادها أن الفلسطينيين يرفضون مجرد حق قيام إسرائيل كدولة يهودية وينكرون تاريخنا. إن أورشليم عاصمة الشعب اليهودي منذ 3000 عام ومنذ لحظة إقامتها من قبل الملك دافيد. إن هذا الأمر موثق جيداً في تاريخ التوراة. وبعد ذلك أيضاً كان اليهود في غيتوهات أوروبا يرددون صلاة: "العام القادم في أورشليم". فلم نفقد أبداً صلتنا، وبالرغم من ذلك، يتم إنكار هذه الصلة في المحافل الأممية وبموجب القرارات السخيفة الصادرة عن اليونسكو والتي تسعى إلى إنكار التاريخ وإنكار الحقيقة التاريخية. إن أورشليم عاصمة دولة إسرائيل منذ 70 عاماً".
وجاء في كلمة نتنياهو أيضًا:"فأعتقد بأن الذي قام الرئيس ترمب ما هو إلا طرح الحقائق البسيطة على الطاولة. إن السلام يستند إلى الاعتراف بالواقع، فأعتقد بأن حقيقة كون أورشليم عاصمة لإسرائيل واضحة وضوح الشمس بالنسبة لكل من يزور إسرائيل من بينكم ويشاهد مكان تواجد مقر الكنيست الخاص بنا ومكان تواجد مقر حكومتنا ومكتبي ومكتب الرئيس والمحكمة العليا. إن أورشليم عاصمة إسرائيل ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. إن ذلك لا يتعارض مع السلام وإنما يتيح إحلاله. فلأن الاعتراف بالواقع يشكل جوهر السلام إنه بمثابة الدعامة الأساسية للسلام.
الإدارة الأمريكية تبذل حالياً جهوداً بغرض طرح مشروع سلام جديد. فأعتقد بأنه يجب إعطاء السلام فرصة. كما أعتقد بأنه يجب رؤية ما هو مطروح على الطاولة وإن كان المضي قدماً بالسلام أمراً وارداً. وعلى كل حال، يجب الانطلاق من مكان واحد وهو الاعتراف بالدولة اليهودية. إن أصل القضية كان دوماً الدولة اليهودية فحان الوقت ليعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية ولأن يعترفوا بحقيقة أن لها عاصمة تسمى أورشليم. وأعتقد بأنه رغم عدم إنجاز أي اتفاقية بيننا، إن ذلك الذي سيحدث مستقبلاً. وأعتقد بأن كافة أو معظم الدول الأوروبية ستنقل سفاراتها إلى أورشليم وستعترف بأورشليم عاصمةً لإسرائيل وستعمل إلى جانبنا من أجل الأمن والازدهار والسلام. إنني أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لعرض مواقفي هذه التي أكون متأكداً من أنها ستشكل موضوع نقاش جاد مع وزراء الخارجية. إنها لفرصة ممتازة وهامة. إن أوروبا مهمة. ولهذا السبب أتواجد هنا"، إلى هنا البيان.
صور من اللقاء - تصوير مكتب الصحافة الحكومي