مدخل إجباري :
حتى لا تتهشم أنوفنا وتتكسّر أسناننا , اضطررت للنيل من تلك الأنثى المحرقة والجميلة الخانقة
منعطف : ليسامحني وليسمح لي مدمنوها لمجابهتها ومهاجمتها , فقط للتخلّص من وعثاء جرمها وإجرامها
تحذير : أعذروا حروفي , فهذه المرة ستكون كلماتي قاسية ومؤلمة لتلك المسمومة
إشتعالة : هذه هي نفسها بهيئتها وجسمها أراها مرة أخرى , تقترب منك , تداعب شفتيك وتفتن عينيك , تحاول أن تبرهن لقلبك بعشق لك وشوق أليك , وقْرٌ في قلبها الأسود وخبث في قوامها الأجرد
أراك يا هذا تغرم بها وتحتسي زفراتها وتشتهي تنهداتها وتمارس معها صنوفا من العشق لم أعهدها وألوان من الغرام لم أعرفها
تبكي بحرقة لفراقها عنك لحظة , تحطّم أخلاقك من أجل برهة تختلسها معها ولحظات تقضيها برفقتها , تغلق كل الأبواب التي تؤدّي إلى نصحك وتسدّ كل المسالك التي توصل إلى رشدك , تقترب إليها رغم أنها تحتضن غيرك وتدفع لها الكثير من أعضائك وأعصابك, ومع كل تضحياتك تجبرك هي على الرضوخ لها كرهاً
تمضي جلّ وقتك معها وتجاهر بعشقها ومحبتها , ولا تخشى يوما من الفضيحة والعار
الكل يعلم أنك أجرمت بحق نفسك وأنك تقاعست بحق جسمك ورغم بلوغك درجة من الفهم والإدراك , إلا أنّك تعريّت من " النبالة " ورميت بفهمك في مستنقع السفه والحثالة
من أجل تلك الأنثى اللعينة التي سلبت صحتك ومالك وعاثت الخراب والتمزيق في جوفك وأعضائك ومن أجلها تنازلت عن تلك النظافة والنصاعة
تذكّرْ إنْ ملكت ذاكرة , أنها هي التي جعلت الأنقياء منك يتأففون وعنك يبتعدون وهي التي أشعلت بصدرك نار الوهن والخَوَر والأفول
تلك التي ارتكبت مع غيرك خيانة المبدأ وحفر القبور
تكتسي البياض كي تغريك وتحاول بكل نتانة زينتها أن تريك كي تربطك بفتاتها المسموم , تريد الإطاحة بك وإغراقك بالهموم , تحاول إيقاعك في منزلقاتها الوعرة وفي طعومها المرّة , فهل تعلم أنت ذلك ؟!
هل تعلم أنها تحاول هتك أنفاسك وسلاحها , ضعف إرادتك ؟ هل تدرك أنها تنتظر تلك اللحظة التي تدوس فيها على جسدك الناحل المتهالك ؟
يا لها من ساحرة , غادرة فاجرة , ويا لك من غبيّ ساذج , جعلت من إصبعيك لها مقعدا ومن شفتيك لها مضجعا , أبرمت مع معشوقتك " حقدا " وتجرعت بيدك سمّا , وتريد برديء أنفاسك أن تلوّث نقاء صدورنا
متى تعلم يا هذا أنك أسأت لغيرك بتلك العلاقة المشينة ؟
متى تدرك بأن علاقتك هذه ستحجز لك مقعدا مضمونا في تلك الرحلة التي لا منها إياب ولا عليها عتاب
إن كانت حروفي وكلماتي أزعجتك , وعن طريقك أثنتك , وعن انغماسك أرجعتك , فيكفي أنني " تلثّمت " بها خوفا من رائحة فمك المقزّز , ومنعا لدخان تلك الحقيرة التي اشتهرت وعُرفت باسم سيجارة