بدأت حشود الجماهير الغزية من مختلف مناطق قطاع غزة، منذ ساعات صباح اليوم السبت، تتوجه إلى ساحة السرايا في قلب مدينة غزة، للمشاركة بمهرجان الوحدة والدولة
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة مسجلة بُثت خلال المهرجان:
إنّنا ماضون قدماً في مسيرة المصالحة الفلسطينية، وصولاً لسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد
التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود حتماً إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبل أفضل لنا جميعاً
لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، نحن شعب واحد، مصيرنا واحد ولا يقبل القسمة والتجزئة، وأقول أنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة
احتشد، اليوم السبت، عشرات الآلاف من أهالي قطاع غزّة في ساحة السرايا وسط مدينة غزة للمشاركة في مهرجان ضخم إحياءً للذكرى الثالثة عشر لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
غزّة اليوم خلال المهرجان - رويترز
وبدأت حشود الجماهير الغزية من مختلف مناطق قطاع غزة، منذ ساعات صباح اليوم السبت، تتوجه إلى ساحة السرايا في قلب مدينة غزة، للمشاركة بمهرجان الوحدة والدولة، الذي تقيمه حركة (فتح) لإحياء الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.
وأفاد شهود عيان بأن مئات الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات العمرية وعائلات بأكملها يحتشدون في ساحة السرايا للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، إضافة إلى الشوراع المحيطة في الساحة التي تعج بالمواطنين الذين يرفعون أعلام فلسطين ورايات حركة "فتح" وصورا للرئيس الراحل أبو عمار، وصورا لرئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وفي كلمة حركة فتح، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للحركة في المحافظات الجنوبية أحمد حلس، "إن كل من ظنوا أنهم يمكن باغتيال ياسر عرفات أن يحققوا أحلامهم، فإن أبا عمار عمره أطول من عمر قاتليه، هو الحاضر ومن تأمروا عليه هم الغائبون".
عباس خلال خطابه المسجّل
عبّاس يخاطب الشعب في غزّة: ماضون قدماً في المصالحة
وفي كلمة مسجلة بُثت في مهرجان إحياء ذكرى الشهيد الراحل ياسر عرفات، اليوم السبت، في ساحة السرايا بمدينة غزة، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، "إنّنا ماضون قدماً في مسيرة المصالحة الفلسطينية، وصولاً لسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد". وأضاف أنّ:"التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود حتماً إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبل أفضل لنا جميعاً".
وأكد عباس:"أنه لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، نحن شعب واحد، مصيرنا واحد ولا يقبل القسمة والتجزئة، وأقول أنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة". وتابع الرئيس "أقول لك يا أخي أبا عمار أمام الجماهير المحتشدة في الضفة وغزة اليوم بذكرى رحيلك، إن شعبنا الفلسطيني الذي لطالما أحبك قائداً عظيماً، ما زال يكن لك ذلك الحب والاحترام والوفاء، وهو صامد صابر ومرابط، باق على أرضه، وراسخ رسوخ جبلك الذي لا تهزه الرياح".
وشدد على أنّ "نضالكم وتضحياتكم وعطاءكم لشعبكم وقضيتكم العادلة، عبر نصف قرن ويزيد، قد سجل أروع معاني العزة والكرامة والكبرياء، وإن فلسطين التي أحببت، وناضلت، واستشهدت من أجلها ستبقى نابضة بالوفاء والإخلاص للقادة الكبار الذين ضحوا بأنفسهم من أجلها، وإننا من بعدك، وفي ذكراك هذه، نعيد التأكيد بأن نمضي قدما نحو تحقيق حلمك، وحلم أبناء شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني الفلسطيني الطاهر".
وأشار أبو مازن إلى أنّ "فلسطين التي حاولوا أن يخرجوها من دائرة التاريخ والجغرافيا، منذ العام 1917 عادت بتضحيات أبناء شعبنا من الشهداء والجرحى والأسرى لتقول بأنها باقية، فكانت تسمى فلسطين وستظل تسمى فلسطين، وإن الشعب الذي نكبوه وشردوه واقتلعوه من أرضه ودياره، ما زال يتمسك بحقوقه، فالهوية الوطنية الفلسطينية راسخة وثابته". وقال الرئيس الفلسطيني:"بعد أن حصلنا في العام 2012 على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، ورفعنا العلم الفلسطيني على مقراتها، وأصبحنا أعضاء كاملي العضوية في العديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، فإن جهودنا ومساعينا ستستمر لنيل العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وزوال آثاره عن أرضنا، فإرادة الشعوب لا تقهر، وشعبنا التواق للحرية لن يتخلى عن تحقيق أهدافه الوطنية مهما كانت التضحيات"، كما قال.
وتابع عباس في كلمته:"إنّ ما يثير الاستغراب والاستهجان هو أن الحكومة البريطانية احتفلت قبل بضعة أيام بمرور مائة عام على وعد بلفور الظالم والمشؤوم، الذي تسبب في مأساة ونكبة أكثر من اثني عشر مليون فلسطيني وحرمانهم من حقوقهم السياسية والقانونية والإنسانية". وأكد أنّه "بالرغم من كل المعوقات التي يفرضها علينا الاحتلال الإسرائيلي، ونشاطاته الاستيطانية الاستعمارية القائمة على سياسة الأبرتهايد؛ فإننا متمسكون بثقافة السلام، ومحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم، ومصممون على البقاء على أرضنا، والتمسك بحقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية، ونواصل جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا على أساس سيادة القانون، وتمكين المرأة والشباب، والنهوض باقتصادنا الوطني، والمضي قدماً في سعينا لترسيخ مكانة دولة فلسطين في النظام الدولي". وأشار إلى "أننا نعمل مع حكومة الرئيس ترامب، والقوى الدولية المعنية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، على أن يكون وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين"، كما قال.
وجدد عبّاس الدعوة للدول "التي تؤمن بحل الدولتين أن تعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة، وذلك لأن حل الدولتين أصبح في خطر داهم، وأجدد التأكيد بأننا لن نقبل باستمرار سياسة الأبرتهايد التي نعيشها في ظل الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، وسنطالب بالحقوق المتساوية لسكان فلسطين التاريخية إذا لم يتم تطبيق حل الدولتين"، على حدّ تعبيره.