عندما يرخي الليل سدوله فتصمت الأشجار و تختبئ الأطيار و يبقى صوت الصمت يوحي لنا بإيحاءات شتى ,
فيوحي للحزين بالحزن وللمسرور بالفرح و للمريض بالألم و للغريب بالغربة تماماً كألوان الطيف التي تتشتت من لون واحد
عندها فقط يمكن لكل شخص من هؤلاء أن يعيش فوق القمر و يفقد الجاذبية و هو على الأرض و ينسى كل تلك الأحاسيس
و لمن يتساءل كيف يكون ذلك ؟
أقول : تحت وطأة الظلام و لحظات السكون يمكننا أن ننزوي في مكان ما ثم نستمتع بحديث عذب سري و نبوح و نشكو
و نقتل الكرامة التي تمنعنا من الاعتذار و الانكسار و التذلل و سكب العبرات كيف لا و نحن هنا مع غير البشر في موقف
لا يحلو و لا يتجلى سوى بالانكسار و التذلل لله سبحانه , فلن يسمعنا سواه و لن يجيبنا سواه
في هذه اللحظات فقط تبدأ الروح بالخروج من ذاك الجسد رويداً رويداً و كأنها تصعد إلى السماء فتعجز أي جاذبية أن تردها
للأسفل فقد تركت ذاك الجسد بل ذاك التراب على التراب ! لتسمو هي في روحانية عجيبة فننسى أننا ننتمي لهذا العالم
التائه فلسنا معهم إننا في عالم آخر !
و في لحظة اعتراف للحاكم العادل فهو فقط من رآنا حين أذنبنا و يسمعنا الآن حين اعترفنا فيا رب أرضنا و ارض عنا
ما الحياة إذا فقدتِ مثل تلك اللحظات ؟
همسة : لا تظلم نفسك بسجنها , بل دع الروح تصعد لخالقها على درجات السمو و تحلق دونما أدنى جاذبية