وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب البيان التالي:"شارك اكثر من مائة وعشرين من الناشطين والناشطات المناهضين للعنصرية، يوم الجمعة الفائت، في المركز العربي اليهودي في يافا، في المؤتمر الاول من نوعه الهادف إلى تنشيط عمل ودور الجمهور في مناهضة العنصريّة المستشرية في إسرائيل.
ويسعى المؤتمر الذي نظمه الائتلاف لمناهضة العنصرية بالشراكة مع مؤسسة " فريدريخ ايبرت " الألمانية إلى خلق أوسع تجنّد من أجل النضال المشترك، حيث شارك في المؤتمر أكثر من مائة وعشرين ناشطا وناشطة من كافة الشرائح المجتمعيّة، التي تعاني التمييز والعنصرية منها؛ العرب، متحدثي الروسية، اليهود الشرقيين، اليهود من أصل اثيوبي وغيرهم.
إلى ذلك، سعى المؤتمر للعمل على التنسيق بين الأطر الفاعلة في مناهضة العنصرية وتواصلها مع النشطاء مما يعزز المواجهة ويجعلها أقوى خاصةً وأنّ التمييز والعنصرية باتا يتخذان اشكالا متنوعة لا تقتصر على تعامل فوقي مجتمعيّ إنما تتغذى وتُقوى من المُستوى السياسي الذي يغالي مؤخرًا في مواقفه العنصرية.
وافتتح المؤتمر وادارا برنامجه عضوا إدارة الائتلاف روان بشارات، مديرة مشاركة في مؤسسة صداقة رعوت، والمحامي اوري نيروف، من مركز التعددية اليهودية للدين والدولة، وتخلل المؤتمر عدة كلمات ومحاضرات، بدأت بكلمات ترحيبية القاها كل من مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، المحامي نضال عثمان، ومسؤولة صندوق " فريدريخ ايبرت"، يهوديت ستمليخ".
وفي كلمتهِ شدد المحامي عثمان أنّ النضال المشترك والتعاون بين المؤسسات المناهضة للعنف غير كافٍ مما تقرر أن تقوم هذه المؤسسات باتخاذ خطوة إلى الأمام ومحاولة تجنيد المُجتمع إلى نضالهم المشترك، المُجتمع المكون من نشطاء هذه المؤسسات مشتركة وايضًا اصدقاء النشطاء بدوائر أوسع وأشمل.
وأضاف المحامي عثمان: أنّ استراتيجية العمل لمنظمات الائتلاف في العامين القريبين هو تجنيد أكبر عدد من شريحة الشباب إلى النضال ضد العنصرية، ولهذا السبب نلتقي هنا لنضع خطة عمل مشتركة.
وأوضح المحامي عثمان: أنّ المسبب الأساسي في تفشي العنصرية هو غياب التضامن المجتمعيّ، فكل فئة، رغم أنها تعاني من العنصرية، إلا أنها تتضامن مع افرادها فقط، دون التضامن مع فئات أخرى تمارس عليها نفس الأساليب العنصرية، وهذا الغياب يضعف النضال أكثر، ويقوي العنصرية والعنصريين الذين يستمرون في ذات النهج بغياب رادع أو قوة تمنعهم من ذلك، عليه يستوجب علينا أن نتضامن مع بعض، فحان الوقت لنرى العربي يتضامن مع الروسي والعكس.
بدورها، عرفّت ستميلخ الحضور بصندوق " فريدريخ ايبرت" مشيرة إلى أنّ الصندوق يهدف إلى تقوية الحياة المشتركة بين المجتمعات المختلفة في إسرائيل وأنّ الصندوق يسعى إلى خلق مجتمع خالٍ من العنصرية مبني على احترام الآخر وتقبله.
وتطرّقت ستميلخ إلى التحديات التي تواجه هذا المشروع، الذي ينادي بالمساواة في الحقوق والفرص، مشيرة إلى أنها مع التقدم بالمشروع وتأسيس "منتدى المثلث الجنوبي والشارون لمناهضة العنصرية"، وصلت الى مرحلة تعززت لديها القناعة على أننا كمجتمع قادرون على التغيير، لأنه التغيير ضروري للحفاظ على أمننا وعلى حياتنا الشخصيّة، جميعًا دون استثناء.
وتلا الكلمات الترحيبية ندوة شارك بها كل من بروفسور ايتمار غروطو- نائب مدير عام وزارة الصحة، د. تغريد يحيى- يونس المحاضرة في جامعة تل ابيب، فاديم بلومن- ناشط ومؤسس حركة جيل 1.5 للشباب متحدث الروسيّة، ابي يلو- ناشط من أصول اثيوبية ومؤسس منتدى التفكير المشترك لمناهضة العنصرية، ياعيل بن يفت- مديرة عامة للقوس الديمقراطيّ الشرقي، ويعقوب معوز- مدير قسم هويات وحياة مشتركة في المراكز الجماهيرية، حيث قام كل بدوره بتعريف العنصرية من وجهة نظره واستنادًا للأدبيات والأبحاث في العلوم الإجتماعيّة، إكساب المشاركين والمشاركات آليات في مواجهتها من خبرتهم الشخصيّة، كما وقاموا بالتطرق إلى التحديات التي واجهتهم في نضالهم وكيف استطاعوا تجاوزها وإتمام مسيرة النضال مع إحراز نجاحات ملموسة وتُذكر.
وتخلل المؤتمر عدد من مجموعات النقاش التي عملت بالتوازي وناقشت العنصرية والتمييز من عدة جوانب منها، العنصرية والتمييز بجهاز الصحة، العنصرية والتمييز في مجال الثقافة، العنصرية والتمييز في مجال السكن، العنصرية والتمييز في التعليم العالي، العنصرية والتمييز في التربية والتعليم، العنصرية والتمييز في الحيّز العام، العنصرية والتحريض في الإعلام، والعنصرية والتمييز في اماكن العمل.
وشارك في حلقات النقاش بالتوازي نخبة من الناشطين والناشطات المُختصين في المجالات المذكورة، وخلصت بتقديم توصيات واستراتيجيات عمل للتعامل مع العنصرية في كل مجال ومجال.
يُشار إلى انه وخلال المؤتمر تم تصوير حملة إعلاميّة، شارك بها نخبة من الناشطين والناشطات، تهدف إلى الغاء الفصل في الحيز العام الإسرائيلي بين المجموعات المختلفة، سواءً العربية أو اليهودية من اصول اثيوبية أو اصول روسية أو اصول شرقية، وتدفع نحو التكاتف والتضامن وخلق حيز عام يستوعب الاختلاف والتعددية في الآراء والمواقف ويواجه العنصرية بشكل مشترك وبأكثر ما يمكن من التضامن.
واختتم المؤتمر بجلسة تلخيصية تم خلالها عرض توصيات مجموعات النقاش المختلفة، تلا التلخيص مداخلتين قدمها كل من؛ عضو الكنيست عايدة توما سليمان، رئيسة اللوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست، التي اثنت على عقد المؤتمر وابحاثه وأكدت على الشراكة بالعمل مع الائتلاف لتنفيذ بعض البرامج المقترحة من خلال الكنيست، ومداخلة قدمها المحامي كوبي زانة، مدير وحدة التنسيق الحكومية لمناهضة العنصرية، التي تم البدأ بتأسيسها قبل حوالي العام، حيث أثنى على عقد المؤتمر وسجل العديد من التوصيات لفحص إمكانية تنفيذها، مؤكدًا أنّ العنصرية خطرها على البشر مشابه للإرهاب، مما يستوجب محاربتها.
بقي أن نشير إلى أنّ الائتلاف لمناهضة العنصرية، والمُركب من اكثر 40 مؤسسة وإطار فاعل، يسعى إلى خلق مجتمع متساو ومنصف أكثر، خالي من العنصريّة، ولترجمة هذا الهدف يقوم بعدة نشاطات منها المؤتمر الذي عقد.