بنيامين نتنياهو:
قبل 23 عاماً تم إرسال يد شريرة إلى دار أميا جعلت منه تراباً وغباراً، لكن اليوم إنه يقف شامخاً منتصباً ويتمتع بقوة أكبر، وارتفاعاً أكبر ومتانة أكبر، مما يشكل رمزاً لانتصار الخير على الشر
وصل إلى موقع العربوصحيفة كل العرب بيان صادر عن أوفير جندلمان جاء فيه ما يلي: "زار رئيس الوزراء وقرينته مبنى الأميا – مركز الجالية اليهودية في حيث وقعت عملية إرهابية عام 1994. والتقى رئيس الوزراء هناك برئيس الأميا ويرؤساء المنظمات اليهودية. وقد شارك في المراسم نحو 200 شخص من ممثلي عائلات القتلى والمصابين.
تصوير مكتب رئيس الوزراء نتنياهو
وأضاف البيان: "وقال رئيس الوزراء في كلمته: "شكراً لكم أيها قادة الجالية اليهودية في بوينس آيرس والأرجنتين. لقد جئنا أنا وقرينتي من أورشليم وهي قلب الشعب اليهودي النابض منذ 3000 عام. جئنا إلى هذا البيت هنا الذي يشكل قلب الجالية اليهودية في بوينس آيرس فبالتالي يشكل هذا اللقاء قبل كل شيء لقاء يجمع قلبينا. إن الجالية اليهودية في الأرجنتين عبارة عن مجتمع عريق، حار وإنساني يراعي باستمرار الهوية اليهودية ويستثمر في التربية اليهودية ويرسخ علاقاته مع دولة إسرائيل. إننا نثمنكم، نحبكم ونشكركم على هذا الاستقبال بحفاوة. فشكراً جزيلاً لكم".
وتابع البيان: "لكن تحمل هذه الزيارة بعداً آخر يتعلق بما جرى هنا قبل 23 عاماً. لن ننسى الذي جرى هنا أبداً، بعد عامين من تلك العملية الإرهابية المروعة التي استهدفت مبنى السفارة الإسرائيلية هنا في بوينس آيرس عام 1992. لقد جئنا من هناك للتو، فضرب الإرهاب العاصمة الأرجنتينية مجدداً وبقوة أكبر. وكنا جميعاً نشارك تلك الصدمة والألم حتى لو فصلت الآلاف من الكيلومترات بعضنا البعض، وقد شاهدنا تلك المشاهد الفظيعة، فتمزقت قلوبنا. وسمعنا عن الجرحى والقتلى، فأذرفنا دموعنا. وبينما وردتنا الأخبار غمرنا ذلك الشعور العميق بمصيرنا المشترك. وأقول ذلك شخصياً لأنني أعرف من تجربتي الشخصية ذلك الحزن والفجيعة فأدري معنى فقدان الأبناء الأعزاء خلال الحرب ضد الإرهاب والعمليات الإرهابية. واعترافاً بحجم الخسارة ألتمس سوية مع قرينتي والوفد الذي يصطحبني تقديم التعزية لتلك العائلات ممن قتل أبناؤها الأعزاء في دار أميا وآمل أنه بطريقة ما ستندمل الندبات التي تعيشونها بمرور الزمن إلى حد ما لكي تستطيعوا معايشة لحظات السعادة واكتشاف آفاق جديدة من الأمل".
وجاء في البيان: "منذ تلك الكارثة الكبيرة التي انتابتكم أنتم ونحن جميعاً تغيرت الكثير من المفاهيم العالمية فيما يخص الإرهاب، فلا توجد حالياً ولو دولة واحدة على كوكب الأرض تعد ذات حصانة أمام الهجمات الإرهابية، وذلك يشمل حتى الدول التي تصنع الإرهاب. إننا نواجه جميعاً تلك المشكلة العويصة، ولكن هناك البعض ممن ينشرها بشكل متعمد وممنهج وبوحشية لا نهاية لها. أما الذي لم يتغير فهو الجهة التي شنت الهجوم على هذا المكان. فكما كانت الأوضاع آنذاك تصنع إيران حالياً الإرهاب في كل أنحاء العام وقبل عقدين ونصف كانت إيران الجهة التي أشعلت فتيل التفجيرات التي ضربت الأرجنتين مرتين. إن إيران الجهة التي بادرت، خططت ونفذت العمليات الإرهابية الفظيعة من خلال وكيلها حزب الله. إنني أشكر الرئيس ماكري والسلطات الأرجنتينية على استعدادهم لتحري الحقيقة بأكملها. لقد حان الوقت لكي نحمّل إيران المسؤولية الكاملة بصورة علنية ونهائية. وقد حان الوقت لإقامة العدل مع الضحايا وحان الوقت لإدانة المتهمين".
وورد في البيان: "أيها الأصدقاء، إنّ التهديد الذي تشكله إيران لتهديد وتحدٍ متواصل. إنه تهديد يخرج من الشرق الأوسط ويرسل أذرعه إلى كل مكان، بما في ذلك إلى هنا في أمريكا اللاتينية وعلى قدم وساق في هذه السنوات بالذات. إن إسرائيل كانت وما زالت تقف في طليعة التصدي للإرهاب العالمي، وسنستمر بالعمل بحزم وبشتى الطرق من أجل الدفاع عن أنفسنا من العدوانية والإرهاب الذين تمارسهما إيران ومن الإرهاب عموماً. ونقوم بذلك سوية مع شركائنا هنا في أمريكا الجنوبية والأرجنتين وبطبيعة الحال في أمريكاً الشمالية أيضاً. يتواجد هنا ممثل عن السفارة الأمريكية، فألتمس طأطأة رأسي في هذا اليوم بالذات إحياءً لذكرى إخواننا وأخواتنا ممن قتلوا خلال العملية التخريبية الفظيعة التي استهدفت برجيْ مركز التجارة العالمي وغيرهما من الأماكن الواقعة في الولايات المتحدة".
واختتم البيان: "قبل 23 عاماً تم إرسال يد شريرة إلى دار أميا جعلت منه تراباً وغباراً، لكن اليوم إنه يقف شامخاً منتصباً ويتمتع بقوة أكبر، وارتفاعاً أكبر ومتانة أكبر، مما يشكل رمزاً لانتصار الخير على الشر. ونفس الأمر ينطبق أيضاً غلى دولة إسرائيل التي تزورونها وتشاهدون تطورها الواسع، حيث أنكم تشاهدون صعود إسرائيل كقوة عالمية في مجالات التكنولوجيا والسايبر والزراعة والمياه وفي كل مجال من المجالات. إن إسرائيل تصبح عاملاً ذا وزن كبير على الساحة العالمية. وزيارتي لهذا المكان تعكس ذلك التغيير الحاصل. وهي تعكس حقيقة وجود أصدقاء لنا في كافة القارات، وتزايد عدد أصدقائنا باستمرار. لا يساورني ولو أدنى شك بأن أحد أكبر أصدقائنا هو الرئيس الأرجنتيني ماكري وذلك ما دفعني للبدء بزيارتي لأمريكا الجنوبية من هنا في بوينس آيرس. في مثل هذا اليوم بالذات، الموافق الـ 11 من شهر أيلول/سبتمبر، سنخلد ذكرى القتلى ممن أودت العملية الإرهابية هنا في أميا وبوينس آيرس بحياتهم، وسنفي بوصيتهم بزيادة قوتنا وبتحقيق المزيد من الازدهار وإضافة الحياة والأمل. عاشت جمهورية الأرجنتين، وعاشت دولة إسرائيل، وشكراً جزيلاً وسنة طيبة لجميعكم" إلى هنا نصّ البيان.