ريمي طفلة جميلة تبلغ من العمر عشرة اعوام تعيش مع أمها واختها الصغيرة التي تدعي نانا في قريبة بسيطة أهلها طيبون ولطفاء، كانت ريمي فتاة طيبة ومرحة يحبها جميع أهل القرية وجميع اصدقائها وجيرانها، وكانت تساعد والدتها كل يوم في حلب بقرتهم الصغيرة التي يعيشون من بيع حليبها في سوق القرية، وفي يوم من الايام أقامت القرية مسابقة للغناء، وكانت ريمي تتمتع بصوت جميل وعذب، وبمجرد ان سمعت عن هذه المسابقة، قررت علي الفور ان تشارك بها، وكانت جائزة الفائز في المسابقة هي الحصول علي ثلاثة أطباق مزخرفة بشكل جميل .
وجاء يوم المسابقة فخرجت رسمي لتستعد لتجربة الاداء الخاصة بها، وفي هذه الاثناء أتي رجل يطلب من والدة ريمي أن تعطيه بقرتها الآن لأن زوجها قد أخذ منه المال منذ فترة ولم يرده له، ولذلك فإنه يسأخذ بقرتهم كتعويض له عن المال، لم تعرف والدة ريمي ماذا تفعل، ووقفت عاجزة بينما أخذ منها الرجل البقرة بالقوة .. خلال ذلك كانت ريمي تغني أغنيتها الرائعة أمام الجمهور في مسابقة الغناء وكانت كلمات الأغنية تقول : انتي الأمان انتي الحنان .. من تحت قدميكي لنا الجنان .. عندما تضحكين تضحك الحياة .. تسفر الأماني في فريقنا .. نحس بالأمان .. امي امي امي .. انتي قلبي نبع الحنان .
انتهت ريمي من اغنيتها وبدأ الجميع بتشجيعها علي صوتها الجميل، وحصلت ريمي علي جائزة المسابقة، ولكن فرحتها لم تكتمل عندما علمت أن الرجل قد أخذ البقرة الذي تعد مصر معيشتهم الوحيد، عادت ريمي الي المنزل حزينة لا تدري ماذا تفعل ولكنها حاولت أن تهون الوضع علي والدتها وأختها، وفجأة دخل والد ريمي الي المنزل وهو يصرخ في وجهها في غضب شديد معلناً أنه ليس والد ريمي الحقيقي وانه من الآن وصاعداً لن يتكفل بامرها .
ومن شدة قسوتها قام ببيع ريمي لأحد الرجال الاشرار لتعمل عنده خادمة، وهنا تدخل العم بيتالس الجار الطيب لعائلة ريمي، وكان يملك فرقة جوالة ومعه ثلاث كلاب وقرد، وعندما عرف الخطر المحيط بريمي قرر أن يضمها معه إلي فرقته الصغيرة، بدأت ريمي تتجول في جميع انحاء البلاد وتزور القري والمدائين وعلمها العم بيتالس القراءة والكتابة، وعاشت ريمي ايام جميلة ولكن دوام الحال من المحال، فقد اتهم العم بيتالس ظلماً أنه يشعل الحرائق في القري التي يذهب إليها، والقي القبض عليه وفقدت ريمي وعيها من الخوف والفزع .
استيقظت ريمي فوجدت نفسها في قصر فخم كبير، وبجانبها سيدة لطيفة تدعي السيدة ميلكن فقدت ابنتها منذ سنوات عديدة، حيث اختطفها احد اللصوص، كانت السيدة ميلكن سيدة طيبة رأت ما حدث لريمي فقررت أن تضمها إلي عائلتها الصغيرة، وعاشت ايام جميلة معها، وبعد فترة قصيرة خرج العم بيتالس من السجن بعدما اثبت براءته، وبدأوا يسافرون من جديد وفي احدي الرحلات اصيب القرد بكسور، وأشار عليهم الطبيب الي قرية تقع بعد الجبل، فهناك يوجد الدواء، ولكن حذرهم الطبيب من الجبل لأن فيه ذئاب مفترسة، ولكن لم يكن هناك حل آخر لانقاذ القرد المسكين، صعدوا الجبل وقابلوا الذئاب الشرسة ودافع الكلاب الثلاثة عنهم حتي مات اثنين منهم .
وصلوا معاً الي القرية وهناك تمت معالجة القرد، ولكن في الطريق شعر العم بيتالس بالتعب الشديد واشتد عليه المرض حتي مات، ولكن كانت كلماته الأخيرة تطلب من ريمي أن تذهب الي رجل يدعي كاسبر حتي تجده، بحثت ريمي كثيراً حتي وجدت حفيد كاسبر، وكان رجلاً شريراً يستغل الاطفال الايتام ويجعلهم يعملون ليل نهار ليحصل هو علي المال، وقعت ريمي تحت يدي هذا الرجل، وفي هذه الاثناء اكتشفت السيدة ميلكن أن ريمي تكون ابنتها الحقيقية التي تم اختطافها قبل عشرة اعوام، فوكلت محامي للبحث عنها، وعندما عرف حفيد كاسبر ذلك قرر حبس ريمي حتي ياخذ فديه كبيرة من اسرتها الغنية، ولكن في النهاية نجح المحامي في العثور علي ريمي وانقاذها، وهكذا عادت ريمي الي والدتها وطلبت منها أن تكفل جميع الاطفال اليتامي الذين يعملون لدي حفيد كاسبر الشرير، وعاشوا جميعاً في سعادة وهناء .