الرامة 28 أيار 2017
يا خليلي:
تَحمِلُنا الحياة من مكان الى آخر
وكأننا سفينة تمخر عباب البحر ..
وتسحبنا مثلما يسحب السحاب أذياله
ونحن لا نرى سوى ما يخيفنا
ولا نبصر الا ما وقف عثرة في طريقنا
يقترب منا جمال الحياة على كرسي مجدهِ
فنبتعد عنهُ من دناسة أفعالنا
يمرُ بنا الحب مكتسياً بثوب الوداعة
فنخشاهُ ونختبئ في مغاور الظلمةِ
او نتبع الحب ونقترفُ باسمه الشرور
لنروي شهواتنا وأجسادنا
تدعونا الحرية الى مائدتها بين أشجار
كأن الحور أعارتها قدودها..
لنتلذذ بخمرها وأطعمتها
فتصبح المائدة مسرحاً للابتذال
ومكاناً لاحتقار الذات
يأتينا الصدق ببسمة طفل
فلا نبالي ببسمتهِ ونطعنهُ كمجرمٍ دنس
تنادينا النفس البشرية
وتصرخ قلوبنا بداخلنا
ونحن اشدُ صمماً من الجلمود
تدعونا الحياة ولا نصغي
يدعونا الفرح لندخل وننفجر فيه
فنهرب...
كم مرةٍ بحثنا عن الحياة في غيرنا
وكم مرة قادونا الناس الى دوامةٍ
فما قادونا الى السبيل بل أضلونا
وأما انا، يا خليلي؟
فعبثاً بحثت عن الحياة طوال أيامي
كم مرةٍ رقصت لي ورود السهول
وكم مرةٍ غرد من أجلي العصفور!
كم مرةٍ فتحت لي الحياة دروب!
ولم أبالي!
وكثيراً ما اعتقدت أن الحياة بقبضةِ يديّ
وأني سأقتل حزني وسأرقص على جثتهِ
ولكن سرعان ما رأيتها تخترق قبضة يدي كالماء..
لم أدرك أبداً، أنهُ يحتمُ عليّ أن أحبّ الحياة لكي ما أحياها
ولم أفهم أن الحياة تنبع من قلبي كروضة رياء
الحياة هي رفيقة الفرح..
يا حياة، باطل الاباطيل الكل باطل
تمرين بنا ونحن غافلونّ عن جمالكِ
تصافحينا ونحن مرتعدين منكِ
فما أحبكِ إلينا وما أجهلنا عنكِ!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net