نعرف أن الوالدة هي التي تلِـد، فالفعل (ولَدَ) ت المرأة– يعني وضعت حَمْلها، فهي تلِدُ وِلادةً و وِلادًا، فالمرأة والدة، ويصح أيضًا أن نقول لها في اللغة – والد.
..
لكن هناك من سأل:
كيف نصف الأب بأنه والد، وهو لم يَلد، فالقرآن يقْسم {ووالدٍ وما وَلَد}- البلد، 3، بل نقرأ في سورة الإخلاص {لم يلِدْ ولم يولَد}- الإخلاص، 3، فما معنى نفي الولادة عن رب العزة؟
...
أجيب أن (وَلّد) تعني أيضًا أنْسَل، والنفي أنه لم يكن أبًا ولا ابنًا، فهو متفرد ليس له مثيل.
..
( وَلَـد) لفظة تعني كل من وُلِـد، وهي تُطلق على المذكّر والمؤنث والمثنى والجمع، فهم وَلَدُ العشيرة وهن كذلك، وفي لغة أخرى نجد (وُلْد)، بضم الواو وتسكين اللام، فكما نقول العَرَب نقول العُرْب، والعَجَم والعُجْم، وفي لغة نجدها (وِلْـد)- بكسر الواو.
..
تأتي (وَلَـد) بمعنى رهط، فقد ورد في الذكر الحكيم- {وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إلا خَسَارًا}- نوح، 21 وهي في بعض التفسيرات بمعنى الأبناء جميعًا، وقد قرئت في بعض القراءات (وُلْدُه)، كما قرأها أحدهم (وِلْدُه).
ومن شعر حسّان بن ثابت في ذلك أيضًا:
ولَدْنا بني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحرِّقٍ *** فأكرِم بنا خالاً وأكْرِمْ بنا ابْنَما
..
ذكرت أنه يصح لنا أن نقول للأم -"أنت والد"، وعلى ذلك فالاسم التغليبي المثنى- (الوالدان) في هذه الحالة جاء تبعًا لها، ويصح طبعًا أن نجعل الاسم التغليبي تبعًا للوالد أي الأب، ونحن نعرف من المثنيات التغليبية القمران- الشمس والقمر، الأبوان- الأب والأم، والعُمَران- أبو بكر وعمر، العشاءان - المغرب والعشاء، المشرقان- الشرق والغرب، المحرَّمان - محرَّم وصفر...إلخ
* هناك أسماء أخرى مثنَّيات (مثنّى تلقيبيًا)- كالجديدين- الليل والنهار، والخافقين- الشرق والغرب، والرافدين- دجلة والفرات...إلخ
..
على ذكر الولادة نجد أن الفعل (نُـتِـج) هو لولادة الناقة والشاة، وفي (لسان العرب) تقال لجميع الدوابّ، وقد ذكر الفعل زهير بن أبي سُلْمى في معلقته، وهو يتحدث عن الحرب:
فتُنْتـَِجْ لكم غِلمانَ أشأمَ كلُّهم *** كأحمرِ عادٍ ثم تُرضِعْ فتَفطِـمِ
والشرح: جعل صنوف الشر تتولد من الحرب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات، فتولد لكم في أثناء الحرب أبناء، كل واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة، ثم ترضعهم الحرب وتفطمهم، أي تكون ولادتهم ونشوءهم في الحرب، ويستمر الأمر مدة طويلة، فيصبحون مصدر شؤم.
..
تنتِج- في المعلقات- شرح الزوزني، وفي شرح الأنباري،
و تُنتَج- في شرح التبريزي.
وفي (لسان العرب) ترد اللفظة كثيرًا بالبناء للمجهول، وأما (نتّجَت) بالبناء للمعلوم فيذكر أن هذا قليل.