البروفيسور أسعد غانم:
القائمة المشتركة دخلت مرحلة حساسة وعليها وضع مشروع وطني تلتزم به امام الجماهير العربية وإلا فإنها ستخسر مصوتيها
عدم تحقيق المشروع الوطني للقائمة المشتركة سيعيد الناس الى أحضان الاحزاب الصهيونية
هل وجدت القائمة المشتركة لتشغيل 39 مساعدا برلمانيا ؟ مكتب نتنياهو رئيس الحكومة لا يضم هذا الكم من المساعدين!
الوضع الحالي يجسد عدم رغبة القائمة المشتركة في تحمل مسؤولية مشروع وطني منهجي ملزم امام الجماهير العربية
على المستوى المالي لا احد يعرف في أي قنوات تصرف الاموال التي تتلقاها القائمة المشتركة من الدولة
انا مع دخول نيفين ابو رحمون من التجمع الى الكنيست لكن أن يستقيل 6 أعضاء في القائمة من اجل اتاحة ذلك ! مسخرة سياسية تؤكد أن القائمة المشتركة ليست وطنية
قال البروفيسور أسعد غانم في حديث خاص لموقع العرب إن "القائمة المشتركة وبعد مرحلة الرومانسية التي عاشتها خلال تأسيسها والالتفاف الشعبي من حولها والمطالبة بتشكيلها والانجاز الجماهيري المهم المتمثل بخروجها الى النور، دخلت الى مرحلة حساسة يتوجب فيها أن تغيّر من طريقة عملها السياسي ونشاطها المختلف في شتى المجالات وأولا وقبل كل شيء يتوجب عليها وضع مشروع وطني تلتزم به أمام الجماهير العربية في البلاد وهذا مفتاح سيضمن بقاءها كجسم تمثيلي سياسي له وزنه الكبير".
بروفيسور أسعد غانم
وردًا على سؤال حول ما يقصده بالمشروع الوطني، قال البروفيسور أسعد غانم: "اذا لم يحدث التغيير المنشود في التصور السياسي للقائمة المشتكرة نحو بناء مشروع وطني، وإذا لم يبدأ قادة القائمة بتنفيذ ذلك فورا وفي هذه المرحلة بالذات ، فهذا يعني أن القائمة ستبقى قائمة ترتيب كراسي للأحزاب السياسية تعمل من خلالها هذه الاحزاب بناء على مرجعيتها فقط، وفي هذه الحالة لن أصوت أنا البروفيسور أسعد غانم للقائمة المشتركة في الانتخابات القادمة، كما وأن هنالك قطاعات واسعة في مجتمعنا العربي لن تصوت لها لنفس الاسباب ، ولذلك أعتقد أن ذلك سيشكل مصدر خطر على القائمة المشتركة وتأثيرها وحضورها ووجودها في المشهد السياسي العام وحينها لن يكون غريبا عودة المواطنين العرب الى أحضان الاحزاب الصهيونية ، وحينها على القائمة المشتركة ألا تُحمّل هذه المسوؤلية لأحد لأنها هي من خلال تمسكها بكونها منتدى مغلق لا يسمح لأي طرف خارجي من مثقفين ومتخصصين وباحثين التدخل في اموره وشؤونه وسياساته في شتى المحالات، تعمل على خلق هذه الوضعية وبالتالي هي من سيتحمل مسؤولية ذلك".
وتابع البروفيسور أسعد غانم:"على القائمة المشتركة الان أن تضع مشروعا وطنيا وأن تتكامل مع لجنة المتابعة وأن تضع برنامج عمل خاص لكل مجال في مجتمعنا وأن تطور برنامجا دوليا وأن تستعين بالطاقات المهنية لخدمة الجماهير العربية من خلال العمل الجماعي الكامل في كل مجالات الحياة ، لكنها للأسف الشديد لا تقوم بذلك لأنها لا تريد أن تضع مشروع وطني يلزمها أمام الدولة والمواطنين العرب والعالم. بمعنى أن القائمة المشتركة ومن خلال تشكيلها وخوضها لانتخابات الكنيست هي أنجزت فقط المرحلة الاولى من المشروع السياسي الكبير المؤلف من 10 درجات وبالتالي تستصعب ان تخطو نحو الدرجة الثانية والثالثة والتي تفرض عليها مشروعا وطنيا ولذلك وبما أنها لا تنجح في ذلك فهي قائمة مشتركة للأحزاب السياسية فقط وليست قائمة تحمل مشروعا وطنيا".
نواب المشتركة - أرشيف
وفي تحليله للحالة الآنية المتمثلة بإمتناع القائمة المشتركة عن المشروع الوطني قال البروفيسور أسعد غانم:"لقد كنت من مؤيدي رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست وقد انتقدني كثيرون وقالوا إنني أعزز من خلال موقفي "رؤيا ليبرمان" وفي النهاية تبين أنني كنت محقا عندما قلت وما زلت أقول إن رفع نسبة الحسم ما هو الا خدمة كبيرة للأقلية العربية في البلاد على مستوى تنظيمها السياسي ، وقد كان مشروع القائمة المشستركة التاريخي اكبر دليل على صحة تصوري بعد ان كانت الوحدة في سنوات سابقة مستحيلة بسبب الخلافات الشخصية بين النواب والقادة السياسيين في الاحزاب المختلفة ، وبسبب المصالح الحزبية الضيقة والموانع الشخصية والمرجعية السياسية لكل حزب والتي نسفت كل بادرة لتحقيق الوحدة في سنوات مضت. الوضع الحالي يجسد عدم رغبة القائمة المشتركة في تحمل مسؤولية مشروع وطني منهجي ملزم امام الجماهير العربية وهذا يخلق آلية عمل تتمثل بتعامل القائمة المشتركة مع سيرورة الاحداث فقط كقضايا الهدم عندما يتم هدم بيوت وقضايا التربية والتعليم عندما تحدث الازمات وقضايا اخرى عندما تعود وتطفو على السطح وهذا جيد بدون أدنى شك لكن ذلك يعتبر غير كاف للعمل الجماعي الوطني".
واشار البروفيسور أسعد غانم قائلا "إنه لا يريد ان يصبح نائبا في الكنيست " مسقطا عنه هذا الاتهام الذي يوجه له عندما ينتقد القائمة المشتركة وأضاف ردا على سؤالنا:"يهمني المشروع الوطني ولست ممن يبحثون عن منصب نائب في الكنيست. أريد المساهمة في هذا المشروع لمصلحة جماهيرنا العربية كما ساهمت سابقا عندما توجه لي رئيس لجنة المتابعة محمد بركة ووضعنا المصطلحات الجديدة في موضوع المدنيات من خلال اصدار كراسة خاصة كانت بديلة لكراسة مصطلحات المدنيات الصادرة عن وزارة المعارف والتي شوهت الحقائق". وتابع البروفيسور غانم:"مقارنة بالامكانيات المالية الكبيرة التي تتمتع بها القائمة المشتركة فإن الامكانيات في لجنة المتابعة معدومة ورغم ذلك نجحنا في مشروع مصطلحات المدنيات بتكلفة قليلة، فما المانع من استغلال الطاقات المالية للقائمة المشتركة التي تحظى بتمويل مالي كبير لوضع برنامج وطني ملتزم في كل المجالات الحياتية لجماهيرنا العربية؟". وأردف بالقول:"على المستوى المالي لا احد يعرف في أي قنوات تصرف هذه الاموال التي تتلقاها القائمة المشتركة من الدولة. من الطبيعي انها تصرف في الفعاليات الحزبية والنشاطات المختلفة كل في حزبه ومن الطبيعي دفع رواتب 39 مساعدا برلمانيا ( من تمويل الكنيست وليس من ميزانية الاحزاب ) يعملون في القائمة المشتركة خدمة للنواب. لكن يبقى سؤال، هل الجماهير العربية أرادت قائمة مشتركة لتشغيل 39 مساعدا برلمانيا ودفع رواتبهم؟ انا متأكد أن مكتب رئيس الحكومة لا يضم 39 موظفا ، فما الداعي؟".
وردا على سؤال اخر حول كيفية انتقال القائمة المشتركة للدرجة رقم 2 في سلم العمل السياسي والمشروع الوطني الذي تحدث عنه البروفيسور أسعد غانم قال:"هنالك حاجة لضغط شعبي حقيقي لان القائمة ليست أحزابا وكراسي. إن هذه القائمة يجب ان تكون قائمة تحمل مشروعا وطنيا وتمثل الجماهير العربية في الداخل وهو ما لم يحدث حتى الان بسبب الخلافات الحزبية وعدم الشفافية مع الناس وعدم الاستعداد لتحمل مسؤولية وطنية وهذا يفشل بكل تأكيد العمل الجماعي". واضاف:"عشية الانتخابات القادمة سيشهد مجتمعنا صورة مختلفة عن الصورة الرومانسية التي ميزت خروج القائمة المشتركة الى النور. في هذه المرة هناك صحفيون ومثقفون وباحثون ينتقدون نهج القائمة غير الوطني ويطالبون بانفتاح القائمة على المجتمع والجماهير العربية ويطالبون بانتخابات داخلية علنية "برايمريز" ويؤكدون على المكاشفة وضرورة انتخاب ممثلين عن القطاعات الواسعة لمجتمعنا بداخل القائمة المشتركة وهذا كفيل بالتأثير الايجابي على التمثيل السياسي المستقبلي وسيزيد من قوته".
عن موقفه من استقالة 6 مرشحين في القائمة المشتركة لادخال مرشحة التجمع نيفين أبو رحمون الى الكنيست قال البروفيسور أسعد غانم:"انا مع دخولها الى الكنيست ولكنني اعتبر الخطوات التي تتيح ذلك كإستقالة 6 اعضاء من المشتركة "مسخرة سياسية" وهذا يؤكد ما أقوله بأن القائمة المشتركة هي قائمة ترتيب كراسي وليست قائمة وطنية".