الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 04:02

الخير بالشباب/ بقلم: الدكتور صالح كناعنة

كل العرب
نُشر: 03/11/16 12:29,  حُتلن: 14:03

الدكتور صالح كناعنة في مقاله:

ظواهر العنف المقيتة تستفزنا وتغضبنا الى أبعد الحدود، لدرجة أننا أصبحنا نعمم ونعتقد أن جميع أفراد المجتمع هم أشرار وأن لا خير في أمتي ولا وجود للنور في آخر النفق

هناك بالمقابل العديد من الظواهر الإيجابية التي لا يمكن إنكارها والتغاضي عنها

هناك جيل من الشباب وهم الغالبية ممن لديهم طاقة إيجابية هائلة ويتحلون بالأخلاق والقيم والشهامة، ويتمتعون بروح العطاء والإنتماء والحماس

يجب وضع خطة وطنية شاملة تتبناها الجهات والمؤسسات المسؤولة في المجتمع وعلى رأسها السلطات المحلية للعمل والتفكير في كيف يمكن تحويل هذه الطاقات والكوادر الشابة الرائعة إلى شريحة تأخذ دورها الطبيعي وتساهم في بناء المجتمع وتطوره

نعاني في الآونة الأخيرة من الكثير من أشكال العنف، حتى أصبح الأمر كابوسًا يجثم على صدورنا ويزيد من همومنا ويكدر معيشتنا، وقد أصبح العنف الشغل الشاغل للغالبية العظمى من الناس والجميع يحاول الوقوف على أسباب هذه ألظاهرة، وكلٌ يدلو بدلوه للخروج من هذا الوضع الخطير والمقلق. 

الواقع أنّ هذه الظواهر المقيتة تستفزنا وتغضبنا الى أبعد الحدود، لدرجة أننا أصبحنا نعمم ونعتقد أن جميع أفراد المجتمع هم أشرار وأن لا خير في أمتي ولا وجود للنور في آخر النفق، إلا أنّ هناك بالمقابل العديد من الظواهر الإيجابية التي لا يمكن إنكارها والتغاضي عنها.

هناك جيل من الشباب وهم الغالبية ممن لديهم طاقة إيجابية هائلة ويتحلون بالأخلاق والقيم والشهامة، ويتمتعون بروح العطاء والإنتماء والحماس، هم محبون لمجتمعهم ومخلصون لوطنهم ويطمحون بالعيش في مجتمع آمن تسوده المحبة والتآخي والتسامح والسلام، وكل ما يحتاجونه هو التعزيز الايجابي والإعتراف بهم وبمساهمتهم في النهوض بالمجتمع وإحترام آرائهم وإعطائهم حرية التصرف والتعبير.

والأهم من كل ذلك أنّ هذه الشريحة من المجتمع في أمسّ الحاجة للقدوة الحسنة والقيادة السليمة ووجود من يقول لهم إتبعوني (وراي) والى الأمام، ونحن "الكبار" من تقع علينا المسؤولية لنرشدهم وننير لهم الطريق وننمي لديهم روح الجماعة والعطاء والتسامح. وعليه يجب وضع خطة وطنية شاملة تتبناها الجهات والمؤسسات المسؤولة في المجتمع وعلى رأسها السلطات المحلية للعمل والتفكير في كيف يمكن تحويل هذه الطاقات والكوادر الشابة الرائعة إلى شريحة تأخذ دورها الطبيعي وتساهم في بناء المجتمع وتطوره.

هناك أعداد هائلة من المربين والأساتذة والمهنيين بمختلف تخصصاتهم،  ممن أحيلوا للتقاعد ولديهم متسع من الوقت ليأخذوا على عاتقهم قيادة هذا المشروع والعمل على تنفيذه، حيث بإمكانهم تبني مجموعات صغيرة من الشباب والشابات من طلاب المدارس بمختلف المراحل التعليمية ليصبح لهم بمثابة الاب الروحي، ليعملوا سويًا ومعًا لتنفيذ برامج مدروسة ومخطط لها وهادفة للعمل على إستغلال هذه الطاقات الهائلة لحل ما أمكن من المشاكل الاجتماعية المُلحّة التي يعاني منها المجتمع وعلى رأسها محاربة العنف.
شبابنا وشاباتنا الخير فيهم،  ولديهم الإستعداد والطاقة للمساهمة في تطوّر وتقدم المجتمع وما علينا إلا أن نشجعهم ونرعاهم ونقودهم لنصل بهم ويصلوا بنا الى بر الامان والى مجتمع يطيب العيش فيه. فهل من مستجيب ؟

عرابة 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.