وفقًا لمحللين سياسيين فإنّ هذه التطورات تشير إلى أنّ الأزمة الصامتة تتفاعل وتنمو وبقوة خلف الأضواء بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية
يبدو أنّ التصريحات الهجومية الأخيرة التي شنّها عزام الأحمد القيادي البارز في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، لن تمرّ على خير. حيث أشارت تقارير صحفية إلى أنّ تصريحات الأحمد ضد عواصم وأنظمة عربية، والتي وصفها بأنّها "تتدخل الشأن الفلسطيني الداخلي مرة بالمال السياسي او بحكم الجغرافيا"، قد طال بصورة مباشرة الأردن وسط حالة تطوير وتدوير ملموسة للإتهامات التي تتبناها القيادة الفلسطينية تحت عنوان "التدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي".
عزام الأحمد
ووفقًا لمحللين سياسيين فإنّ هذه التطورات تشير إلى أنّ الأزمة الصامتة تتفاعل وتنمو وبقوة خلف الأضواء بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية.
يذكر أنّ هجوم الأحمد ليس الاول من قبل قيادات السلطة، حيث كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وجّه في السابق إتهامات للعواصم "التي تسعى للتدخل" ولم يستثنِ عمان. وعزام الأحمد المقرب أصلاً من الأردن وضع عمان مباشرة بين المتهمين وهو يتحدث عن حكم الجغرافيا. قبل ذلك دخل القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب على الخط نفسه رغم أسهمه الضعيفة في عمان أصلاً بعد «قصة الفيفا» والتصويت للأمير علي.
وجاء في تقرير كشفت عنه صحيفة "القدس العربي اللندنية أنّ "الرجوب تحدث مع أصدقاء أردنيين أقاموا له ولائم عدة مؤخراً عن شعور السلطة بان عمان تتحدث معها بصفتها "الأخ الأكبر" دوما ونصح الأردنيين بتجنب إسقاط "هوسهم بالخوف من الإخوان المسلمينط على أوضاع حركة فتح وحركة حماس في الضفة الغربية". وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ "الرجوب قال لمسؤول سياسي أردني "إذا كنتم خائفون من الإخوان المسلمين في انتخاباتكم فأنتم أحرار، لكن حركة فتح لا تخشى حماس في انتخابات البلديات". هذه الهمسة فضحت عملياً أسباب وخلفيات "الخلاف المتأزم" حاليا بين الأردن والسلطة، فعمان لديها تقدير مختلف تماماً عن تقدير عباس والرجوب والأحمد والأجهزة الأمنية الفلسطينية بخصوص حصة حماس في الانتخابات البلدية الوشيكة بعد ايام فقط من انتخابات البرلمان الأردني"، بحسب ما ورد في التقرير.
وذكرت الصحيفة إلى أنّ "عمان اليوم تهتم بعدم توفير الفرصة للتشبيك بين نسختها من الإخوان المسلمين وحركة حماس حول الضفتين وتم إبلاغ عباس مباشرة بأن توحيد صفوف حركة فتح أولوية أردنية بما في ذلك عودة المفصولين وعلى رأسهم محمد دحلان الذي يصر عباس على استثنائه من اي ترتيبات تتعلق بالعـودة". وقالت الصحيفة أنّ الأحول توترت وتبدلت بعد خطاب العواصم إياه للرئيس عباس وتطورت باتجاه سلبي وفوضوي بعد تعليقات الأحمد التلفزيونية التي أثارت غضباً عارماً في صفوف القرار الأردني. ورأت الصحيفة اللندنية في تقريرها أنّ "الحراك الأردني في عمق البنية الفتحاوية هذه المرة أقلق عباس على الأرجح وردة فعله مع الأحمد أخرجت التناغمات الأخيرة عن سياقها بحيث باتت العلاقة الآن متأزمة جداً"، بحسب التقرير اللندني.
العاهل الأردني عبدالله الثاني
الرئيس الفلسطيني محمود عباس