في 13 آب 2008 في مدينة رام الله، كانت النهاية، حيث وري جثمانه الثرى، حيث أقيمت له جنازة بمشاركة شخصيات رسمية وجماهيرية
يصادف اليوم التاسع من آب/ أغسطس 2016 الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. درويش الذي رحل عن عالمنا تاركا خلفه إرثًا عظيمًا من الأشعار والأعمال الأدبية التي رفع فيها إسم الوطن والحرية عاليًا، كن قد فارقنا في التاسع من آب، عن عمر ناهز الـ67 عاما في مستشفى هيوستن بولاية تكساس الأميركية، بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح أحدثت لديه مضاعفات لم يتمكن الشاعر من النجاة منها كما نجا من العمليتين الجراحيتين اللتين أجريتا لقلبه عامي 1984 و1998.
الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش
محمود درويش المولود عام 1941 في قرية البروة في الجليل، نزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948، وعاد إلى فلسطين متخفياً ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمال غرب قريته البروة، وأتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف.بدأ كتابة الشعر في المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، ولدرويش ما يزيد على ثلاثين ديواناً من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب، وترجم شعره إلى عدة لغات، وقد أثارت قصيدته عابرون في كلام عابر جدلاً داخل الكنيست.
نشر درويش آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" يوم 17 حزيران 2007،ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائي لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت في الجليل، مديح الظل العالي، حالة حصار، وغيرها.كما حصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفيتي عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004.
درويش كان سفير فلسطيني الإبداعي المتوج إلى العالم، كان الشعب الفلسطيني، بكل شرائحه، على تناقض معتقداتهم وميولهم الفكرية والسياسية، ولا يزال، يكافئ الشاعر وإبداعه بعرفان حاذى حدود التقديس في بعض تجلياته. ولم يحظ شاعر عربي باهتمام الجماهير والنخب على حدّ سواء خلال فترة زمنية امتدت لعقود (السبعينيات، والثمانينيات والتسعينيات وما تلاها) كما حظي به الشاعر الكبير محمود درويش. ففي الوقت الذي كانت فيه أبواب الرؤساء والملوك والوزراء العرب مفتوحة أمامه، كانت الجماهير العربية تردد أشعاره التي دخلت البيوت والحوانيت والمدارس، محملة على أوراق دواوينه واسطوانات خيرة المغنيين العرب مثل مرسيل خليفة، وماجدة الرومي وأحمد قعبور... وحين كان يُسأل محمود درويش عن السر في حياته وشعره في مقابلات مرئية ومكتوبة، كان جوابه دائما: سري أنني بلا أسرار.
وفي 13 آب 2008 في مدينة رام الله، كانت النهاية، حيث وري جثمانه الثرى، حيث أقيمت له جنازة بمشاركة شخصيات رسمية وجماهيرية، وتمّ تخصيص قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي،في مكان ضريحه، وتم الإعلان عن إنشاء متحف وحديقة عامة تخليداً لذكراه.
صور من جنازة درويش الجماهيرية آب 2008