الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 01:01

أخوف من اردوغان أم كراهية للاسلام ؟!/ بقلم: إبراهيم صرصور

كل العرب
نُشر: 02/08/16 16:17,  حُتلن: 07:32

إبراهيم عبدالله صرصور في مقاله: 

أن يكره الغرب اردوغان وحكومته وحزبه وعقيدته الثائرة وأن يتآمروا عليه كما كشفت التحقيقات على أثر سقوط محاولة الإنقلاب في تركيا فهذا أيضا غير مستغرب على الإطلاق

الحكومات الغربية في أغلبها الساحق ولا أقول الشعوب فهي مضللة في أغلبها والأقلية فيها تعرف الحقائق المجردة ما زالت تحمل أحقادا غائرة في النفوس بسبب ما توارثته من ثارات تراكمت عبر القرون بفعل حكومات الإسلام 

أن يفرح السيسي وبشار وبطانتاهما الفاسدة والساقطة أخلاقيا ووطنيا من قطعان الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات الأحياء منهم والأموات، والمتكسبين من العلمانيين والليبراليين الفاشلين، والمرتزقة من الكتاب (والمفكرين!!!)، فهذا طبيعي، فماذا نتوقع من إنقلابيين سفاحين يقتلون ويمزقون شعوبهم وأوطانهم في سبيل بقائهم المغتصِب للسلطة في بلادهم، وممن التف حولهم من سقط المتاع في مجتمعاتنا العربية؟!!!

أن يكره الغرب اردوغان وحكومته وحزبه وعقيدته الثائرة، وأن يتآمروا عليه كما كشفت التحقيقات على أثر سقوط محاولة الإنقلاب في تركيا، فهذا أيضا غير مستغرب على الإطلاق... فالحكومات الغربية في أغلبها الساحق، ولا أقول الشعوب فهي مضللة في أغلبها، والأقلية فيها تعرف الحقائق المجردة، ما زالت تحمل أحقادا غائرة في النفوس بسبب ما توارثته من ثارات تراكمت عبر القرون بفعل حكومات الإسلام منذ القرون الوسطى وحتى سقوط الخلافة العثمانية في إسطنبول في العام 1923، وما حققته من إزالةٍ لعروشٍ، وإسقاطٍ لإمبراطوريات، وما حققته من قفزات في مجالات الحضارة والمدنية جعلتها مهوى قلوب أهل أوروبا لقرون طويلة .. هم لا يريدون لهذا الإسلام الذي نافسهم طويلا، وحد من أطماعهم وحاصر إنتهازيتهم ورغبتهم الجامحة في السيطرة والنفوذ، أن يكون له مكان تحت الشمس ...

ببساطة هم لا يريدون منافسا لهم في العالم، يشاركهم تقاسم (الكعكة!!!!!!!!!!) .. يريدونها لوحدهم فقط.. أما الآخرون وبالذات المسلمون منهم، فليس لهم أن يطمعوا في أكثر من الأكل والشرب والنكاح، وإن أرادوا الصلاة كعلاقة مع الله فقط لا تتجاوز ذلك الى الحياة، فلهم ذلك..

أما أن يأتي التشفي باردوغان وحكومته وحزبه عند بداية محاولة الإنقلاب الفاشلة وحتى الان، ثم الطعن في مشروعية الرئيس الشرعي الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي جاء عبر صناديق الإقتراع في انتخابات حرة وديموقراطية حتى النخاع، ان يأتي ذلك كله من نخب مثقفة - وانا لا اعمم - من المفروض أن تحتكم في تحليلاتها للمعايير العلمية والموضوعية مهما اختلفوا او اتفقوا مع السيد المقدام والبطل المغوار السيد اردوغان، فهذا ما أستغربه فعلا ..

من المؤسف جدًا أن ينبري هؤلاء في الطعن في اردوغان بإسفاف مضحك مبكي في ذات الوقت، متناسين مسائل لا يجب أن نختلف عليها أبدًا:

أولها - لا للإنقلابات العسكرية ( العسكرتارية ) التي ما جرت على وطننا العربي منذ تسلم العسكر مقاليد الحكم فيها الا الويلات والدمار والتخلف والهزائم والاستبداد والفساد ...
ثانيها - الوصول للسلطة لا يجب أن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع فقط وفي اطار انتخابات ديموقراطية نزيهة وحقيقية وشفافة، تتم في أجواء من الحرية والتعددية والكرامة بعيدا عن سطوة البوليس والمخابرات وقبضة العسكر ..
ثالثها - تداول السلطة سلمي فقط، وعبر الأدوات الديموقراطية فقط ..
رابعها - السلمية في بناء العلاقات البينية داخل المجتمعات وبينها وبين الخارج، بعيدًا عن أي شكل من أشكال العنف والبطش واللاقانون ..

يؤلمني جدًا أن أجد الصفحات والمواقع تطفح بالشطط في الحديث والتحليل والتطاول على الحكومة والرئيس التركيين، النظام الديموقراطي الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي، خصوصا بعد فشل محالة الإنقلاب التي قتلت المئات من الشعب التركي السلمي، وقصفت المؤسسات السيادية وخططت بناء على ما رشح من معلومات، لإرتكاب اغتيالات وإلغاء حريات وتعطيل مؤسسات المجتمع المدني .. الخ ...

غريب الا يُغَلِّبَ هؤلاء النفر من شعبا وامتنا عقولهم على أحقادهم الفكرية والشخصية، فيفعلون ما فعلت أحزاب المعارضة العلمانية في تركيا في وقوفها الى جانب الدولة والديموقراطية في مواجهة الإنقلاب، وإصرارهم على الوقوف خلف الشرعية بالرغم من اختلافهم الجوهري مع اردوغان وحزبه وحكومته وسياساته ..

تعالوا حتى نعترف، أن تهجم هؤلاء - وانا لا اعمم ففيهم العقلاء رغم قلتهم - وتطاولهم غير الأخلاقي على اردوغان وحكومته ليس سببه ديموقراطية اردوغان وحكمه الرشيد، فهذا مما يستحق الإشادة والتأييد والإشارة بالبنان، بل لانه (اسلامي)، وهؤلاء لا يريدون أن يروا اسلاما عزيزا في وطننا العربي لأسباب لا يتسع المقام للخوض فيها .. لهذا دعموانقلاب السيسي، ولهذا يدعمون مذابح جزار دمشق الذي قتل نحو سبعمائة ألف من أبناء الشعب السوري، وشرد نحو سبعة ملايين، وحول مدن سوريا الزاهرة الى كومة من الانقاض، لا لسبب، إلا لحرصه على البقاء في السلطة التي اغتصبها هو وابوه منذ اكثر من اربعين عاما .. لهذا ايضا يدعمون حفتر في ليبيا وعبدالله صالح والحوثيين في اليمن .. وهكذا، وهكذا .........

من أجل أن نكون منصفين مع هؤلاء، علي الإعتراف بأنهم قد يقبلون بالإسلام شريكا، ولكن أي اسلام ؟؟؟؟ هذا هو السؤال .... المتابع لأدبيات هؤلاء وما تطفح به منها قنوات الصرف الصحي الصحفية الصفراء، يرى بوضوح ان الاسلام الوحيد المقبول عند هؤلاء هو الاسلام التي يتعامل مع المقابر والمناسك، والذي لا علاقة له بالحياة .. اما الاسلام الذي هو نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، الإسلام الذي هو دولة ووطن وحكومة وأمة، وخلق وقوة ورحمة وعدالة، وثقافة وقانون وعلم وقضاء، ومادة وثروة وكسب وغنى، وجهاد ودعوة وجيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة، وعبادة صحيحة سواء بسواء، فهذا اسلام لا يريدونه لأنه ببساطة ينغص عليهم حياتهم - كما يبدو - ويمنعهم من الولوغ في المحرمات ويضمن لهم الاستئثار بالسلطات والتمتع بالثروات دون رقيب او حسيب ..

الامر واضح وضوح الشمس ... هم يعرفون انه وفي ظل نظام ديموقراطي فان الحظ الاوفر - وليس الاكيد - هو لأصحاب المشروع الاسلامي .. لذلك تراهم يعلنون الحرب على الاسلاميين في كل مكان ، ويفضلون العسكر الانقلابيين والدكتاتورية الفاسدة والحاقدة ، ويتحالفون معها ان ضمنت لهم عدم وصول الاسلاميين الى السلطة ولو ديموقراطيا ...

خسارة فعلا ......... قد يظن هؤلاء انهم بتطاولهم على الشرعية في تركيا أو مصر قد يرسموا تاريخا او يغيروا ناموسا او قانونا كونيا ... لا .... فالله غالب على امره ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون ..

*** الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.