إيمان القاسم:
أشعر بالخجل عندما أقول عبر الأثير للأب أو الأم ضع الحاسوب النقال او الحقيبة او الهاتف الخلوي بجانب الطفل حتى لا تنسى طفلك وكأن هذه الأشياء أصبحت اغلى علينا من فلذات أكبادنا
المطلوب بالأساس هو التفكير والتركيز وتحمّل المسؤولية. نحن لا نوجّه اللوم على مَن أخطأ وأصابته هذه المأساة، لأنها قد تحدث مع أي شخص، ولكن نطالب بالتعاون والحذر تفادياً للحادث القادم
في أعقاب تكرار حوادث وفاة الأطفال في المركبات في الفترة الأخيرة ، أطلقت الإعلامية إيمان القاسم سليمان حملة توعية لتفادي هذه الحوادث من خلال سلسلة مقابلات مع مختصين في مختلف المجالات ونشر مقاطع تحذير وتوعية. ومن بين النقاط التي ذُكرت في برامجها في صوت إسرائيل، وَضعُ صور الأطفال او بطاقة مكتوب عليها تنبيه على المرآة الأمامية للسيارة، تنزيل أحد تطبيقات الهواتف الخلوية التي تتم برمجتها بحيث تُطلق صافرة إشارة عند النزول من السيارة بدون الطفل، وضع الأغراض الشخصية والمتعلقة بالعمل في المقعد الخلفي بجانب الطفل، التواصل بين الأبوين هاتفياً للتأكد من إنزال الطفل من المركبة خاصة عندما يتم تغيير الروتين المُعتاد حول مَن الذي يوصله الى الروضة او الحضانة، الأب أم الأم. بالإضافة إلى ربط غرض يتعلق بالطفل في حمالة المفاتيح، صورته على سبيل المثال.
إيمان القاسم
وبخصوص اقتراح القانون بإلزام معلمات الحضانات والروضات الاتصال بالوالدين عند تغيّب طفل عن الحضانة، أعرب المشاركون بالحملة عن تحفّظهم من فرض ذلك على شكل قانون على ضوء الضغط على المعلمات لا سيما في ساعات الصباح، ولكن بموازاة ذلك طالبوا المعلمات بالقيام بذلك من منطلق مسؤولية ذاتية لأن مكالمة واحدة كهذه يمكن أن تُنقذ حياة طفل.
وأوضح الأطباء المشاركون بأن الطفل يمكن ان يتوفى في السيارة عندما تكون درجة الحرارة في الخارج 30 درجة مئوية أو أكثر ، خلال عشر دقائق لما يُصيبه من جفاف وانهيار للمنظومات الجسدية. أما الاسعاف الأولي من قبل المارين في حال مشاهدة طفل منسي فهو كسر إحدى نوافذ السيارة فوراً وبدون تردد واخراج الطفل وفحص تنفسه ونبضه واستدعاء الاسعاف.
وذُكرت وسائل تقنية أخرى من بينها ان يشمل مقعد الطفل في المركبة تقنية هي موجودة في العالم ولكن ينبغي المطالبة بتسييرها في البلاد، وهي إصدار الكرسي إشارة تحذير عند إطفاء المركبة وعليه وزن يزيد عن نصف كيلوغرام ، اسوة بالإشارة لوضع الحزام عند تشغيل السيارة ولكن بالاتجاه المعاكس.
وأشار المشاركون الى الناحية النفسية لدى الناس الذين ينشغلون بشؤون الحياة والمال والعمل والهاتف الخلوي والرسائل التي تصلهم عليه، حتى أنهم فقدوا التركيز الى درجة عدم الانتباه الى ابنائهم، وهذا يستوجب إعادة النظر في تصرفات الأهالي وأولوياتهم، والإدراك بأن الوالدية مسؤولية .
هذه الحملة مستمرة ستشمل ايضاً مطالبة المديرين والمسؤولين في أماكن العمل، في غرف المعلمين والمكاتب والمحلات التجارية ، وضع لافتة تحذير من نسيان الطفل على لوحة الاعلانات بحيث يراها كل معلم او موظف او عامل عند وصوله الى مكان عمله.
وأشارت القاسم إلى التعاون الذي تلقاه من الجمهور والأفكار التي تصلها تِباعاً لطرحها ونشرها، وقالت بأسف حول هذه المأساة التي تصيب العائلات عند نسيان طفل بالمركبة: "أشعر بالخجل عندما أقول عبر الأثير للأب أو الأم ضع الحاسوب النقال او الحقيبة او الهاتف الخلوي بجانب الطفل حتى لا تنسى طفلك، وكأن هذه الأشياء أصبحت اغلى علينا من فلذات أكبادنا. المطلوب بالأساس هو التفكير والتركيز وتحمّل المسؤولية. نحن لا نوجّه اللوم على مَن أخطأ وأصابته هذه المأساة، لأنها قد تحدث مع أي شخص، ولكن نطالب بالتعاون والحذر تفادياً للحادث القادم".