الجنرال في قوات احتياط الجيش الإسرائيلي يعقوف عميدرور:
الصفقة الجديدة تمنح إسرائيل الحقّ في مُواصلة فرض الحصار البحريّ على قطاع غزة
إسرائيل لا تتمتع بالعديد من الامتيازات في الساحة الدوليّة، وكان الثمن المدفوع إسرائيليًا لتحقيق المُصالحة مُجديًا لأمن إسرائيل القوميّ
علاقة تل أبيب الوطيدة بدأت تنهار منذ أنْ اعتلى الحكم في أنقرة أردوغان، وسببّ في شرخٍ عميقٍ بين البلدين، وكان يقود بلاده نحو الصراع مع إسرائيل
اتفاق المُصالحة شمل تخلّي تركيا عن أيّ ادعاء ضدّ إسرائيل وتحديدًا الإجراءات القانونية التي قد تُتخذ ضدّ بسبب عملية "مافي مرمرة" 2010
نشر الجنرال في قوات احتياط الجيش الإسرائيلي يعقوف عميدرور، والذي شغل منصبمُستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ سابقًا، دراسة إستراتيجية خاصة عبر الموقع الالكتروني لمركز بيغن-السادات، والذي أوضح فيها أنّ "اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا يتلخّص بمصالح المنفعة المتبادلة، وعلى الرغم من عدم الثقة والتعاطف بين الدولتين، فإنّ هذه الصفقة تُعزز أمن إسرائيل فضلاً عن مكانتها الدوليّة، ممّا يجعل ثمنها معقولاً"، كما قال.
أردوغان
وأكّد عميدرور أنّ "الصفقة الجديدة تمنح إسرائيل الحقّ في مُواصلة فرض الحصار البحريّ على قطاع غزة، وأنّ إسرائيل لا تتمتع بالعديد من الامتيازات في الساحة الدوليّة، وكان الثمن المدفوع إسرائيليًا لتحقيق المُصالحة مُجديًا لأمن إسرائيل القوميّ"، وفقًا لأقواله.
وأوضح الجنرال في دراسته أنّ:"علاقة تل أبيب الوطيدة بدأت تنهار منذ أنْ اعتلى الحكم في أنقرة أردوغان، وسببّ في شرخٍ عميقٍ بين البلدين، وكان يقود بلاده نحو الصراع مع إسرائيل". وشدّدّ على أنّه "عندما انتُخب لأوّل مرّةٍ، كان أردوغان وبلاده في أوج قوتها الإقليميّة، وتسير نحو الهيمنة في الشرق الأوسط. وكان دعمه لأسطول "مافي-مرمرة" لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة محاولة من جانب أنقرة لتوسيع نطاق عملها لتصبح لاعبًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطينيّ، وأنّ هدفه كان في جزءٍ منه إظهار موقفٍ معادٍ لإسرائيل، بهدف الحصول على مكاسب سياسية في العالم العربيّ، أوْ على أقل تقدير في الشارع العربيّ"، بحسب عميدور.
وأضاف الجنرال عميدرور:"الرياح جرت بما لا يشتهي أردوغان، فلم يتمكّن من تقويض إسرائيل في الساحة الدوليّة بسبب العملية الإسرائيليّة لوقف السفينة. وسعت تركيا لتحقيق نفوذها من خلال الآليات الدولية التي هي تحت النفوذ العربي والإسلامي الكبير، ولكن بعد ذلك المستحيل حدث: لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق ذكرت بشكل لا لبس فيه أنّ إسرائيل عملت بموجب القانون الدولي في حقها في فرض الحصار البحري على قطاع غزة. ووفقًا له، فإنّ اعتذار نتنياهو لأردوغان في العام 2013 عندما كان الرئيس الأمريكيّ أوباما في زيارة لإسرائيل أدّى إلى تنفيس البالون التركيّ للنيل من تل أبيب، وذلك بحكم العلاقات الوطيدة بين أنقرة وواشنطن، وبين أنقرة وحلف شمال الأطلسيّ"، على حدّ تعبيره.
واعتبر عميدرور أنّ :"الاعتذار كان بمثابة الضربة القاضية على شرف الأمن القوميّ لإسرائيل وأنّ تقرير الأمم المُتحدّة والاعتذار الإسرائيليّ، وإعلانها عن استعدادها لتعويض أهالي الضحايا الأتراك فتح الباب على مصراعيه للتوصّل لاتفاقٍ بين البلدين، خصوصًا في ظلّ الضغوطات الأمريكيّة على أنقرة.
هذا، وتطرق الجنرال الإسرائيلي إلى إتفاق التطبيع الجديد بين تركيا وإسرائيل، مشيرًا إلى أنّ:"اتفاق المُصالحة شمل تخلّي تركيا عن أيّ ادعاء ضدّ إسرائيل وتحديدًا الإجراءات القانونية التي قد تُتخذ ضدّ بسبب عملية "مافي مرمرة" 2010. كما اتفق الطرفان على استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. ووافقت تركيا أيضًا على إزالة أي اعتراضات على إدراج إسرائيل في العديد من المنظمات الدولية، وسوف تيسّر المزيد من التعاون بين البلدين"، كما قال. وأوضح أيضًا أنّ:"إسرائيل رفضت رفضًا قاطعًا المطلب التركيّ بفكّ الحصار المفروض على قطاع غزّة، ولكنّها سمحت لها بإمداد القطاع بالمواد عن طريق ميناء أسدود بعد الفحص الأمنيّ الإسرائيليّ، ما يُخفف محنة كبيرة عن سكّان قطاع غزّة ويخدم إسرائيل والفلسطينيين، كما أنّ الصفقة لم تكُن بأيّ حالٍ من الأحوال ورقةً رابحةً في أيدي حماس"، على حدّ تعبيره.
وشدّد يعقوف عميدرور على أنّ :"المُصالحة بين تل أبيب وأنقرة لن تخلق عصرًا ذهبيًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، ولكنّها سوف تؤدّي إلى تطبيع العلاقات مع قوةٍ عظمى في الشرق الأوسط، أيْ تركيّا. وأنّه لا يُمكن في أيّ حالٍ من الأحوال أنْ يسمح الاتفاق بتقويض التحالفات الإسرائيليّة المتزايدة مع اليونان وقبرص، أوْ العلاقات المتينة مع مصر، بل على العكس من ذلك: هذا هو الوقت المناسب لتقديم المزيد من الدعم لها"، وقال أيضًا إنّه "بمجرد أنْ يتم تحديد شروط الصفقة بين إسرائيل وتركيا في الحركة، سوف يكون من مصلحة إسرائيل أفضل متابعة التحركات التي تسلط الضوء على العلاقات التجاريّة، أيْ صفقة غاز الطبيعي قد تكون بارزة، إضافة لمشاريع مشتركة على مستوى الحكومتين"، كما أوضح الجنرال الإسرائيلي في الدراسة.
نتنياهو