د. زياد محاميد:

مشاهد لم أراها في يومي هذا في 4 مدن... وهي كما يبدو فحماوية بإمتياز... الإزدحام المروري... سباق السيارات من اليمين... أراغيل يدخنها اطفال في مكان قريب للقداسة

أليست هذه المشاهد مشاهد مقلقة ؟؟ وكيف وهي في رمضان.. شهر التواضع والتسامح والإحترام والقيم ...؟؟ من المسؤؤل؟ وما العمل؟؟...هل خسرنا أم الفحم الحضارية وضاعت منا؟؟

يوم السبت... يوم رمضاني ملتهب بلظى الحر الحزيراني... شاءت الظروف أن اسافر برفقة زوجتي الى عدة مدن.. منها العفولة وطبعون وكفركنا والناصرة والناصرة العليا.. لأعود الى أم الفحم ليلا بحدود الحادية عشرة....
ما ميز مشواري. أني سافرت في شوارع نظيفة هادئة لم يزعجني إزدحام أو طابور فلافل او تراكتورون.. أو "كيوسك" في وسط الشارع... تناولت طعام الإفطار في كفر كنا برفقة أصدقاء بعدها انتقلنا للناصرة وللناصرة العليا. وكان هناك نفس المشهد..
عدت لأم الفحم.. فاستقبلني الإزدحام الأول من الدوار الاول.... وهذا اعتبره طبيعيا لبلد مركزية كأم الفحم... وما أن وصلت دوار الثانوية وإذ بالسيارات تسابقني من اليمين لتدخل محطة البنزين ثم للشارع الرئسي.. ظاهرة مزعجة... لكن يمكن إحتمالها وتفهم المسرعين.... نظرت الى يساري، نحو النافورة –الإبريق... فالنافورة لا تعمل... وعدد من الناس يجلس حولها يسهر.. ويتراكض الاطفال والفتيان هناكـ إلى هنا يمكن إستيعاب المنظر وفجأة يظهر حول الطاولة دخان كثيف من أرغليه يتناوب عليها عدة فتيان، دققت النظر وإذ هم ا بأطفال، لا يصل أعمارهم 11-12 عامًا يدخنون الأرجيلة وبحالة نشوة من اطلاق دخانها ليشعل غيمة فوق الإبريق الجاف...

ارغيله في في فم فتيان - أطفال - يجلسون حول الإبريق المزين بأسماء الله الحسنى في ليلة رمضانية.... مشهد قاس ومؤلم .. وفجأه يعصف أذني ويرعبني صوت تراكتورون يسايق الجميع في الدوار... وبحركات غريبة يظهر الشاب قدراته ولا يأبه للناس ولا للسيارات ولا للمشاه ولا لرمضان.... تلاه تراكتورون آخر.... يسابق الزحمة .... أواصل السير ليلاقيني إزدحام آخر.. صبرت.. فتبين أن سيارات تقف في الشارع تقريبًا أثناء تسوق أصحابها بدون إحترام للحق العام ولكون الشارع رئيسي...
بإختصار، مشاهد لم أراها في يومي هذا في 4 مدن... وهي كما يبدو فحماوية بإمتياز... الإزدحام المروري... سباق السيارات من اليمين... أراغيل يدخنها اطفال في مكان قريب للقداسة... إزعاج التراكتورونات المستفز.... وإركان السيارات تقريبا في وسط الشارع الرئيسي...
أليست هذه المشاهد مشاهد مقلقة ؟؟ وكيف وهي في رمضان.. شهر التواضع والتسامح والإحترام والقيم ...؟؟ من المسؤؤل؟ وما العمل؟؟...هل خسرنا أم الفحم الحضارية وضاعت منا؟؟
هذه أم الفحم التي نقول عنها غير، نعم للأسف أم الفحم غير....

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net