كان أحمد صديقاً للطيور، محباً لها إلى درجة جعلته قادراً
على تمييز أصواتها وأنواعها دون رؤيتها أحياناً
وقد اشترى له أبوه مجموعة نادرة منها مكافأة له على تفوقه الدائم
وهكذا غدا لديه بلبل وحسون وكناري وعاشق ومعشوق
صورة توضيحيّة
نجح أحمد إلى الصف الأول الإعدادي بتفوق كعادته، وأراد أبوه أن يقدم له هدية
وترك له حرية اختيارها، ومضيا معاً إلى محل بيع الطيور، وشاهدا أقفاصاً كثيرة منها
طيور نادرة وسمعا تغريدها الجميل، لكن أحمد مال إلى قفص فيه ببغاوان: أحدهما أخضر سمين
يطلق صيحات مهللة، ويرحب مثل صاحب المحل بكل زبون، ويقلد هذا ويمازح ذاك
ثم يلتفت كي يتأكد من جمال حركاته وتقليده، وصاحب المحل يثني على موهبته
ويهديه مزيداً من بذورعباد الشمس
والببغاء الثاني رمادي أقرب إلى السواد، بأرجل منقطة ونظرة متحفزة
وصمت لم يكتشف صاحب المحل سببه
راقب الصبي الببغاء الرمادي الصغير الصامت داخل القفص، وتجاهل شروح البائع
ونظر بعينين حانيتين إلى الببغاء السجين، الذي قابلهما ببعض الاهتمام
كان الأب يميل إلى شراء الببغاء الأخضر، لكنه لاحظ اهتمام أحمد بالببغاء الرمادي
فسأل البائع عن الحركات التي يجيدها، دون أي تصور لاقتناء طائر نحيف مكتئب مثله