الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

قصائد بلاد الجهل مصنوعة/بقلم: بلال فوراني‎

كل العرب
نُشر: 20/04/16 14:09,  حُتلن: 23:27

أحلامنا صارت قديمة

أحزاننا البالية صارت قديمة

حياتنا في وطن ينطق بالضاد

صارت اليوم أكبر عارّ و جريمة

صرنا يا أصحابي

مثل الأحذية القديمة

صرنا أمة تشتعل بالأخلاق

وهي مطفأة بكلمات السبّ والشتيمة

صرنا أمة تفرح بالماضي

لأن كل حاضرها الكبير للأسف صار هزيمة

متى نخجل من أنفسنا

متى نستحي من تاريخ كله غدرّ بغدرّ

متى نعترف بأننا أمة مفصومة

نكفرّ بربّ الأرباب وتسجدّ عند وليّ الأمر

متى نصحو من كذبة كبيرة

اسمها الحلم العربي ونحن نعيش كابوس القهرّ

متى تعترفون ياعرب بأنكم حثالة

بأنكم تعشقون مهنة الغدرّ والعمالة

تحاربون باسم الدين ومنكم خرج خوارج العصرّ

اليوم يعيش العرب على مسرحية

ستارها دين مشوهّ

وبطلها في الماء العكرة صائد

يجلس بين المتفرجين

ويأكل مع المتفرجين

ثم يصدر قرار إخراجي

باحتلال كل المقاعد

يرسم ابتسامة على ثغره

ويلمع سنه الفضيّ

ثم فجأة يتحول الى شاعر

يكتب أشنعّ القصائد

اليوم لا يعيش العرب مسرحية

فقد صاروا هم المسرحية

بطلها قائد

وكاتبها قائد

وراقصها قائد

ومتابعها قائد

وقائدها ابن حرام

يلعب دور الشيخ العابد

وهو لا يعرف إن كان ربه ثلاثة أم واحد

منذ ألف سنة أو أكثر

ما زال العرب يهشّون بأصابعهم الذباب

أي أمة تهشّ كل هذا الذباب

وهي لم تعرف أن تهشّ الغبار عن كتاب

فتحوا النساء ..

فتحوا الاندلس ..

فتحوا القسطنطينية ..

فتحوا علبّ الفول و السردين ..

ولم يجربوا لطريق فلسطين

أن يفتحوا الأبواب

أي أمة تريد أن تصير خير أمة

وشعوبها مثل العظام

وحكامها صاروا مثل الكلاب

أي أمة لا تعرف الشرفّ الرفيع

إلا

في عاهرة تشرفتّ

أو شريفة تعهّرت

كي تحمي أبناؤه الجياع من الذئاب ...؟؟

إعذروني

يا أمة الرمل والبحصّ والجمالا

اعذروني

لأني رجل يرقص عارياً على الحبالا

ويقول ما عنده

من دون حياء ولا استحياء ولا اختجالا

اعذروني

لأني رجل يعشق المفاتيح

رغم أنه مجنزرّ مربوط

حتى اليوم بآلاف آلاف الأقفالا

أنتم أمة قذرة

لن أوفيكم حقكم ولو كتبت فيكم الأمثالا

أنتم أمة مريضة

تجعل من الضفادع فيها .. ملوكاً وأبطالا

أنتم خير أمة أخرجت للناس

أستغفر ربي .. أستغفره

لأنه ربما أخطأ بحقكم ربي تعالى ..؟؟

على حافة الوطن الغبيّ

لمنّ هذا الوطن أخبروني لمنّ

ياوطنّ صار فيه كل شيء قذرّ و عفنّ

الكلاب تأكل فيه ونحن لا نجدّ فيه حتى اللبنّ

الأغنياء يكبرون فيه والفقراء يدفعون الثمنّ

يا وطن .. يموت لأجله الشهداء

وفي ختام المهزلة لا نجدّ لهم فيه قبر ولا كفنّ ..؟؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة

.