سعد خطيب:
بدأت بالبناء على قطعة الأرض في منطقة لم تصلها بعد التّراخيص وفقط جئت إلى هذا الحي من أجل بناء عش الزوجية لابني
لجنة التنظيم اقترحت بأن يتم هدم نصف المنزل وازاحته للوراء على ان يتم فتح الشارع في حين البلدية رفضت
لم يكن يتوقع المواطن سعد خطيب من مدينة عرابة البطوف أن يضطر بيوم من الأيام بهدم منزله الذي كان في طور الإنشاء من اجل تأمين استقرار ابنه، بيديه. ولسعد حكاية مريرة تضاف إلى سجل الحكايات الأخرى التي عاشها وما زال يعيشها شعبنا في الداخل مع شبح الهدم الذي تشنه وزارة الداخلية والذي لمسنا في الآونة الأخيرة أقوالا عن نوايا بتخفيف وتيرة الهدم إلا أنّ المحاكم الاسرائيلية ما زالت تفرض على المواطنين هدم منازلهم بأيديهم لتجنيبهم التكاليف الباهظة والتي ترافق عملية هدم المنزل عن طريق لجان التنظيم والبناء ومئات افراد الشرطة، إلّا أنّ القاصي والداني يعرف أنّ شبح الهدم لم يدع بلدة أو قرية في الوسط العربي إلا ودخلها وخيّم بداخلها وحول حياة أهلها إلى جحيم.
وعرابة البطوف هي إحدى المدن العربية المنكوبة بهدم المنازل وذلك بسبب الضائقة السكنية ممّا يضطر المواطنين بالبناء على اراضيهم الخاصة لتجنيب الازواج الشابة الهروب من عرابة إلى خارجها، وفي بلدية عرابة يتحدثون عن توسعة مسطح المدينة في عدة مواقع فيها إلّا أنّه وكما يبدو بأنّ المعضلة أكبر بكثير وهذا الحال ينطبق على أغلبية البلدات العربية في البلاد.
والمواطن سعد خطيب والذي بدا على أنّه لم يهتز لمثل هذا القرار الذي أجبره بهدم منزل ولده بعد خسارة القضية في المحكمة العليا في القدس بعد أن واجه وزارة الداخلية وبأذرعها الأمنيّة والملاحقة من لجنة التنظيم والبناء وحيدًا وأكّد أنّه اليوم عوده أصلب وأقوى ممّا كان عليه سابقا بالرغم من أنّ المنزل الذي كان يشيده وهدمه بكلتا يديه قد كلفه مئات الاف الشواقل وباعتبار أنّه كان مميزا عن الآخرين، كونه لم يتوجه لأي شخص بهدف التدخل والواسطة لإلغاء الهدم وكونه يحمل جرأة قوية بهدم منزله بيده بعد أن باءت جميع مداولته مع القضاء الإسرائيلي ولجان التنظيم والبناء بالفشل، الأمر الذي أجبر سعد للاستسلام والشروع بعملية هدم منزله بيديه.
سعد خطيب بعد هدم منزله
وتابع سعد: "بدأت بالبناء على قطعة الأرض في منطقة لم تصلها بعد التّراخيص وفقط جئت إلى هذا الحي من أجل بناء عش الزوجية لابني من أجل العيش الكريم والاستقرار فيه، وتمّ فحص الامكانيات جميعها قبل سنتين عندما بدأت بعملية التشييد ولم تكن أي مشكلة بالأرض إلا اننا فوجئنا بأنّ لجنة التنظيم تطالب بالهدم بسبب وجود المنزل في موقع مخطط لشارع للحي بحسب التخطيط الجديد وأنا أملك هنا في هذه الارض تقريبا دونم وكان ردي بأنّه يوم أن قرّرنا البناء لم يكن مسجلا في الخرائط أي شارع وبالرغم من ذلك فبالإمكان اجراء تعديل على الشارع وابعاد شبح الهدم عن المنزل إلا أنّ بعض المغرضين وإدارة البلدية أصروا على الهدم رافضين كل توجهاتنا لهم وبأنّنا لسنا قطاع طرق ومثلنا مثل أي مواطن في عرابة يريد العيش بكرامة على أرضه ولا نرغب بالمخالفة وقد تذرع المتنفدين بذرائع واهية أصبحت واضحة للجميع على أنها مؤامرة تحاك ضد سعد خطيب بشكل خاص كون أنّ الحيّ يتمّ فيه تشييد عشرات المنازل بدون ترخيص وليس هناك من يفتح فمه تجاههم، وأنا هنا أحمل المسؤولية لرئيس البلدية علي عاصلة وادارته الذين لم يقفوا معي ولم يساهموا بتجنيب منزلي الهدم وتركوني وحيدا أمام القضاء، حتّى أنّ لجنة التنظيم اقترحت بأن يتم هدم نصف المنزل وازاحته للوراء على ان يتم فتح الشارع في حين البلدية رفضت واستطاعت ان تساعد بعض المواطنين ورفضوا مساعدتي وتجنيبي الهدم".
وحول شعوره لدى رؤيته منزله يهدم أمام ناظريه قال سعد خطيب: "إنّ المواطنين العرب في البلاد لا يمكنهم التمتع بالحق الذي يتوارثوه عن ذويهم٬ وأنّ المواطن العربي أصبح غريبًا في وطنه وعن أرضه التي ورثها عن آبائه وأجداده".
رد المربي علي عاصلة رئيس بلدية عرابة
وحاولنا الاتصال برئيس بلدية عرابة البطوف المربي علي عاصلة إلا أنّنا لم نتمكّن من أخذ ردّه على أقوال سعد خطيب، بسبب تواجده في القدس بجلسات خاصة بالعمل البلدي ووعد ان يبعث بتعقيب على اقوال خطيب يوم غد الخميس وسننشر الرد غدا في حال وصوله إلينا.