إذا قل الحياء كثر البلاء
كان الناس في أيام الخير وعصر الألفة لا يعرفون قلة الحياء ولا خيانة العرض ولا غيرها من الشذوذ من غرام وهيام واتصال وإفساد في الأرض والعياذ بالله
مع انه لم تكن رفاهية الحياة كما هي اليوم
كان الناس جميعا أسرة واحده الكبير منهم أب أو عم أو خال والمرأة كذلك فلا يُرى منهم شذوذ ولا انحراف ولا تساقط ولا عمالة كان الرجل ينظر إلى المرأة كأخت ومحرم عرضها من عرضه وشرفها من شرفه وكذلك الأرض ينظر إليها وكأنه يرى عرق جبين أجداده مجبولة بترابها فلا يبيعها لغير عروبته أو دينه أو بني جلدته
أما في أيامنا هذه نسمع عن الوشاة والسماسرة والمروشين وعن بائع الأرض لغير العرب والمسلمين وكأنه لم يفعل شيء
ولكنه بعيون الشرفاء والنبلاء باع نفسه وعرضه ودينه
بودي أن اذكر هؤلاء الناس بأنهم تشاور عليهم كل الأصابع والألسن تقول هاهو بائع الأرض هاهو خائن العرض
فيا أيها البائع أريد أن أعطيك جرعة دواء حتى تشفى نفسك قبل أن تكون في عداد الموتى
قبل أن يأتي يوم عليك فيه تبيض وجوه وتسود وجوه
ويوم يقوم الناس فيه لرب العالمين
ويوم تشخص فيه الإبصار
ويوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه
ويوم يكون الناس فيه كالفراش المبثوث
ويوم لا انساب بين الناس ولا يتساءلون
ما لك إلا أن تتجرع هذا الدواء
هيا إلى الطهر والعفاف
هيا إلى التمكين في الأرض
هيا إلى الشجاعة والإقدام
إلى السخاء والبذل والعطاء
إلى قمة العز والفخر والشرف
للحفاظ على تراب الأجداد والآباء
إلى النعيم المقيم والسعادة الأبدية
إلى طاعة الملك الديان
وطاعة الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا
هيا تجرع من كاس الإيمان والإحسان لتكن حارس أمين على الأرض والعرض حتى لا تشاور عليك الأصابع ها هو الخائن ها هو السمسار حتى لو دخلت المسجد وصليت فالمؤمنون يرون الخيانة على جبينك والرسول عليه الصلاة والسلام يقول اتق فراسة المؤمن انه ينظر بنور الله
كن شمعة يهتدي بها الضال في دياجير الظلام لتصل بك إلى شاطئ النجاة حتى تفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين وليس للمنافقين
وهذا ما بينه صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان
فلا تكن خائن للأرض والعرض"
أوصيك ونفسي بتقوى الله تعالى اتق الله في نفسك وفي أبنائك وفي اهلك اعلم بان الله يلعن كل من خان الأرض والعرض وهو خارج عن ملة الإسلام كما قال الفقهاء لذلك اجعل من نفسك من الذين قال الله تعالى فيهم (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
نسال الله التمكين والتثبيت في الأرض انه سميع مجيب