الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

أزمة الإعلام من أزمة لبنان/ بقلم: نايلة تويني

كل العرب
نُشر: 22/03/16 13:01,  حُتلن: 13:04

نايلة تويني:

الازمة باتت مستحكمة في قطاعات عدة في لبنان، وسببها مالي، وقد شملت فنادق ومطاعم ومؤسسات صناعية وتجارية اقفلت ابوابها تباعا

في خضم الازمة التي كشفتها الزميلتان "السفير" و"اللواء" الاسبوع الماضي، ارتفعت أصوات كثيرة منها ما يدافع عن الصحافة، ومنها ما يرى ان لا ضرورة للصحافة، وان لبنان من دونها يمكن ان يكون "أحلى"

ليس عيباً ان يقر الاعلام اللبناني بأزمته، وخصوصا الصحافة المكتوبة التي بلغت أزمتها مرحلة غير مسبوقة. واذا كنا نحن في الاعلام نتناول مشكلات الناس وقضاياهم، ونسعى معهم الى البحث عن حلول، فاننا بتنا غارقين في مشكلاتنا التي لا نجد مسعى حقيقيا لاخراجنا منها. في خضم الازمة التي كشفتها الزميلتان "السفير" و"اللواء" الاسبوع الماضي، ارتفعت أصوات كثيرة منها ما يدافع عن الصحافة، ومنها ما يرى ان لا ضرورة للصحافة، وان لبنان من دونها يمكن ان يكون "أحلى"، لانها تبرز الانقسامات والمشكلات وتدافع عن المحاور المتصارعة، بل تساهم في اذكاء الخلافات والصراعات. ولا أريد هنا الدفاع عن الصحافة المكتوبة بما هي صوت للعقل، ولا تؤثر الا في طبقة عقلاء لا ينفعلون ولا ينزلون الى الشوارع عكس التجييش الذي يمكن ان تقوم به التلفزيونات عبر البث المباشر ومواكبة الاحداث، علما ان هذه وتلك تنقل الاحداث وتعلق عليها، ولا تتحمل مسؤولية افتعالها التي يتولاها السياسيون وارباب الطوائف والمذاهب.

الازمة باتت مستحكمة في قطاعات عدة في لبنان، وسببها مالي، وقد شملت فنادق ومطاعم ومؤسسات صناعية وتجارية اقفلت ابوابها تباعا، وهي لا تتلقى مالاً سياسياً كما يحلو للبعض ان يردد من أن ازمة الاعلام من ازمة انقطاع التمويل. وما اسهل الكلام غير المبني على دراسات وارقام تبين ان المال الذي ينفق على الاعلان، والاعلان هو عامل الربح الاكبر، تراجع منذ العام 2011 بما يقارب خمسين الى ستين في المئة. اضف الى ذلك تكاثر وسائل الاعلام وتقاسمها القيمة ذاتها، فلا نمو في البلد، ولا نمو في الاموال التي تصرف على الاعلان.
اليوم، تقف قطاعات الاعلام والنشر والمكتبات ومعارض الكتب وجها لوجه مع الازمة المالية، وهذه الأزمة باتت مستعصية لدى المكتوب، قبل ان تتمدد الى وسائل الاعلام الاخرى، وقد انطلقت في الايام الاخيرة مجموعات ضغط أو افكار ربما كانت مفتاحاً لتدعيم مرحلة الصمود، وأولاها انطلقت مع وزير العمل سجعان قزي، وتبعه وزير الاعلام رمزي جريج، ونقابات، ليشمل شرائح واسعة اخرى.
الاعلام صناعة تدعمها الحكومات في دول العالم المتحضر، وهي حاجة للاطلالة على العالم، وللدفاع عن حقوق الناس والمطالبة بها، وفضح الفساد ومحاربته، وهي تفعل ما في وسعها للقيام بهذا الدور.
المهم حالياً ألا تتحول صرخة الاعلام اللبناني مادة للتسلية أو للشماتة، أو أن تكون صرخة في واد لا تسمع الا صداها، لان التهديد جدي والاقفال، اذا ما حصل، لا يليق بلبنان الذي نهض بالصحافة العربية كلها، وكان دار النشر للعالم العربي، ولا يليق بشعب لبنان، وبتاريخه وتراثه، كما بمستقبله.
نحن في "النهار"، وعلى رغم أزمتنا أيضاً، باقون على عهد غسان وجبران تويني نقول "جبران لم يمت، والنهار مستمرة" مع كل المخلصين داخل المؤسسة وخارجها.

* نقلا عن "النهار"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.