ب. مروان دويري:
الأمراض النفسية تنقسم الى عدة أقسام وأصعبها الذهنية مثل انفصام الشخصية والاكتئاب الثنائي، هي أصعب حالات للعلاج ويجب أن يدمج في العلاج نفسي ودوائي
د. توفيق أبو نصرة:
هنالك نسبة اكتئاب عالية تصل الى 20% مما يؤدي الى الانتحار في بعض الأحيان بسبب عدم التوجه للأخصائيين النفسيين
أي مريض نلاحظ أنه يعاني من تغيرات في تصرفاته وأعراض مثل القلق العزلة وفقدان الشهية... يجب علينا أن نخضعه للعلاج الفوري
أقيم اليوم في مستشفى الناصرة المؤتمر العلمي الثالث لعلم النفس والصحة النفسية في المجتمع العربي، وعقد المؤتمر تحت شعار "مثلث النفس والجسد والمجتمع". وشارك فيه نخبة كبيرة من الأخصائيين النفسيين والأطباء من مختلف أنحاء البلاد ومناطق الضفة الغربية. ويبلغ عدد السايكولوجيين والسايكولوجيات العرب في البلاد نحو الـ500، من بينهم عشرات مختصين ومرشدين في علم النفس التربوي والاكلينيكي، ووصل عدد المستشارين والمستشارات للمئات في المدارس العربية لجميع المراحل.
تقرير: إسحاق خطيب
وهدف المؤتمر الى عرض أبحاث واعمال العاملين في مجال الصحة النفسية والمجتمعية أمام زملائهم لمناقشتها والاستفادة منها. الأمر الذي ميّز أبحاث واعمال هذا المؤتمر هو تنوع وتعدد مجالات البحث التي خاضها الاخصائيون والاخصائيات والمستشارون والمستشارات، منها المجالات العلاجية والاجتماعية ومجال التشخيص النفسي والصدمات والكوارث.
وفي حديثنا مع رئيس المؤتمر بروفيسور مروان دويري أخصائي علم النفس العلاجي والطبي، قال: "ألقيت محاضرة اليوم تركزت على الموديل البيو- نفسي - اجتماعي الذي يتعامل مع الإنسان على أنه منظومة ثلاثية الأبعاد: بيولوجية ونفسية واجتماعية إلا أنه ينزع الى التعامل الموضوعي مع التجربة الانسانية، ويتجاهل مكونا اساسيا يمرز هذه التجربة، وهو المكون الذاتي الخاص بالمعنى والخيال والأحلام، والذي هو مركز اهتمام العلاج النفسي".
وتابع ب. دويري قائلا: "قدمت في محاضرتي اليم تطويرا لهذا الموديل ليشمل بذلك طبقتين: الأولى موضوعية-منطقية، والثانية مجازية-خيالية مما يجعل الشخص قادرا على فهم مكانة العلاج النفسي في هذه المنظومة المركبة، وتفسير كيفية عمل العلاج السردي والعلاج المجازي واستخدام الخيال في العلاج، وكيف تؤثر هذه العلاجات على حياة الانسان الحقيقية".
ب. مروان دويري
وأضاف: "الأمراض النفسية تنقسم الى عدة أقسام وأصعبها الذهنية مثل انفصام الشخصية والاكتئاب الثنائي، هي أصعب حالات للعلاج، ويجب أن يدمج في العلاج نفسي ودوائي. هنالك اضطرابات أخرى ومن السهل معالجتها هي اكتئاب أو قلق، وبالمقابل يوجد في الفترة الأخيرة وعي كبير في مجتمعنا العربي، كما أن الأخصائيين متواجدين بنسبة عالية ويوفرون الخدمات اللازمة".
وفي لقاء آخر لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب مع الأخصائي في الطب النفسي الدكتور توفيق أبو نصرة، قال: "في المجتمع العربي هنالك حالات كثيرة خاصة من الاكتئاب ونسبة قليلة تتوجه الى العلاج الصحيح. الأشخاص الذين يتعالجون بشكل صحيح هم 12.5%، على الرغم من تواجد الأخصائيين الذين يوفرون العلاج السليم".
وأضاف: "هنالك نسبة اكتئاب عالية تصل الى 20% مما يؤدي الى الانتحار في بعض الأحيان بسبب عدم التوجه للأخصائيين النفسيين، أي مريض نلاحظ أنه يعاني من تغيرات في تصرفاته وأعراض مثل: "مكتئب، قلق جدًا، لا يذهب الى العمل، الأداء الجنسي ضعف، منعزل، تفكير سلبي، لا يريد ممارسة أي نشاط، فقد شهيته، فهو حتمًا يعاني من الاكتئاب. ويتوجب علينا أن نعالج هذه الحالات. هنالك حالات تدعى "بارا سوسايد"، أشخاص يقومون بتصرفات غريبة مثل الإسراع بشكل كبير أثناء القيادة، والتي تشكل خطرًا على حياتهم وحياة غيرهم، وفي معظم الأحيان يحدث الانتحار دون أن يعلم هذا الشخص ما هي عواقب هذه التصرفات الانتحارية"، بحسب د. أبو نصرة.
د. توفيق أبو نصرة