الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

هل حقًا اعلن داعش مسؤوليته عن عملية تل ابيب؟ - أسرار دفنت مع نشأت ملحم

كل العرب
نُشر: 10/01/16 10:13,  حُتلن: 14:17

 محللون اسرائيليون:
كانت مسألة وقت فقط ليقع نشأت ملحم منفذ عملية (ديزنغوف) في خطأ واحد مكن جميع اذرع الأمن الذين كانوا يبحثون عنه في كل أنحاء إسرائيل من قتله، لإنهاء قضية شخص أوقف الملايين من سكان غالبية المدن الإسرائيلية على قدم واحدة

تقديرات دوافع العملية أربعة: اما الدافع القومي والتضامن مع الشعب الفلسطيني واما انتمائه او تأييده الى داعش وحمل افكاره او الدوافع الشخصية وهي انتقامًا لمقتل قريبه برصاص الشرطة او الدافع الجنائي كما يدعي مقربون منه انه كان على عداء مع مالك المقهى الذي استهدفه برصاصه

مازالت عملية دينغوف في مدينة تل ابيب والتي نفذها الشاب نشأت ملحم ابن قرية عرعرة في منطقة وادي عارة تشغل الرأي العام الإسرائيلي والعربي على حدٍ سواء، فمعظم المحللين كانوا يتمنون لو أن ملحم لم يقتل، وأعتقل حيًا كي لا يدفن سره معه، وتعرف الأسباب التي دفعته لتنفيذ العملية التي قتل خلالها ثلاثة مواطنين بينهم الشاب العربي أمين شعبان سائق سيارة الأجرة من سكان مدينة الرملة.

تحقيقات الأجهزة الامنية لم تتوقف للحظة حتى بعد مقتله خلال مداهمة للمنطقة التي كان يتخذها مخبئًا له، خلال تبادل اطلاق نار مع قوات خاصة من الشرطة ومقاتلي جهاز الأمن العام (الشاباك) بعد اسبوع من المطاردة واعمال البحث والتمشيط للعثور عليه، ورغم أوامر منع النشر فإن التقديرات تتفاوت وتتغير مع كل معلومة جديدة تتناقلها الألسن، لا سيما وسائل الإعلام، ليبقى السؤال.. لماذا نفّذ نشأت ملحم العملية؟ وما هي دوافعه؟

ما هي التقديرات حول دوافع العملية التي نفذها نشأت ملحم؟
يقول محلل في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب:"ان التقديرات تشير الى ثلاثة إتجاهات، أولها ان تكون العملية بدافع قومي أي ان نشأت ملحم نفذ العملية نصرةً للشعب الفلسطيني الذي ينتمي اليه، وانتقامًا للشبان الذين يقتلون في مناطق الضفة الغربية، واستمرارًا لعمليات الطعن والدهس واطلاق النار ضد اليهود والمستوطنين، اما الإتجاه الثاني وهو ان يكون نشأت ملحم منتمٍ الى داعش، وليس شرطًا ان يكون ناشطًا رسميًا في التنظيم، وانما يحمل افكاره ومعتقداته ويؤمن في طريقه، وبالتالي استجاب لدعوة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في تسجيله الصوتي الأخير الذي دعا من خلاله الى قتل اليهود في كل مكان، وأخيرًا الإتجاه الثالث وهو الدوافع الشخصية والذي فيه احتمالين، الأول ان تكون العملية ردًا على مقتل قريبه برصاص الشرطة قبل 8 أعوام، خاصةً وان ملحم سبق وان حاول خطف سلاح جندي والإعتداء عليه، وقال في التحقيق معه ان ذلك كان ردًا على مقتل إبن عمه، وأدين في المحكمة وحكم لخمسة اعوام من السجن الفعلي، والإحتمال الثاني وهو دافع جنائي بحيث صرّح اشخاص عملوا معه في منطقة تل ابيب انه كان على عداءٍ مع مالك المقهى الذي استهدفه برصاصه، وهذا ممكن اذا شددنا على قضية ان نشأت عاش في تل ابيب وعمل هناك لمدة من الزمن".

داعش يعلن مسؤوليته؟!
من جهة أخرى أعلن حسابات على مواقع التواصل الإجتماعية على شبكة الإنترنت والتي تبدو مؤيدةً لتنظيم داعش، صورًا تؤكد تحمل جماعة القت على نفسها اسم "أنصار الخلافة في اراضي الـ 48" المحسوبة على داعش، تؤكد اعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته على العملية وتمجّد من خلالها ما قام به نشأت ملحم".


الأخطاء في مسلك الهروب!
أما عن الأخطاء التي ارتكبها ملحم والتي انتهت بالتوصل الى مكان اختبائه يقول محللون اسرائيليون:"كانت مسألة وقت فقط ليقع نشأت ملحم منفذ عملية (ديزنغوف) في خطأ واحد مكن جميع اذرع الأمن الذين كانوا يبحثون عنه في كل أنحاء إسرائيل من قتله، لإنهاء قضية شخص أوقف الملايين من سكان غالبية المدن الإسرائيلية على قدم واحدة".
وتابع رون بن يشاي، المحلل العسكري:" ملحم تلقى مساعدة سخية من الكثير حتى وقع في خطأ واحد كان بمثابة نهاية حياته، إن وصوله إلى قرية عائلته القديمة في وادي عارة يدل على الأرجح أن هجومه لم يكن بتعليمات من جهة معينة كداعش أو غيرها، وقد كان يخطط للفرار الى الأردن ومنها الى تركيا او سوريا". فماذا كانت الأخطاء الممكنة التي قد وقع فيها وتسببت في ضبطه؟
يقول المحللون:"على الأرجح هو ليس خطأ واحد، انما عدة اخطاء اكتشفها الشاباك ليرسم الصورة النهائية للوضع، ويتمكن من التوصل الى مكان اختبائه، فمجرد وجود عدة اشخاص يساعدونه ويعرفون مكانه فهو خطأ، ويضاعف الأخطاء التي قد ترتكب لمعرفة هذا المكان، اضف الى ذلك عدم التخلص من الفضلات التي يتركها، وايضًا استخدامه على ما يبدو للهاتف النقال الذي تعود ملكية لسائق سيارة الأجرة أمين شعبان، والذي كان مراقبًا طوال الأسبوع بعد تنفيذ العملية".
وبحسب بن يشاي فإن موجة الاعتقالات بحق أشخاص قدموا له المساعدة جعلته يرتكب خطأ أدى إلى تحديد مكانه ومهاجمته وأوعز للجنود بإحضاره حيا خلال العملية التي قادها عبر البث المباشر مفوض الشرطة ونائب الشاباك السابق روني الشيخ، إلا أن ملحم فاجأ الجنود بإطلاق نار كثيف قبل أن يُقتل.

وقال تقرير لصحيفة يديعوت احرونوت:"ان الوقت الذي احتاجته دورية الشرطة الأولى التي وصلت الى المكان كان حوالي 3-5 دقائق بعد اطلاق النار وتلقي البلاغ الأول، ونحو 5-10 دقائق كي تفهم الأجهزة الامنية على ماذا يدور الحديث، وهذا هو الوقت فعلًا الذي استغله نشأت ملحم كي يهرب، مع العشرات غيره الذين كانوا في المنطقة، ويريدون الإختباء خوفًا من وقوعهم ضحايا (؟!)، غير ان قوات الأمن وبعد ان فهمت بشكل اولي طبيعة العملية، دون معرفة تفاصيل عن منفذها او عدد المشاركين فيها، عملت بشكل سريع كي تمنع اي محاولة لتنفيذ عملية اخرى في الوقت ذاته، كما حصل في باريس، بالإضافة لمنع وقوع مدنيين كرهائن".

وذكر محلل آخر لموقع العرب:"لم يعرف متى غادر نشأت ملحم منطقة تل ابيب، الإحتمالات عدة بينها انه غادر المنطقة فورًا بعد تنفيذ  العملية، بحيث حاول في البداية ان يستقل سيارة الأجرة التي راح ضحية العملية سائقها أمين شعبان، بحيث تقول الشرطة انه برصاص البندقية ذاتها التي نفذ فيها ملحم اطلاق النار على المقهى، كما لم يعرف الدافع وراء قتل السائق، وقد ترك نشأت السيارة في احد الشوارع بعد ان لاحظ وجود حاجز شرطي، ولن يكون صعبًا ان يستقل المواصلات العمومية الاخرى ليصل الى منطقة وادي عارة، الى مرور فترة 48 ساعة او اكثر من ذلك بقليل عندما حصلت الشرطة على عينة DNA، لفضلات شخص ما، تبين انها تتطابق لنشأت ملحم، دون ان تعلن الشرطة عن ذلك لكي لا تشوش مجرى التحقيق، واستمر ذلك حتى يوم الثلاثاء الى ان اعلن قائد شرطة المركز ان المواطنين في منطقة تل ابيب يمكنهم العودة الى مجرى حياتهم الطبيعية".

 وعاد رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت مجددًا ليبحث عن تحليل منطقي لدوافع نشأت ملحم في تنفيذ العملية، فيقول:"في قرى وادي عارة تناقلت الألسن على مرّ السنوات، ان الوالد محمد ملحم عميل للشرطة والشاباك!، وهو أكد وشدد على ذلك خلال لقاء للقناة الثانية قبل مقتل نجله، فبالتالي اذا كانت هذه الإشاعات قد لاحقت ايضًا نشأت في حياته، فقد يكون قد نفذ هذه العملية وما سبقها (خطف سلاح الجندي عام 2007) من اجل تنظيف اسمه امام جيرانه وابناء بلده، وهذا حدث مرارًا وتكرارًا خلال الصراع العربي الاسرائيلي على مدار عصور". واضاف:"كذلك قد تكون هذه الأسباب ايضًا قد أسفرت في نهاية المطاف عن خروج شخصيات عدة وحتى مواطنين عاديين بتصريحات غير معهودة حول شجبهم واستنكارهم للعملية ومنفذها بشكل قاطع".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295460.25
BTC
0.52
CNY
.