شروق أبو مخ في مقالها: 

في مجتمعنا العربي اختارت الكثير من الفتيات الخروج من القوقعة والعمل، لأسباب اقتصادية وشخصية، توفير مصروف او المساعدة المادية لعائلاتهن

يقوم المشغل بفرض ساعات عمل طويلة 8 ساعات وتصل أغلب الأحيان الى 10 ساعات دون استراحات او حتى إرجاع مصروف السفر وإن كان فقط الوصول الى الدكان، تنظيفها للمكان كعاملة نظافة وصنع القهوة العربية الساخنة 

لن اناقش حاليا الجدال الجندري والفروقات البيولوجية والتربوية بين النساء والرجال بل ولن أعتمد على المبررات التقليدية غير المبررة أصلا.
مجتمعنا العربي شهد منذ الازل توزيع واجبات ومهام محددة، واضحة ومنسقة لكل من الرجال والنساء، كما يبدو اننا كمجتمع عربي تعايشنا مع الفروقات الجندرية بلا سؤال او موضع شك.
مؤخرا لم تعد النساء العربيات تكتفي بتوزيع الواجبات المحددة سابقا ولم تكتفِ بمهمتها المقتصرة على الانجاب وتربية الأطفال، علمت انها ليست شيء محدد يملي عليها المجتمع اعرافه وتقاليده، هي امرأة إذا هي كل الحياة!
بدأت رحلتها الاكاديمية، وأخرى بدأت بالبحث عن عمل وأخرى فضلت العيش لنفسها دون زواج، دون ان توسم بالعار!
في مجتمعنا العربي اختارت الكثير من الفتيات الخروج من القوقعة والعمل، لأسباب اقتصادية وشخصية، توفير مصروف او المساعدة المادية لعائلاتهن.
أتساءل هل لي أن ابدأ بالفوارق الجندرية ام ابدأ بالبحث عن مسوغات أخرى ذكورية؟ استغلال النساء في أماكن العمل ظاهرة ما بدأت تقض المضاجع وتطفو على السطح محدثة جلجلة صامتة !

ظروف العمل الظالمة، المشغل الذكوري واحيانا زوجته المتسلطة تملي على النساء والفتيات خاصة الصمت والرضى بالقليل ضاربين بعرض الحائط الدين القانون وحتى العدل الإنساني.
يقوم المشغل بفرض ساعات عمل طويلة 8 ساعات وتصل أغلب الأحيان الى 10 ساعات دون استراحات او حتى إرجاع مصروف السفر وإن كان فقط الوصول الى الدكان، تنظيفها للمكان كعاملة نظافة وصنع القهوة العربية الساخنة وعدا عن ذلك كله لا تتقاضى الحد الأدنى من الأجور ! تتقاضى 1500 شيكل أجرتها لشهر كامل بدون إجازات! وإن كان المشغل كريما يمن عليها بـ2000 شاقل أجرة الشهر الكامل.

والجدير بالذكر أن الفتيات في أماكن العمل التابعة لمصالح شخصية لا تتقاضى الفتيات قسيمة عمل وإن تقاضت فإنها تحصل على قسيمة عمل قانونية بمبلغ قانوني ولكنهم يسلمونها ظرفا ابيض يخبئ بداخله أجرة شهر كامل، الأجرة الجائرة المثقلة بساعات عمل وايام لفتاة عاملة.
هل هو غياب رقابة قانونية او انه تأديب لخروج الفتاة الى العمل؟ هل تضرب بعرض الحائط الأعراف الإنسانية ويستغل ابن البلد بنات البلد؟ ام ان ظروف العمل اصبحت واقعا متجذرا وتقليدا متأصلا يجب ان نحييه كل سنة بكرنفال إحتفالي يفضح بل اقصد يزين فيه أرباح أصحاب المصالح الشخصية؟ ام هي لعنة الدولة الرأس مالية؟ الكبير يأكل الضعيف والمصالح الشخصية فوق الجميع.
لن نقضي على الظاهرة ان لم تقم واحدة وأخرى وأخرى بالوقوف والصراخ وطلب حقوقها، صمت الفتيات على الظروف الحالية، سكوتها خوف فقدانها مكان عملها والشعور بالذنب، الضعف والسكون.
اما آن الوقت لقلب الطاولة وتغيير موازين اللعبة ؟ ام الاختباء وشعور بالذنب والنقص يرافقك ك انسان أولا ومشغل ثانيا !!

* شروق أبو مخ طالبة عمل اجتماعي جامعة تل ابيب

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net