الرئيس التركي أردوغان:
تفكير روسيا بأن باستطاعتها اختراق المجال الجوي لأي بلد وفي الوقت الذي تريده هو خطأ
النقطة التي وصلت إليها أنقرة مع موسكو في السنوات العشر الأخيرة تعتبر متقدمة للغاية ولم تصلها من قبل
الحل في سورية يكمن بيد الشعب والإرادة الوطنية التي من غير الممكن تجاهلها والنظام السوري يسيطر على 14% فقط من مساحة بلاده والبقية بيدي داعش والجيش الحر ومنظمات أخرى
لفت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في لقاء بثّ الأحد على قناة العربية إلى أن "بلاده تواجه تهديدا خطيرًا من العراق، لا يتمثل فقط بتنظيم داعش وإنما بمنظمات مشابهة أخرى تهدد تركيا"، معتبرًا أن "موقف أنقرة مختلف عن موقف كل من موسكو وطهران على اعتبار أن بلاده تتلقى تهديدات بالغة ومتواصلة".
من اليمين: الرئيس الروسي ونظيره التركي
وقال أردوغان إن "النقطة التي وصلت إليها بلاده مع روسيا في السنوات العشر الأخيرة، تعتبر متقدمة للغاية ولم تصلها من قبل، وأن العلاقات بين الجانبين لم تنقطع، ولكن ما فعلته روسيا هو انتهاك للمجال الجوّي لسيادة تركيا، وفعلت ذلك أكثر من مرّة، وتحدثنا إلى الرئيس بوتين سابقا بهذا الخصوص، وأكدنا له أننا كحليفين استراتيجيين، من الخطأ أن ننتهك المجال الجوي لبعضنا بهذه الطريقة".
وتساءل أردوغان: "هل كانت روسيا ستسمح لأي دولة بانتهاك مجالها الجوي؟". وقال: "تفكير روسيا بأن باستطاعتها اختراق المجال الجوي لأي بلد وفي الوقت الذي تريده هو خطأ"، لافتًا إلى أنه "يتطلع لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع روسيا مجددًا". وأضاف: “مواطنونا يتعرضون لعمليات تدقيق لم يسبق أن تعرضوا لها أبدًا في المطارات الروسية، حيث تلقينا العديد من الشكاوى بهذا الصدد، وطبعًا هذه الأمور تحزننا، إلا أننا لم نتعامل بنفس الأسلوب ولن نتعامل، فالقضية أنهم يقولون للسياح الروس لا تذهبوا إلى تركيا، ولشركات السياحة أن تلغي رحلاتها إلى تركيا، وأنا لا أرى هذا أمرًا صائبًا، إذ أنه يعد تقييدًا لحرية تنقل مواطنيه".
وعن الحل في سورية قال الرئيس التركي إنه "يكمن بيد الشعب والإرادة الوطنية، التي من غير الممكن تجاهلها"، وتابع: "النظام السوري يسيطر على 14% فقط من مساحة بلاده والبقية بيدي داعش والجيش الحر ومنظمات أخرى. لكل تلك الجهات ثقلها حيث عليهم باستثناء داعش الإطاحة بالنظام وفرض إرادة الشعب".
وأكد أن منظمة العفو الدولية أصدرت بياناً حول استهداف الطائرات الروسية للمدنيين، معرباً عن اعتقاده أن جهود ورغبة روسيا في المنطقة هو إقامة دويلة للأسد في اللاذقية، لأن الأسد يسيطر على 14% فقط حالياً من مساحة سوريا وأما الباقي فهو خارج سيطرته تماماً.
وأكد أن "روسيا تستهدف المعارضة المعتدلة عوضا عن داعش، وأنها إذا كانت استهدفت 100 شخص فإن 90 منهم من المعارضة المعتدلة وعشرة من داعش، مشددًا على عدم صحة الإدعاءات الروسية باستهدافها لداعش، وعلى امتلاك تركيا إثباتات على ذلك". وأوضح أنه "لو وافق بوتين على طلب تركيا بمكافحة داعش سويًا، لكانت الأمور مختلفة حاليًا، معربًا عن أسفه لتطور الوضع بشكل لا ترغب به بلاده".