الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 22:02

مناهضة التقسيم بين الأمم من العرب/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 12/12/15 15:35,  حُتلن: 08:17

مرعي حيادري في مقاله:

التقسيم العرقي الحاصل في الدولة العبرية لهو غريب عجيب الاطوار من ناحية العرق الطائفي الذي يتغنون فيه الحكومة والوزارات

تلك التسميات العنصرية التي هدفها تسميم الاخلاقيات الاجتماعية في الحفاظ على الترابط العربي كتسمية لا مفر منها يجعل كل مستعمر كان من قبل مثل بريطانيا وتركيا مثلا ينهج بنفس المنوال من اجل زرع بذور التفرقة وسياسة ماترنيخ الألماني (فرق تسد)

طبيعي جدا أن تكون للمستعمر او المستوطن والمتوسع أهداف خفية من أجل تنفيذ مخططه على كيفية نجاح ما يصنعه من برامج خفية، بعيدة كل البعد عن الاهداف الإنسانية المتبعة تعاملا بين الأمم والبشر، وما هدفه الأول والأخير، الا النجاح في الاستيلاء على الأرض والسيطرة عليها لمأربة السياسية الاستراتيجية المرسومة ضمن مؤسسات الدولة، لجعل الفوارق الطبقية السكانية في درجات متفاوتة، امر يجعل ضعفاء النفوس وكأنهم مفضلون عن غيرهم تعاملا بين السكان، طمعا في سلخهم عن مجتمعهم والتربية والبيئة التي نشأوا عليها، وبالطبع إيجاد أناس من نفس التشكيلة المتدنية تعاملا ومشاركة، لزرع بذور التشرذم وتعميق الفتن والخلاف، حتى لا يتفقوا او يحصلوا على مطلب جماعي يخدم كافة الشرائح الاجتماعية، وهذا ما هو حاصل اليوم في ظل حكومات التمييز العنصرية وتضييق الخناق على المواطن العربي أولا، في إسرائيل التي نحيا ونعيش معا على نفس الأرض وبنفس المواطنة والهوية الزرقاء، ولكننا نحن الأقلية العربية بعيدين كل البعد عما نسمعه من حقوق ملباة او منفذة؟! بينما هي شعارات رنانة دون اصغاء او تنفيذ مؤسسات او وزارات وعلى مدار 67 عامًا؟!.

التقسيم العرقي الحاصل في الدولة العبرية لهو غريب عجيب الاطوار من ناحية العرق الطائفي الذي يتغنون فيه الحكومة والوزارات، فتجد الوان الطيف من السكان (اليهود والعرب والروس والافارقة ) ولكن تقسيمهم وتسميتهم له رونق يطيب لسماعهم تنفيذا لمخططاتهم المبيتة ، لتوسيع رقعة الانقسام وتفتيت تلك الكلمة (عرب ) وجعلها متعددة من (مسلمين، مسيحيين، بدو ، دروز ، شركس) ناهيك عن تفكيك المسلمين الى سنة وشيعة وعلويين واكراد واحمدية) وكل ما يطيب لهم من تقسيم عرقي لاحتضان فئة على فئة أخرى، وجعل الهوة تزداد عمقا وشرخا ، والهدف عدم الوحدة في العيش بهدوء واستقرار، واضعاف تجمعهم في أي خطوة نحو مستقبل افضل لمصالحهم كمواطنين متساوين، فهذا ينطبق على المسيحيين أيضا والدروز والبدو وهم في الأساس حلقة واحدة وعرق وجذر واحد.. عرب قحطانيين، وقبل كل شيء انسان؟!.

تلك التسميات العنصرية التي هدفها تسميم الاخلاقيات الاجتماعية في الحفاظ على الترابط العربي كتسمية لا مفر منها ، يجعل كل مستعمر كان من قبل مثل بريطانيا وتركيا مثلا ينهج بنفس المنوال، من اجل زرع بذور التفرقة وسياسة ماترنيخ الألماني (فرق تسد) فعلى ما يبدو ان التاريخ الاستعماري التوسعي يبقى هو النمط والنهج بكافة الأساليب من التعامل تجاه الأقليات عالميا، وما الهدف من هذا الصك الدولي التوسعي، الا السيطرة الفعلية على كافة الموارد والثروات الاقتصادية والأرض والمصادرة، وجعل المواطن من الأقليات انسان عادي بسيط لا يقوى، الا على حصول القليل من التعليم والعمل اليومي اذا وجد ؟!، ليأكل لقمة عيش مع كرامة وبدونها أحيانا، فيها نوع من الاذلال؟! حتى تبقى مواطنا مسلوب الحقوق بكافة الأوجه المتعددة لمن يرسم تلك الخطوط والأساليب الملتوية تجاه الأمم من البشر. وهم نسوا انهم كانوا اليهود تحديدا من الامم المضطهدة عالميا؟!.

وبرغم كل ما يحدث من ضائقات فكرية ثقافية وعمالية واقتصادية، وتضييق الخناق على المدن والبلدات العربية ، والتي لو تجولنا في الجليل والمثلث والنقب ، لوجدنا (الكنتونات والجيتوات) |وسياسة السلب والتضييق على التوسع الطبيعي للعرب ، والذي يتنافى ونسبة زيادة السكان الطبيعية ؟! وبنفس القدرفي كل المناطق ، لهو جدا مشابها لكل الأماكن المدونة آنفا ، وبنفس طريقة الضفة الغربية وقطاع غزة والاستيطان والمصادرة ، واقتطاع دونمات بالألاف والمئات وأكثر، والهدف السلب والنهب لأراض عربية مع طابو ومصادرتها ، كي يبقى المواطن العربي الفلسطيني يعاني ويشعر انه في بلد او دولة ليست وطنه؟!.

ومع خلو السنوات ماضيا والتحديات التي كانت من براكين شعبية وعفوية مثل يوم الأرض عام 1976 ومصادرة واقتطاع أراضي عربية في الجليل والنقب والمثلث، الا ان تلك الانتفاضة العفوية، عدلت بعض التصرفات ولم تغير أسلوب التمييز ؟!. وبعدها انتفاضة الأقصى أكتوبر 2000 وقضية الاستيلاء على أماكن ومناطق عربية دينية لعبادة للمسلمين، التي اددت الى انتفاضة شعبية في كل من مناطق البلاد العربية مخلفة وراءها شهداء في عام 76 وعام 2000 وما ذلك ، الا مؤشرات على كيفية التعامل مع الأقلية العربية التي جعلوها قبائل وطوائف ، في حين تغلبت المصالح الفردية على الجماعية، وحتى هذا الوباء انتقل الى القيادات المحلية وبدل من ان تكون كافة السلطات المحلية العربية تحت اسم واحد، فصار هناك انقسامات كما الطوائف تماما؟! واللجان الشعبية تمثل كل طائفة على حده، ولجان المتابعة لا تخدم الا كل قطاع واحد، وهذا هو تنفيذ سياسة الحكومة والمطلوب؟!

علني أوصلت الفكرة، ويا حبذا يستفيق العرب في البلاد لينهضوا سويا ضد ما هو تقسيم وتشرذم لا يجعلهم قطعانا بنظر الاستعمار والتوسع ، الذي ينهج بكافة سياسات الغرب تجاه كل ما هو عربي. ألم يحن الوقت للصحوة يا عرب؟!! اللهم أني بلغت. وان كنت على خطأ فيصححوني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.