شيجيو ماتسوتومي سفير اليابان في اسرائيل في مقاله:
دون التماسك القومي لدولة اسرائيل لن يكون هناك حل ممكن للسلام في الشرق الأوسط
يسود هناك جو من التشاؤم ولكننا نؤمن بأنه لا وسيلة اخرى بديلة عن اتخاذ خطوات للأمام من أجل السلام
غنيٌّ عن القول إن المجتمع العربي هو جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، وأنا أؤكد لكم أنكم جزءًا لا يتجزأ. وأقول ذلك لأنني اعتقد أنه بدون التماسك القومي لدولة اسرائيل لن يكون هناك حل ممكن للسلام في الشرق الأوسط.
بوجهة نظري، يسود التماسك القومي فقط مع توافر التسامح الديني والتعدد السياسي والمساواة الاجتماعية والاقتصادية اضافةً الى القيم الديموقراطية الأخرى. ومن دون تحقيق هذه القيم في اسرائيل وفي فلسطين، فإن مبدأ حل الدولتين قد لا يتحقق أو يُستدام.
إن هذه الوحدة الديموقراطية مهمة جدًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخاصةً مع ظهور داعش والتي تعكس قيم مخالفة تمامًا حيث تأثيرها السلبي يسود في جميع انحاء المنطقة وخارجها. إن دولة اسرائيل اليوم هي في وضع أفضل لكي تثبت أن قيم التسامح وقيم التعددية هي الوسيلة لتحقيق السلام.
اولًا، المجتمع الدولي يريد أن يلمس المبادرات والحكمة من الشعوب العربية في العالم وذلك لتوقف الظلم والتجاوزات التي تقوم بها داعش. هذه المبادرات ينبغي أن تنبع من العرب وخاصة العرب المسلمون.
ثانيًا، لقد أثبت المجتمع العربي إرادته فعلًا في اسرائيل وذلك عبر ارسال العديد من ممثليها ودعاتها للديموقراطية الى الكنيست، والآن تملكون أصوات أكثر لمستقبل أفضل.
إنني أقدر جهود مركز مساواة لتناولهم هذه المواضيع بشكل فعال على مر السنين. وآمل أن تؤدي الحوارات البناءة اليوم إلى حلول ملموسة للتماسك القومي والازدهار من أجل مستقبل مشرق ليس فقط لإسرائيل بل أيضا للمنطقة والعالم.
لا شك أن تحقيق السلام هو التحدي الأكبر لإسرائيل. ومع ذلك فإن هذا المسار السلمي يواجه لحظات صعبة وهشة للغاية خاصة في ضوء موجة العنف الدائرة منذ متنصف أيلول. يسود هناك جو من التشاؤم ولكننا نؤمن بأنه لا وسيلة اخرى بديلة عن اتخاذ خطوات للأمام من أجل السلام. استنادًا الى المكانة الفريدة والمهمة للمجتمع العربي يحدوني الأمل أن يقوم المجتمع العربي بلعب دور بناء في سد الفجوة بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك من خلال التمسك بقيم التسامح الديني الاساسية والتعدد السياسي. في "الحركة بركة" هي من أول المقولات التي تعلمتها حسب اللهجة السورية واللبنانية. يتعين علينا الاستمرار والتحرك للمضي قدمًا.
تدعم اليابان السلام الدائم ولا تزال تبذل جهودًا قصوى للمساهمة من أجل السلام. ومنذ عام 1993، قدمت اليابان مساعداتها الاقتصادية والانسانية لتلبية حاجات فلسطين لتصل الى 1.6 مليار دولار. اضافةً الى ذلك، ومنذ 1997، لا تزال تشجع اليابان التبادل الشبابي من أجل تعزيز الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين من خلال إعطاء الطرفين الامكانية لزيارة اليابان سويةً. وفي هذه الأيام، تزور اليابان البعثة المشتركة الثامنة عشر (18).
إضافة إلى ذلك، أوّد إعلامكم بآخر التطورات في مدينة أريحا الصناعية الزراعية حيث أنّ المستأجر الأول "شركة بالوليا" قامت بتصدير أول شحنة لها في 18 تشرين الثاني حيث يتمثل إنتاجهم بمكملات غذائية مصنعة من أوراق الزيتون، رمز السلام! أليس هذا رائعًا! أنا آمل بأن رجال وسيدات الاعمال من المجتمع العربي سيرحبون بالتعامل مع هذه المدينة الصناعية الزراعية.
المقال هو جزء من خطاب ألقاه السفير ماتسوتومي الأسبوع الماضي في المؤتمر السنوي الذي نظمه مركز مساواة في الناصرة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net