مارون سامي عزّام في مقاله:
هناك جانب آخر متعلّق بالجانب الاجتماعي وهو شدّة تواضع البروفيسور عصام وهذه الصِّفَة ورثها عن أسرته المعروفة
تلك هي شفاعمرو التي أتمنّى أن تبقى شمس الثقافة مُشرقة فوق أبنائها هذه شفاعمرو التي أحبُّها متألّقة علميًّا بهذه المجموعة المدهشة من الشخصيّات المتعلّمة
تعتبر شفاعمرو مدينة تاريخيّة عريقة، استطاع رجالها أن يبنوا مجدها الفكري، من خلال تكريس ثقافتهم وعِلمهم في سبيل تعليم أبناء هذه البلدة، لإعلاء شأنهم، ولشدّة حرصهم على رفع مستواهم العلمي. من جهةٍ أخرى هناك أشخاص نعتزُّ بهم وبأصلهم، استطاعوا التميُّز بأسمائهم البارزة، تفوُّقوا بشهاداتهم، واندمجوا بمسارات علميّة حديثة غير معروفةٍ لكثير منّا، اختاروها رغم صعوبتها.
واظبوا على دراستهم بمجهودهم الشّخصي، حتّى وصَلوا ذروة عطائهم العلمي، ومن بينهم البروفيسور الشفاعمري عصام صبّاح الذي انضمّ إلى منتدى العلوم الشفاعمري رفيع المستوى، الذي يضم كوكبة لامعة من الشّفاعمريين المميّزين، حَمَلَة لقب "بروفيسور"، عن جدارة، أذكُر على سبيل المثال، البروفيسور زاهر عزّام، البروفيسور فريد نخّول، البروفيسور سلمان عليان، البروفيسور تيسير الياس، البروفيسور فريد نخول، البروفيسور رياض حدّاد والبروفيسور ماجد الحاج، هؤلاء يشكّلون قيمة حضاريّة عالية جدًّا لشفاعمرو، يجِب أن يُكرّموا من قِبَل البلديّة.
البروفيسور عصام، ليس باحثًا فقط عن الإنجازات العلميّة المتعلّقة بمجاله، بل هو يبحث في مجال تحقيق هدفه الأسمى وهو بلوغه العالميَّة، كغيره من الزّملاء. برأيي المتواضع يرفض البروفيسور عصام أن يضعُ حدًّا دراسيًّا أمام آفاقه المستقبليّة الواسعَة، طالما أنه متناغم كليًّا مع موضوع تخصّصه، ويتابع المستجدّات والتحديثات التي ترضي طموحه.
لَم يصبو أبدًا إلى وصول القمّة، لأن وصولها بالنسبة له، يعني الاكتفاء، وطالبو العِلم لا يرضون بذلك. منذُ بداياته الأكاديميّة كان مجنّدًا بكل حواسه لمهمّة الدّراسة، فهو خرّيج معهد "التخنيون"، في هندسة الكيمياء. لم يتوقّف طموحه عند هذا الحد، بل أكمل في المعهد الدكتوراه في مجالَي البيئة والمياه. ما بعد الدكتوراه سافر إلى بريطانيا وبعد ذلك إلى أمريكا، حيث عمل في مجال الأبحاث لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1994، بدأ عمله في مركز الأبحاث "جمعية الجليل"، وشغل منصب مساعِد بحث.
لاحقًا... أصبح باحِثًا، إلى أن ارتقى لمنصب باحث كبير، وخلال فترة 2007-2005، شَغِلَ منصب المدير العِلمي للمركز، واليوم يعمل كباحثٍ في جمعيّة الجليل، ومحاضر في كليّة "براودا" في "كرميئيل"، قِسم الهندسة البيوتكونوجية، الهندسة البيئيّة. كرّس رصيد خبراته الهائل، لإثراء المؤسّسات الأكاديميّة في المجتمع العربي عامّةً وفي شفاعمرو خاصّةً. ألمس من هذه المحطّات العلميّة الغنيّة من حياة أبي خالد، أنه يتمتّع بجانبٍ إنسانيٍّ، وهو حبِّه الشّديد للعطاء غير المحدود، في سبيل خدمة بلده ومجتمعه.
هناك جانب آخر، متعلّق بالجانب الاجتماعي، وهو شدّة تواضع البروفيسور عصام، وهذه الصِّفَة ورثها عن أسرته المعروفة، هكذا تميّز بتعامله المهني الصّادق مع زملائه في "جمعية الجليل"، جعلته قريبًا منهم، يسمع مقترحاتهم ويحترمها، لحُسن تعامله المبني على بُنية إنسانيّة نادرة... دائمًا التّفاؤل شريكًا حقيقيًّا في مسيرته الحياتيّة، يكره الرّضوخ للمستحيل.
تلك هي شفاعمرو التي أتمنّى أن تبقى شمس الثقافة، مُشرقة فوق أبنائها، هذه شفاعمرو التي أحبُّها، متألّقة علميًّا بهذه المجموعة المدهشة من الشخصيّات المتعلّمة، التي نجحت دون أن تطلب مقابِلاً معنويًّا من أحد، بل نجاحها منح شفاعمرو قيمة أكبر، واليوم البروفيسور عصام صبّاح، صباحه الأخلاقي النّدي بأصله الطيّب، يضيء سماء شفاعمرو بلقبه المشرّف... أبحاثه ستبقى خالدة في مختبر العُمر، ليستفيد منها الأجيال القادمة، فهذه أثمن تضحية قدّمها البروفيسور عصام لعائلته الشفاعمريّة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net