الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

بطل سوري عاشق مصر/ عزت فرح

كل العرب
نُشر: 26/07/15 14:35,  حُتلن: 08:53

لقبه سليمان الحلبي القرن العشرين, ولد هذا البطل في قرية المشتلية وانتقل مع عائلته الى اللاذقية وكان والده يعمل كطبيب بيطري وهو مسيحي اورثوذكسي المذهب.

بعد ان درس الابتدائية والثانوية في الكلية الاورثوذكسية في اللاذقية في عام 1953 التحق بكلية الاداب في الجامعة السورية تركها وفي هذا العام ارسل ببعثة عسكرية ضمن عشرة طلاب ملتحقين في بعثة عسكرية بالكلية البحرية في مصر وهكذا تحقق ما كان يحلم به ان يصبح ضابطا في البحرية، ليس غريبا حيث ان والده يوسف شارك في المقاومة السورية للاحتلال الفرنسي، وكان معروفا عن والده انه كان من حفظة القراّن فلم يكن غريبا ان يشب ابنه على حب العروبة.

لقد حصل جول في شهر مايو 1956 على شهادة البكالريوس في الدراسات البحرية وكان ترتيبه الاول في الدفعة.
لقد اصبح جول الملازم الثاني، وكما تقول اخته دعد لقد فوجئ العالم بقرار الرئيس الخالد ابو خالد جمال عبد الناصر بتاّميم قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة، ويذكر ان الرئيس عبد الناصر كرّم جول بمنحه شهادة تقدير لانه كان الاول على دفعته كما منحه ساعة ذهبية.

مع تاّميم قناة السويس بداّت بوادر عاصفة سياسية دبلوماسية تهب طالما تحولت الى عاصفة حربية. لقد قامت انجلترا وفرنسا وصنيعتهما اسرائيل في سيناء، ثم ما لبثي ان عصفت بمدن القناة وكان العدوان الثلاثي اي حرب قناة السويس. لم ترحل البعثة السورية في هذه الاثناء ومن الطبيعي لم يرحل كذلك جول جمال لان مصر في هذه الاثناء استوردت زوارق طوربيد حديثة ويمكن ان نقول ان القدر لعب لعبته ليكتب جول جمال اسطورة جديدة سوف تبداّ في الرابع من نوفمبر 1956.

كانت بوارج حربية عديدة قد شاركت في الحرب الحاقدة المسعورة ومن بين هذه القطع الحربية الكبيرة والمتطورة كانت البارجة الفرنسية العملاقة واسمها (جان بارت) فالتقط جول جمال وزملاؤه بث السفينة ويقال ان هذه السفينة كانت اول سفينة حربية مزودة بالرادار، وكان من مهامها عنما تقترب من السواحل المصرية ان تدمر ماتبقى من مدينة بورت سعيد بعد ان اضحت مدينة اشباح بعد قصف السلاح الملكي الانكليزي البربري والسفن الحربية لها.
عندما علم البطل الخالد جول جمال ان المدمرة الفرنسية تتقدم نحو بورت سعيد تطوع بقيادة عملية بحرية للزوارق الطوربيدية المصرية في البحر المتوسط، مدافعا ببطولة نادرة وشجاعة لافتة، وهكذا سجل هذا البطل نفسه بطلا وقد رفع راية بلاده مدافعا عن قطعة من وطنه العربي الغالي.

كان قائد جول جمال يدعى جلال الدسوقي بلغه جول، ومعروف ان اللوائح المصرية كانت تمنع خروج اي اجنبي ( غير مصري) في دورية حربية وبعد اصرار جول على الخروج بهذه المهمه اذن له قائده الدسوقي قائلا لقائده لا فرق بين مصري وسوري وان مصر كسوريا لافرق بينهما.

وهذه الروح الوطنية وغيرها من الشعور السوري المصري حيال المصير المشترك هذه الروح في تلك الاثناء اسست لتاّكيد وحة المصير التي ترجمت بعد اقل من سنتين في اعلان الوحدة 1958 بين مصر وسوريا.
وضع جول جمال خطة للتصدي للمدمرة الفرنسية الضخمة، تصدت ثلاثة زوارق طوربيد حربية مصرية وكانت السفينة مجهزة ب109 مدفعا طاقمها كان 88 ضابطا و2055 جنديا.
استشهد البطل السوري واصبح من الابطال.
كيف كرمت مصر وسوري البطل جول جمال:
من اروع ما يتجلى للعيان كيف ودع السوريون في عام2007 اخته دعد التي توفيت بع صراع مرير مع المرض. تخليدا لاسم جول جمال سميت في سوريا في مدن عديدة باسمه في دمشق واللاذقية واطلق اسمه على مدارس, وفي مصر يوجد سارع في حي المهندسين باسم جول جمال. كما سمي شارع في رامالله في فلسطين باسمه وكذلك شارع في الاسكندرية باسم الشهيد جول جمال.

على الفور منحه قائده جلال الدسوقي براءة الوسام الععسكري الاكبر من الحكومة المصرية, وبراءة النجمة العسكرية من الرئيس العظيم جمال عبد الناصر, وبراءة الوشاح الاكبر من بطريرك انطاكية للروم الاورثوذكس وسائر المشرق, ووسام القديسين بطرس وبولوس من درجة الوشاح الاكبر.

وفي القرية السورية المشتاية التي ولد فيها اكرمته الجمعية الخيرية وهي الواقعة في محافظة حمص بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه، وهكذا يمكننا ان نقول بانه ببطولاته سطر اسمه واسم بلاده باحرف من نور وشجل اسم بلاده رافعا اسمها عاليا باسقا باسم البطولة حبذا لاهلناوابنائنا اليوم اليوم وليس غدا ان يعوا هذا التاريخ العريق والبطولة السرمدية ووحدة عالمنا العربي بمسلميه ومسيحييه.

كفرياسيف

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.