الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

حركة فتح ما بين الفكرة الوطنية والفرصة الذهبية / بقلم: فادي أبوبكر

كل العرب
نُشر: 09/07/15 15:37,  حُتلن: 07:33

فادي أبوبكر:

لقد مثلت حركة فتح على طول السنين الماضية الفكرة الوطنية الحرة، وإرادة الشعوب المستضعفة، وقدمت نماذج من البطولة والفداء تفخر بها الأجيال حتى أصبح يتغنى بأمجادها كل أحرار العالم.

فتح هي فكرة انبثقت عن رجال عظام، وبثت القيم والمبادىء الوطنية في نفوس الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم.

مقاتلو حركة فتح كانوا من تيارات مختلفة، إلا أن البعد الفكري ذي المنطلق الوطني هو ما كان يجمعهم ويوحدهم.

انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" كحركة تحرر وطنية نوعية وفريدة، حيث كانت تحمل مبادىء توائم طموحات الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني. فتح هي فكرة انبثقت عن رجال عظام، وبثت القيم والمبادىء الوطنية في نفوس الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم. وعلى الرغم من ما تعرضت له الحركة من مكائد عربية واستعمارية، إلا أن محاولات اغتيالها باءت بالفشل، واستمرت فتح على نهج النضال والمقاومة.

مقاتلو حركة فتح كانوا من تيارات مختلفة، إلا أن البعد الفكري ذي المنطلق الوطني هو ما كان يجمعهم ويوحدهم. إن كانت الزكاة من الفروض العينية والتكاليف الشرعية التي فرضها الله جل علاه على كافة خلق الله، فإن الأخلاق الثورية والقيم الوطنية هي كانت فرضًا على أبناء هذه الحركة، ومن يحيد عنها يعتبر كافر في قاموس الحركة.

المسلكية الثورية هي أخلاق الثورة وأمل الثورة وعطاء الثورة وعهد الثورة، وبغيرها لا نكون سوى قطاع طرق. لقد مثلت حركة فتح على طول السنين الماضية الفكرة الوطنية الحرة، وإرادة الشعوب المستضعفة، وقدمت نماذج من البطولة والفداء تفخر بها الأجيال حتى أصبح يتغنى بأمجادها كل أحرار العالم. ففتح أجبرت المحتل على أن ينظر للفلسطيني من منظور مختلف وجعلته يعيد اعتباراته وسياساته.

لقد استطاعت حركة فتح في فترة قياسية أن ترسم ملامح العمل الوطني الأصيل، وكسر شوكة المحتل الصهيوني المتغطرس، فكانت تأبى الانكسار وكان قادتها عازمين على الثبات حتى الانتصار أو الموت و كما قالها القائد الشهيد البطل ابو علي اياد "نموت واقفين وأن نركع". لقد كان قادة فتح يتمتعون ببعد نظر سياسي وعسكري، فلا يخوضون مفاوضات عبثية من جانب ولا يخوضون حربًا خاسرة من جانب آخر.

رجال أمثال ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم لم يتفرغوا لانطلاقة حركة فتح في سبيل أنهم رأوا فيها الفرصة الذهبية لمكاسب شخصية، فهم كانوا يعلمون ما هي المخاطر وكانوا على استعداد تام لأن يرحلوا شهداء في أي لحظة، وبالفعل رحلوا شهداء، وكانوا من أعظم الشهداء. استطاع قادتنا أن يوصلوا الحركة إلى شط الأمان بفعل صمودهم الأسطوري وتضحياتهم الجمة و ايمانهم الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية.

أما اليوم فكيف كافئنا قادتنا وشهداءنا وأسرانا وجرحانا الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا وفي سبيل رفع علمنا؟؟ لقد حولنا حركة فتح من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، أصبحت نافذتنا وفرصتنا الذهبية في سبيل نيل مكاسب شخصية ضيقة.

لقد كنا نعمل في حركة فتح من أجل فلسطين، واليوم نعمل فيها من أجل صاد وسين!! لا والله إن فتح اليوم ليست فتح التي نعرفها، أين فتح الفكرة؟ أين فتح النضال؟ أين فتح الأخلاق الثورية؟ إن هذه الكلمات الصادرة مني ومن غيري لا تصدر إلا لمدى التحامنا بالحرية والفكرة الذهبية التي انطلقت من أجلها فتح، ولمدى تأثير هذه الحركة في جيلنا وتشكيل وعيه السياسي. كائن من يكون المُلام على هذه الأزمات في حركة فتح، فإن على حركة فتح أن تسابق الزمن في سبيل إصلاح وضعها المتردي، ومن ثم تمضي في طريقها وتؤدي الدور المنوط بها لأجل الوطن.

العقل والدين والتاريخ والأخلاق يلزمنا ويوجب علينا أن ننصر وننتصر لفلسطين، وإن كانت حركة فتح هي أمل فلسطين فعلينا أن نقاتل ونقتل الخلايا الفاسدة فيها قبل أن تقتلنا وتقتل حركتنا العظيمة، ولا يوجد أمل للحركة إلا بذلك، وإلا فإن أي خطاب آخر لا يقوم على الاصلاح فإنه لا يسمن ولا يغني من جوع.

كفى استغلالًا للحركات الوطنية، فإن فلسطين لم تعد تحتمل أكثر من ذلك، ولنتصدى بحزم وقوة لرفض وإحباط كافة المحاولات الرامية إلى خصخصة الحركات الوطنية، وتحويلها إلى واجهات لشركات خاصة، فأولئك أصحاب أيدولوجية ليست منا، وهم ألد أعدائنا وأعداء هذا الوطن. لا نريد فتح "كاني وماني".. نريد فتح تحقق لنا ولفلسطين الأماني..، نريد فتح تكون أهلًا لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني، فمتى سيتصاعد الدخان الأبيض وتعود فتح لنا؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.