وثائق سرية تكشف:
تبليغ رئيس الحكومة مناحيم بيغن والجمهور الاسرائيلي عن هدف محدد لعملية "سلامة الجليل" من جهة وتطبيق خطة مغايرة تمامًا لاحتلال بيروت خلال 96 ساعة من جهة ثانية !!
الجيش الإسرائيلي غزا بيروت بعد أسبوع من بدء العملية وقام بإحتلالها كلها تقريبًا، حيث إضطر لترك المدينة والخروج منها في شهر أيلول/ سبتمبر بعد عاصفة الإستنكار العالمية التي تلت مجزرة صبرا وشتيلا
بعد 4 أيام من بداية العملية سيقوم الجيش بإحتلال بيروت، حيث سيقوم بتدمير المسلحين والبنى التحتية في الساعة الاولى للعملية وحتى 24 ساعة، ثم ينضم إلى المليشيات المسيحية في منطقة بيروت حتى 48 ساعة على أن يتم إحتلال بيروت في فترة زمنية تقدر بـ 96 ساعة
كشفت وثائق سريّة، سمح بنشرها اليوم الخميس، أنّ الجيش الإسرائيلي خطط لإحتلال العاصمة اللبنانية بيروت خلال حرب لبنان الأولى عام 1982، وأنّ لا يكتفي بوقف تقدم منظمة التحرير الفلسطينية وابعاد الفدائيين والمسلحين عن مستوطنات الشمال وخط الـ40 كيلومترا من الحدود الشمالية وهي المسافة التي اشارت اليها الجهات العسكرية الاسرائيلية في حينه بأنها ضرورية لضمان الامان لبلدات الشمال ، كل ذلك على عكس ما تم تبليغه للجمهور ورئيس الحكومة الإسرائيلي في حينه "مناحيم بيجين"، وفقًا لما ورد في الوثائق.
أرشيف 1981- رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن أرييل شارون
الوثائق التي تمّ نشرها بلطف من أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الأمن تناقض تصريحات الحكومة الأسرائيلية منذ بداية حرب "سلامة الجليل- شلوم هجليل"، والتي أعلن في البداية على أنها "عملية" يوم 05 حزيران 1982، والتي جاء فيها أنّ "الهدف من العملية هو إخراج كل مستوطنات الجليل من دائرة قصف المسلحين والتي تتمركز قواعدهم ومقراتهم في لبنان"، إلا أنّه وفي الواقع "غزا الجيش الإسرائيلي بيروت بعد أسبوع من ذلك وقام بإحتلالها كلها تقريبًا، حيث إضطر لترك المدينة والخروج منها في شهر أيلول/ سبتمبر، بعد عاصفة الإستنكار العالمية التي تلت مجزرة صبرا وشتيلا"، بحسب ما أظهرته الوثائق.
وكُتب في وثيقة من شهر نيسان/ أبريل 1982، أي قبل شهرين من إندلاع حرب لبنان، بشكل واضح أنّه "بعد 4 أيام من بداية العملية سيقوم الجيش بإحتلال بيروت، حيث سيقوم بتدمير المسلحين والبنى التحتية في الساعة الاولى للعملية وحتى 24 ساعة، ثم ينضم إلى المليشيات المسيحية في منطقة بيروت حتى 48 ساعة، على أن يتم إحتلال بيروت في فترة زمنية تقدر ب 96 ساعة، وبذلك يكون الجيش جاهزًا لتدمير الجيش السوري في البقاع"، بحسب ما أظهرته الوثيقة.
يشار إلى أنّه قبل كتابة الأمر الذي كشفت عنه الوثيقة المذكورة بأقل من عام واحد، تمّ قصف الجليل الأعلى في تموز 1981 بـ1200 قذيفة وصاروخ، حيث قتل 6 أشخاص وأصيب 59 أخرون، كما وترك الكثيرون منازلهم في مدينة كريات شمونه والمنطقة. وفي حينها كانت منظمة التحرير الفلسطينية تتمركز في جنوب لبنان لتنفيذ العمليات الفدائية.
صور من مجزرة صبرا وشتيلا 1982 - أرشيف رويترز