دينا مجدوب لمجلة ليدي:
ارفض الخدمة المدنية ولا اقبل بهاو انادي بخدمة كل شرائح مجتمعي
روح العطاء والخدمة نهج افراد عائلتي وأنا مسرورة بذلك
ليدي- " شاركت في التطوع بإرادتي الخاصة لأنني احب المساعدة والتطوع، فقد بدأت التطوع في المدرسة من خلال عملي كرئيسة لجنة الطلاب، وبكل فخر واعتزاز قمت بخدمة طلاب المدرسة في مختلف المجالات والميادين، هذه الانطلاقة دفعتني للإستمرار في مشوار التطوع من اجل ابناء المجتمع، فقمت بالتطوع في نادي المسنين بعكا القديمة، ومستشفى نهاريا والروضات، واقولها بصوت عال وبكل فخر واعتزاز يبدو أن التطوع في العائلة بالوراثة، فكل افراد عائلتي يؤيدون التطوع لخدمة أبناء بلدنا ومجتمعنا" - هذا ما قالته الطالبة دينا طارق مجدوب من مدينة عكا خلال حديثها الخاص مع مجلة ليدي كل العرب وموقع العرب على شرف فوزها بـ "وسام التطوع" في الحفل القطري للمتطوعين بالشمال.
دنيا مجدوب
ليدي : عرفينا على نفسك؟
دينا طارق مجدوب من عكا، ادرس في مدرسة اورط - حلمي الشافعي، وإن شاء الله هذه سنتي الدراسية الأخيرة ومن بعدها سوف اتقدم لامتحان البسيخومتري لأكمل طريقي التعليمي في الجامعة.
ليدي: لقد حصلتي على شهادة تقدير من وزارة المعارف لواء حيفا، كيف حصلتي على هذه الشهادة؟
دينا: لقد حصلت على هذه الشهادة بصفتي اكثر طالبة تطوعت واكثر طالبة تبرعت، لقد كنت الطالبة الوحيدة في بلدي ومنطقتي التي اعطت من وقتها، وهذا الأمر كان على مدار سنوات كثيرة، ليس فقط سنة أو سنتين؛ في كل سنة كنت اتبرع بثلاثة امور، مثلا حين كنت في الصف العاشر تطوعت في كوبات حوليم مكابي، وفي نفس الوقت كنت رئيسة مجلس الطلاب في مدرستي، وفي الصف الحادي عشر تبرعت في مشفى نهريا، وفي الصف الثاني عشر تطوعت في المدرسة وروضات الاطفال وبيوت المسنين.
ليدي: هذا يعني أنك تحبين التبرع والتطوع منذ صغرك؟
دينا: نعم منذ الصغر، حيث هذا الامر شائع في عائلتي ويمكن القول أنه بالوراثة، لأن عائلتي تحب أن تعطي وأن تتبرع، لهذا فهو في دمي.
ليدي: هل سنراك مستمرة في عملية التطوع بعد نهاية تعليمك الرسمي؟
دينا: طبعًا، إن شاء الله اذا كان بمقدوري أن اعطي المزيد وأن استمر فسوف استمر بهذا العمل.
ليدي: هذا التطوع بعيد كل البعد عن الخدمة المدنية؟
دينا: نعم طبعًا لا توجد علاقة بين التطوع الذي اقوم به وبين الخدمة المدنية، هذا لا يعد خدمة مدنية ولا يتم تسجيل ساعات تطوعي كخدمة مدنية، حيث أن هذا التطوع يكون لخدمة اهل بلدي والذين من حولي وليس للدولة.
ليدي: ما هو موقفك من الخدمة المدنية؟
دينا: أنا كفتاة تسكن في فلسطين المحتلة بعيدة ومغتربة عن بلادها لا اشجع أي انسان أن يتطوع في الخدمة المدنية، لأنه من الصعب جدًا أن تحارب اهلك وبلدك واولادك المستقبليين، أنا لا اشجع اي طالب أو أي شخص أن يخدم فيها.
ليدي: ولكن أنت تشجعين التطوع والتبرع في المؤسسات والجمعيات المحلية؟
دينا: نعم أكيد، نحن لا نعطي بلدنا، واذا حاولنا أن نعطي ولو الشيء اليسير فسوف تسجل كخدمة مدنية، لهذا انصح الجميع بالتطوع واشجع هذا الامر بشدة وطبعًا بدون مقابل.
ليدي: ما هو حسب رأيك واقع مجتمعنا من قضية التطوع والإنتماء والعطاء؟
دينا: هناك مفهوم مغلوط من الأهل لقضية التطوع، حيث أنهم ينموا عقول الأولاد على امور خاطئة، أنا تلقيت الكثير من التعليقات ومنها الذين يلومونني على عملي كمتطوعة للدولة وهذا الأمر خاطئ، أنا اتطوع من منظور شخصي وذاتي وهذا ما تربيت عليه، ولم ولن اتطوع للدولة وقد قمت بشرح هذه الامور لهم، فهذا الامر اثبت أن هناك فهم خاطئ لقضية العطاء، رأيي أن العتب الكبير على الأهل لأن هناك نقص في تنمية وشرح المبادئ التي في الدولة، فيجب الشرح عن اصل الدولة وما هي هذه الدولة والفرق بين الخدمة والتطوع الذاتي.
ليدي: هل هناك عدد كافي من المتطوعين في مجتمعنا العربي؟
دينا: يوجد متطوعون، لكن الاغلب هو الجزء المهمل، لأن هناك جزء كبير من العرب يخدمون بالخدمة المدنية، أي أننا نفتقر الى ثقافة وتربية التطوع من شبابنا والسبب هو تربية الأهل.
ليدي: ماذا تقترحين كفتاة مرت بتجربة التطوع لتحسين مفهوم وواقع التطوع في مجتمعنا؟
دينا: أولًا هناك الدعم الذي يمكن أن يقدمه المعلم للطالب، والاهل للابن وشرح المفهوم الصحيح للعطاء والإنتماء لأرضنا ولشعبنا، فأنا شخصيًا تلقيت الدعم من اهلي ومن مربي صفي، وأيضًا حين كنت ارى في التلفاز او على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من ابناء شعبي العربي يحتاجون للمساعدة، هذا الامر دفعني لأتطوع واعطي من وقتي لهم، وهذا الامر كان جميلًا جدًا مهما كان بسيطا فمن الجميل أن تعطي لغيرك.
ليدي: ماذا أضاف التطوع لدينا؟
دينا: التطوع غير شخصيتي للأفضل وزادني قوة فأصبحت أثق بنفسي كثيرًا، وأيضًا لغتي العبرية تحسنت كثيرا عندما تطوعت في مشفى نهريا واختلطت باليهود، فقط احسست أنني عملت شيئا كبيرا، وهذا شرف وفخر كبير لي حين ارى الكل يكتب عني في الصحف والمواقع.
ليدي: لديك شخصية بارزة وقوية ما هو الموضوع الذي تريدين تعلمه في مرحلة الجامعة؟
دينا: إن شاء الله سوف اتخصص بالتمريض، وأيضًا لدي موهبة الرسم وتصميم الأزياء، في المستقبل سيكون عملي كممرضة وايضا هواية كمصممة، اخترت التمريض لأنه يستهويني، فأنا تطوعت في المستشفيات لأنني احب هذا العمل.
ليدي: هل يمكن أن نراك في مجال السياسة؟
دينا: لا، لأن هذا المجال ليس مجالي ولا أحب أن ادخل في حوارات ونقاشات داخله، فأنا فتاة فلسطينية عربية وفقط هذا.
ليدي: حسب رأيك أين هي الفتاة العربية اليوم هل حصل تطور؟
دينا: أولًا كشعب إسرائيلي كان غريب لهم أن فتاة عربية تتطوع، فمن المهم أن يرى الآخرون (اليهود) أنني اعمل كل هذا من اجل بلدي، وليس من أجلهم هم، وكنت اقول لهم أن هذا تطوع مني لبلدي ولشعبي ولأهلي.
ليدي: كيف تقيمين وضع الفتاة العربية؟
دينا: إن واقع الفتاة تطور طبعًا وهو أفضل مما مضى.
ليدي: كلمة اخيرة للفتاة العربية وللمجتمع العربي بقضية التطوع؟
دينا: أحب أن اقول كلمة واحدة لكل الشعب أن يعطوا من وقتهم لغيرهم وأن يوقفوا التفكير المغلوط حول قضية التطوع، وأتمنى أن يغيروا افكارهم عن هذا المجال.