هديل زبيدات:
المجتمع العربي ما زال يحاصر المرأة ويكبت حريتها ولكن هناك قصص نجاح لقياديات
اذا نظرنا الى الجانب السياسي فحنين الزعبي وعايدة توما ونبيلة اسبنيولي وغيرهن اللواتي بغض النظر عن توجهاتهن الحزبية والسياسية أرى أنّهن يمثلنني وأفتخر بهن جميعا
هديل زبيدات (35 عامًا)، من سخنين وبالرغم من أنّها قد درست علم الاتصال إلّا أنّ مسارها التّعليمي وفي مرحلة ما قد تحول إلى قطاع آخر، وزبيدات اضحت معروفة عند أغلب النساء في المدينة والمنطقة، فقد كافحت وما زالت، في سبيل دمج قطاع النساء من المنطقة ضمن أعمال تليق باحترام كيان المرأة، وخصوصيّتها الانسانيّة.
هديل زبيدات
وتقول هديل زبيدات لليدي كل العرب: "أنهيت دراستي لللقب الأول في علم الاتصال، ومن ثمّ عملت معلمة في التّربية الخاصّة، وبدأت بالعمل في مجموعات لدعم موقف المرأة وأكملت تعليمي لأصبح موجهة مجموعات، في سنة 2008 بدأت بمشروع تحت اسم: "امرأة مكافحة" وكنت المبادرة في ادخال هذا المشروع إلى سخنين، وقد نجح وخير دليل على هذا أننا مستمرون حتى الآن، وكل فترة هناك جمعية ما تتبنى المشروع وهو لدمج المرأة في سوق العمل ودعمها من الناحية الاجتماعية والشخصية، ومحاولة دمجها في المجتمع وجعلها امرأة مكافحة من خلال دورات ومرافقة شخصيّة ومحاضرات".
وتضيف هديل:" كل سنة نختار 25 امرأة ونقوم معهن بمسار تعليمي تثقيفي اجتماعي، الهدف منه بناء امرأة مكافحة في نفس كل امرأة منهن، ودمجهن في العمل، وأن يكون سلاحهن العلم والعمل، وهناك هدفان للمشروع، الأول هو الحد قدر الإمكان من نسبة بطالة النساء حتى الوصول إلى توافق بالعائلات العربيّة، ومن أجل تفادي الفجوة والفرق بين المستوى المعيشي، نحن نحاول عن طريق هذه المشاريع دعم المرأة حتى تستطيع الدخول إلى سوق العمل، والهدف الثاني هو أن نعمل على حماية المرأة، والمطالبة بحقوقها، والمستوى الذي يليق بها ودورها".
وتؤكد زبيدات: "بعد عمل على مدار ثلاث سنوات توجهت إلى جمعية المنال لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يعملون على الناحية الاجتماعية للنساء ذوي القدرات المحدودة، فكان المشروع تحت عنوان: "تطوير صحة النساء" هدفه دعم المرأة المعاقة وكيفية دمجها مع المجتمع وكيفية تقبلها لإعاقتها مع تقدمها ،تطورها ودمجها في عالم العمل عن طريق لقاءات شخصية، تثقيفية في عالم التحديات، فلا يكفي بناء شخصية المرأة لوحدها، بل أيضًا اندماجها في سوق العمل، وتطور المشروع حتى أقمنا مشروع آخر في الجمعية وهو لنساء مع اعاقات في عالم العمل، وقد استمريت في هذا المشروع، وأعمل اليوم في مشروعين في جمعية المنال، المشروع الأول هو تطوير صحة النساء، والمشروع الثاني هو دمج النساء في عالم العمل".
وتطرقت زبيدات إلى وعي المرأة وأكّدت: "رغم جميع المشاريع التي نقوم بها ورفع الوعي بالنسبة لمكانة المرأة، وأن تكون المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع وأن تحظى بأهمّيتها، ما زلنا نعاني من انتقادات واستهتار بحق المرأة، فرغم كل ما نعطي للنساء، إلا أنّ هناك واقع يحاول عرقلة مسير المرأة بالتقدم، اذ يوجد قسم كبير من النساء اللواتي استطعن تحدي هذه الأمور وذلك بفضل البيئة والناس التي تهيىء لها التقدم والاندماج بالمجتمع وتكون معها ضد هذه الظاهرة وتتلقى الدعم منهم، ويوجد قسم من النساء متعلق بالبيئة المحيطة بهن وشخصيتها ضعيفة يجعلها لا تجرؤ على الاقدام بالتغيير فتبقى في مكانها، وحسب رأيي الشخصي، حتى اليوم لم نعمل على قضية رفع مكانة المرأة كما يجب".
وأضافت زبيدات إلى الجانب السياسي: "اذا نظرنا الى الجانب السياسي، فحنين الزعبي وعايدة توما ونبيلة اسبنيولي وغيرهن اللواتي بغض النظر عن توجهاتهن الحزبية والسياسية، أرى أنّهن يمثلنني وأفتخر بهن جميعا، وأنّ المجتمع العربي ما زال لا يشجع المرأة وذلك كونها امرأة، وهذا ما حدث لحنين الزعبي عندما تعرض لها اليمين المتطرف ووقف الوسط العربي متفرجا امام ذلك وهو أمر مؤلم جداً، وكذلك الأمر عايدة توما والتي تواجه الكثير من الصعوبات من الرأي العام، الأمر الذي يشعر كل امرأة انها مهما حاولت الخروج من قوقعتها والتحدي إلا أنه سيبقى المجتمع يعرقل جميع خططها وتطويقها في حواجز".