أشْرَقَ النُّورُ فَقُومِي والبِسي
|
نـاعِـمَ الـخَـزِّ رَقيقَ السُّندُسِ
|
شـارِكِي نَيسـانَ فِي أفراحِهِ
|
وانعـَمِي مَعـهُ بأبهَى مَجلِسِ
|
وانْـظُــرِي طَلّـتَـهُ لَـمَّـا بَــدا
|
بَــاسِـمَ الثَّغـرِ أنِيـقَ المَلـبَسِ
|
نَقَشَ الزَّهرُ عَـلـى مـِئـزَرِهِ
|
صُورَةَ الوَردِ ورَسمَ النَّرجِسِ
|
وَعلى أكتافِهِ الـحُسـنُ رَمَى
|
بُردَةَ الـعِـزِّ وَثَـوبَ الـعُـرُسِ
|
عَـزَفَ الـكَـونُ عَـلى قِيثَارِهِ
|
وَتَـغَـنَّى فِـي رَخِـيـمِ الـجَــرَسِ
|
لَـحـنَ حُـبٍّ رَدَّدَت أنـغَـامَـهُ
|
عِندَ وَادِيهَـا طُـيُـورُ الـنَّـورَسِ
|
فَتَهَادى المَاءُ فِـي أنـهَــارِهِ
|
رَائـِقَ الـجَـريِ لَـطِيـفَ المَلمَسِ
|
يَغمِزُ الـعُشبَ عَـلـى شُطآنِهِ
|
وَيُـنَـاغِـي حَـالِـمَـاتِ الأنـفـُسِ
|
فَـأفَاقَت زَهرةٌ مِن حُلْمِهَـا
|
وَتَـجَـلَّـت فِي رَبِيعٍ مُشمـِسِ
|
فِي ظِلَالِ الرَّوضِ قُومِي واجلِسِي
|
بَينَ أشجَـارٍ وَطَيرٍ مُؤنِسِ
|
وَفَرَاشاتٍ عَـلـى نُـوَّارِهَـا
|
سَارِحَاتٍ مُرهَفَاتِ الحَدَسِ
|
وكَـنَـارِيٍّ يُـنَـاجِـي خـِلــّهُ
|
فِي ظِلالِ الأيكِ عِندَ الغَلَسِ
|
واشْعُرِي الرِّيحَ لَعُوباً ناعِماً
|
طَيِّبَ العَرفِ زَكِيَّ النَّفَسِ
|
يَتَثَنّى الـنَّحـلُ مَـع أنْسَـامِـهِ
|
وَمِـنَ الـنُّوّارِ شَهْداً يَحتَسي
|
وَإذا الشَّمسُ تَوَارى نُورُهَا
|
واسـتَكَـانَت لـِظَلامٍ دَامِسِ
|
نَثَـرَ النَّـجـمُ عَــلـى قُبـَّـتِـهِ
|
لُؤلُؤَ العِقدِ وَوَهجَ القَبَسِ
|
وَتَبـدَّى البـَدرُ فِـي عَـلْيَائِهِ
|
يَرْقُبُ الأرضَ بِعَينِ الحَرَسِ
|
يَحْرُسُ العُشَّاقَ فِي خَلوَتِهِم
|
يَقْتَفِي سِرَّ العَذارى الكُنَّسِ
|
وَيُعِيـدُ النَّفسَ مَـعْ أشْوَاقِـهَـا
|
لِلَيـالِــي الـوَصلِ بالأندَلُسِ
|