الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 17:01

على وقع الانتخابات للكنيست العشرين/بقلم:زهير ابن عياد

كل العرب
نُشر: 15/03/15 13:16,  حُتلن: 14:18

زهير ابن عياد في مقاله: 

هناك بعض الشخصيات اليهودية الأكاديمية وبعض قوى اليسار الإسرائيلية تعمل بكل ثقلها على إخراج العرب للتصويت يوم الثلاثاء بل أفرط نتانياهو في هواجيس

ثمة نماذج سياسية للمهاجرين القدامى في القارة الأوربية تثير الإقتداء والتأسي، قد يصلح إستخدامها وتنميتها كخيار نوعي للأقلية العربية في البلاد. 

السائد على الساحة اليوم طريقتان كلاهما يمتحان من نفس الخطأ علاوة على تشابك العداوة بين كل طرف، الأول: يتشدق بالمقاطعة ولا يألوا جهدا في حث جماهيره على مقاطعة الإنتخابات وهو لحن - في حكم سريع - ينم عن جهل بالواقع وإنتظار غيبيات قد طالت وقصور أفق، فالمقاطعة لا تؤتي نضجها إلا إن كانت في كل مجال إجتماعيا مصرفيا سياسيا صحيا ثقافيا

في السياق " بدا نتنياهو في اكثر من لقاء في الأسبوع الأخير آخرها بالإمس مع صحيفة معاريف، منزعجا بل ومسعورا وذلك على وطأة الإستطلاعات الأخيرة، فطفق يشتكي بحنق ومرارة من أن هناك بعض الشخصيات اليهودية الأكاديمية وبعض قوى اليسار الإسرائيلية تعمل بكل ثقلها على إخراج العرب للتصويت يوم الثلاثاء بل أفرط نتانياهو في هواجيسه بالإيحاء أن هناك جهات خارجية تتدخل في مسار العملية الإنتخابية، بقوله أن هناك جهات خارجية أوربية وعربية وأمريكية تعمل إعلاميا وماليا على أن تصل نسبة العرب في التصويت لحزبهم الى 70 % او اكثر، فهلموا بجماهيركم وبكل حيثياتكم أفقيا ورأسيا لدعم القائمة المشتركة فنقضي على التصحر السياسي العربي وعلى مقاصد استبعادنا من الحياة السياسية الفاعلة ونزيح بالتعاون مع قوى اليسار المعتدلة قوى اليمين بعقولها الاسمنتية الفايكينجية ، وحبذا لو تعاونت اكثر المشتركة مع احزاب اليسار كميرتس وتتفق معهم في الخطوات المستقبلية ، تآلف ليس شرطا أن يكون بلوريا لهذه الدرجة إنما يتسم بقواعد المحافظة على خاصيتنا كوسط حي".

وبعد: ثمة نماذج سياسية للمهاجرين القدامى في القارة الأوربية تثير الإقتداء والتأسي، قد يصلح إستخدامها وتنميتها كخيار نوعي للأقلية العربية في البلاد. تستطيع من خلالها التأثير على القرار الحكومي وتحصيل الحقوق وإرساء الإنصاف في القدرات والفرص وتحجيم التباين في توزيع الموارد والمكانات، وهي نماذج بنيت وفق منهج عقلي عقلاني مرن، تستطيع التماهي يمينا فيسارا وتتمتع بحرية متطورة تتيح لها التحصيل والنيل بالمعنى الكيفي الوفر.
ما أعنيه عمليا هو تشكيل طبقة أكويكلود أو مجموعة ضغط سياسي أو نواة لولبية تشجع الحكومة على خدمة الأقلية العربية ورعايتها كما يجب بحسب قوانين الأمم المتحدة التي تكفل حقوق تمثيل معقولة للأقليات وتؤكد على تلبية رغبات الشعوب الاصلانية، أو كما يعرف سياسيا باللوبي، يمثل ما نسبتهم 20% من مواطني اسرائيل، تمثيلا حقيقيا نوعيا، وليس بالضرورة أن ينحصر في إتجاه واحد، وينغلق في دائرة إلتهابات ايدلوجية مفرغة، بل أن يكون حركيا اينما كانت المصلحة على سعتها، تواجد.

لسان نبضه يقول "إتفقنا لغاية محددة فعلام لا نتفق لأي مصلحة تصب في خدمة وسطنا"، استطرد بالقول: أن هذا الأمر بمفهومه الشامل الريث لا يعني التنازل عن مبادئك وهويتك بل تحافظ على خصوصيتك والتي لن يتأتى لك ترسيخها إلا بمراعاة موازين القوى واختيار النهج الممنهج الملائم، الذي يلبي تطلعاتك وطموحاتك وفق إشارة "هات وخذ".
ونحن - يقينا - تتوفر لدينا خصائص وصفات موحدة بإمكاننا استغلالها كأفراد في إطار مجموعة إحترافية تترابط في وحدة سياسية بمواصفات زمنية مكانية ولا ضير في تنوعها الفكري، على أن تنبذ أي تشتت فكري سياسي بالمفهوم الكمي الإنهزامي الإنتقاءي.
لتقريب الفكرة للأذهان هناك ما تسمى - القائمة المشتركة - وهي خليط حزبي يمثل اطياف الوسط العربي في إسرائيل، تستطيع هذه القائمة إن كانت مسلكيتها القبول بناء أرضية جذابة تستوعب كل الأطياف - وقد فعلت - وتمتلك آليات إقناع مع مراعاة الأولويات الشعبية المتطلعة للهم القانوني الإجتماعي المعيشي، وطرح رأي وتدعيم رؤية دون التصادم مع أي طرف حزبي بأي حال من الأحوال، وقراءة الخارطة السياسية بصورة متبصرة واعية، والتنبأ الحذر بهيكلية الظرف القادم، فإن كان إكس هو من سيشكل الحكومة فسأذهب وأجالسه ندا لند، وبالمنافحة والالحاح احيانا وبنظم المحاباة الذكية ، والإرتكاز على ثقل جماهيري صلب محدد سلفا ومعروفة قيوده وضوابطه وانضباطه السياسي ، أناقشه وفق ذلك.

فبعملية حسابية مجردة وبلا معايير إحصاءية دقيقه أو تعداد عددي متكامل، يستطيع العرب تحصيل 15 مقعد في الكنيست، وإستباقا للاحداث كتلة كهذه سيكون لها ضلعا محوريا مفصليا لحظة تشكيل الحكومة، وسنكون مدماكا خاميا في السياسة ويحسب حسابنا في عمق كواليس المسألة الحكومية، طبعا إن تمترست جهودنا خلف رأي واحد، أو بأقل القليل سنكون علي محك احتكاكي مع صناع القرار ونملك حظوة من النفوذ في أوساطهم ، وبمخزن الاصوات الذي نمتلكه نستطيع ابتزازهم لتحصيل رؤيتنا وتكريس قضايانا ، لأنهم يدركون جيدا أن " الوقت كالسيف " وسريعا ما ستمضي الاربع سنوات، فسيحتاطون لذلك ولن يألوا جهدا في منع إستلال غضبتنا وبالتالي خسارة الوياجيرجا العربية.
وللإستغراق أكثر: نحن البدو، تقديرا "برقم عفوي من عندي" نبلغ 100 ألف صوت، نستطيع كمثال الإقبال على القائمة المشتركة كرجل واحد، ونساومها من خلال من يمثلنا في نطاقها وبالوسائل المثلى، مع تبني توصيات محلية تواكب واقعنا المحلي: سنصوت كلنا لكم، ولكن عليكم بذل جهد للإصطفاف في الحكومة، لتقدموا لنا كيت وكيت، الإعتراف بالقرى، وقف عمليات الهدم، إيجاد أماكن عمل، مطالب حقيقية للمجتمع، ترسيخ علمي عملي للتجمعات السكانية، تحسين الظروف خدماتيا ثقافيا تنمويا صحيا أخلاقيا، حتى يسود المناخ الحضري العصري الآمن المطمأن في وسط الاحياء الكمبودية تلك.

السائد على الساحة اليوم طريقتان كلاهما يمتحان من نفس الخطأ، علاوة على تشابك العداوة بين كل طرف، الأول: يتشدق بالمقاطعة ولا يألوا جهدا في حث جماهيره على مقاطعة الإنتخابات وهو لحن - في حكم سريع - ينم عن جهل بالواقع وإنتظار غيبيات قد طالت وقصور أفق، فالمقاطعة لا تؤتي نضجها إلا إن كانت في كل مجال إجتماعيا مصرفيا سياسيا صحيا ثقافيا، وندرك أن هذه غير موجود، فكيف تقاطع وأنت يوميا تجوب دوائر الدولة الحكومية لتمضية أعمالك الشخصية.
والاخر الأخير، من ميلين: الاعضاء العرب وبغض النظر عن إيدلوجياتهم المختلفة وتصوراتهم، فوجودهم حتى اللحظة لا يعدو أكثر من زخرفة ديكورية لا تتعدى حدود منبر الكنيست " استطرد هنا أني قد أعرف بعضهم شخصيا ومقر بجهودهم وإخلاصهم لكن الواقع بالصورة التي كانت يتجلى بقسوة " وها هم ساعتك قد أفلحوا في نسج تكتل رائع بمزيج عربي وشراكة يهودية ونخشى بالمناسبة ان يكون أقصى حد لذلك 18 مارس على قاعدة تحالف فتخالف ، فنعودة مرة اخرى الى دوامة الصوملة والإحتراب والإحتزاب المنحرف . وكذلك في الميل المقابل : العرب المنبثقون عن الاحزاب الاسرائيلية ويدعون ان مساحات التاثير التي يملكونها جوهرية وأكثر دقة وهذا لعمري إستهلاك وهمي للعقول ! قلت : قد جربنا الأنماط الثلاث وتأكدنا ان وجودهم حيث يتواجدون، لا ينفلت قيد إظفور عن أن يكون شكليا ظاهريا صوريا عدديا ثانويا كوميديا لا يزدنا إلا تهميشا فوق تهميش وإنغماسا على إنغماس وإفلاس سياسي محض.

نحن اعزائي في حكم إحتدام الواقع ولا مفر لنا عن هذا الواقع وعلينا ان نتكيف معه بواقعية الإماكنيات والمتاح، يجب أن نواقعه بذهنية ذكية وشعورية واعية، ليس استتباع ناعم بل أخذا على مذهب هات وخذ.. وبهذا وعلى وجه السرعة ستتحول الأقلية إلى حس اوليغاريكي متنفذ له نفوذه وتأثيره على الملأ الحاكم...
ولكن ذلك لا يتاح إلا بنية صادقة سالمة تجتاز الخاص والخصوصية والانانية الى العام والعمومية، ومن ضيقة المصلحة إلى سعتها، ومن ثم نظرة ثاقبة على أساس الأجندة المجتمعية بعصبية كلية ليست ذات مطمع ومغنم لكرسي في البرلمان..
هذا الفكرة بحاجة الى تطوير وإمداد، لما لا وقد جربنا الطرائق الأدبية والتقليديات وإنعكاساتها وساهمنا مرارا بمقاعد فضية في الكنيست، فلما لا نجرب طيفا آخر في روعي أنه سيكون الركن الاساسي إن اردنا المساواة والعيش بكرامة.
في ضميري أن هذا البند بتفصيل أعرض هو أجود كفيل لهذا التقاطع، والعلامة الفارقة والصيحة المثلى ونقطة الإلتقاء والمرجعية الرحبة وضمانة التواصل مع صقور الدولة لهكذا غاية، سيكون معها مردود ذهبي تنموي يحقق لنا النضوج والنهوض، فإن كان هرتسوغ من سيشكل الحكومة فسأذهب لأتآلف معه بحنكة سيساية، وامده بثلاثة عشر مقاعد أخرى تنقص أو تزيد، وسأشارك كيمياءيا جسديا في الحكومة ..
عموما، الراهن الآني بمفاصلة الاخطبوطية غير كفيل بتطبيق هذه الرؤية والتي نفاها بعض الاعضاء في المشتركة، وقد يعتقد القارئ هذا ضربا من الاستهتار والاستغياب عن الواقع المصلحجي الذي يسبح في التيار، على أن كل ذلك لا يمنع من نشر هذه الفكرة كفكرة بديلة لا تتسع إلا امام تأويل واحد هو اننا سئمنا الواقع التقليدي الضبابي اللانصهاري واللانفصامي معا، ونحن بأمس الحاجة للقضاء على هذا الأمس ومقبلين ومتحمسين للمضي نحو خطوة جديدة نشطة أكثر تفاعلية تليق بالساحة السياسية المتضطربة معنى ومبنى !!

زهير ابن عياد- صحفي وكاتب - النقب 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.95
EUR
4.75
GBP
333973.34
BTC
0.52
CNY
.