مصطفى عبد الفناح في مقاله:
باستطاعتنا أن نكون قوة لا يستهان بها امام عدو شرس، باستطاعتنا بوحدتنا أن نرسل رسالة واضحة الى كل العالم
لماذا يشتد الصوت الذي يدعو الى مقاطعة الإنتخابات البرلمانية في هذه المرحلة التي نحن في اشد الحاجة الى الوحدة والى التكاتف والتعاضد ونبذ الخلاف والأختلاف الى ما بعد الإنتخابات؟
أفهم المبدئيين في عدم التصويت، أفهم أن ابناء البلد لا يصوتون من منطلقات مبدئية اساسية في رسالتهم الوطنية، أفهم وطنيتهم واشعر بها واعتبرهم ضمير أمه
لا افهم البراغماتيين والإنتهازيين والوصوليين الذين يرقصون في كل عرس يقاطعون لأنهم لم يستفيدوا من الكعكة على ما يبدو أو لأنه لم يبق لهم دورا يلعبوه فوجدو المقاطعة
هل يوجد اجمل وألطف وأروع من باقة ورد فلسطينية يمكن لخيال فنان أن ينسجها بكل الوان الطيف الفلسطيني، زهراتها تحوي المسلم والمسيحي الدرزي والأحمدي واليهودي ,السني والشيعي القروي والمدني والبدوي ،تحوي الجليلي والمثلثي والنقبي، تحوي الغني والفقير، يظللها هموم شعب منسوجه بتاريخه النضالي لتوحدنا، لنقدمها لشعبنا وللعالم حتى ولو كانت من على منصة الكنيست الصهيوني.
لماذا يشتد الصوت الذي يدعو الى مقاطعة الإنتخابات البرلمانية في هذه المرحلة التي نحن في اشد الحاجة الى الوحدة والى التكاتف والتعاضد ونبذ الخلاف والأختلاف الى ما بعد الإنتخابات؟
الم نكتوي بنار خلافنا واختلافنا سنين طويلة من المماحكات والنقاشات التي قسمتنا وفرقتنا حتى في ايامنا النضالية وغطت على قضيتنا واوجاعنا وانبتت الإنتهازيين والطفيليين احيانا ليقودوا شعبنا؟ فهل اصبح قدرنا أن لا نتفق على شيء؟!
أفهم المبدئيين في عدم التصويت، أفهم أن ابناء البلد لا يصوتون من منطلقات مبدئية اساسية في رسالتهم الوطنية، أفهم وطنيتهم واشعر بها واعتبرهم ضمير أمه، لي معهم نقاش في الطرح والأسلوب واختلف معهم في طرحهم، ولكني لا افهم البراغماتيين والإنتهازيين والوصوليين الذين يرقصون في كل عرس، يقاطعون لأنهم لم يستفيدوا من الكعكة على ما يبدوا، أو لأنه لم يبقى لهم دورا يلعبوه فوجدو المقاطعة.
نفس المقاطعين ونفس الأشخاص كانوا من اشد المتحمسين للتصويت في المرات السابقة، ما الذي تغير حتى يتغيروا؟ هل تعرفون واقع مجتمعنا الى اين وصل بسبب الإنتخابات التي مر بها سنين طويلة برلمانية ومحلية على حد سواء، قسمته طوليا وعرضيا قسمته الى عائلات الى فئات وقبائل والى نحل وملل واديان لها اول وليس لها اخر، ناقشنا في كل شيء الا في الأوضاع الحقيقية التي يعاني منها لأنها اخر ما يهمهم، المهم الوصول. اهذا ما نبحث عنه الآن، ولماذا المقاطعة إلا اننا لم نختلف هذه المرة فعلينا وضع العراقيل في الدواليب.
يقول المقاطعون ماذا عمل وماذا قدم اعضاء الكنيست؟ مجرد السؤال فيه الكثير من الإستخفاف بعقول الناس وفيه الكثير من العبثية في التفكير. قلي انت يا اخي ماذا تطلب منهم ليقدموه وباستطاعتهم تقديمه ولم يقدموه؟، ماذا كنت تتوقع منهم عمله ولم يعملوه. فكفانا استهتارا بعقول الناس.
أقول بصدق انني لم اكن مع توحيد كل القوائم العربية لما بينها من فروقات ايديولوجية عميقة ومن الأفضل ابقاء مجال للفرد أن يقرر طريقه على اساس من الفكر السياسي الواعي وليس المصلحي. ومن اجل ابقاء النقاش والحوار بين أبناء الشعب الواحد اكبر واوسع ومن اجل اعطاء المواطن الحرية الأوسع ليختار من يناسبه.
اما اليوم فأنني اشعر اننا نصنع تاريخا جديدا لشعبنا اننا نؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين ابناء الشعب الواحد، بغض النظر عن الأسباب التي ادت بنا الى الوحدة، ويحضرني هنا المثل الإنجليزي على ما اعتقد الذي يقول: "اذا لم تعمل ما تحب فاحب ما تعمل"، يكفينا يا اخي اننا نصلت الضوء على الوحدة، يكفينا أننا نرسل اشارات مضيئة لشعبنا في جميع مناطق تواجده خاصة في غزة والضفة أن توحدوا، باستطاعتكم فعل ذلك، رغم الخلاف بينكم رغم الإختلاف بينكم الا انكم تستطيعون فعل ذلك. اننا نرسل اشارات مضيئة الى جميع انحاء العالم العربي في قهره وتشرذمه وصراعه التناحري باستطاعتكم الوحدة والتوحد فنحن شعب واحد وامة واحدة.
باستطاعتنا أن نكون قوة لا يستهان بها امام عدو شرس، باستطاعتنا بوحدتنا أن نرسل رسالة واضحة الى كل العالم لا لبث فيها ان هذه الدولة ليست دولة اليهود بل دولتنا ايضا دولة كل مواطنيها اليس عملا جبارا أن نخرس كل المتطاولين على حقوق شعبنا ومن تسول له نفسه ان ينضم الى عنصريتهم المقيته في العالم اليس عملا جبارا أن نخرس اليمين الصهيوني الى الأبد ونلجم اليسار الصهيوني الى الأبد اذا توحدنا، أم أننا بحاجة الى المزيد من المناكفات والمشاجرات والتطاول احدنا على الآخر وتشويه صورة ديننا الحنيف بتلويثه وتشويه صورته الناصعة من اجل اشيائنا الصغيرة واهدافنا الغير معلنة ونجعله مطية دائمة بيد الغرب للسيطرة علينا الى الابد كفانا لعبا بالنار، تعالوا معا لنخوض التجربة حتى نهايتها، ان نستخلص منها كل ما اردنا إن نجحت سنستمر وإن فشلت فقد خضنا تجربة.