الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:02

الإسلام دولة ودين/ بقلم: عمر أبو جابر

كل العرب
نُشر: 23/02/15 16:17,  حُتلن: 07:49

عمر أبو جابر في مقاله:

هل من مصلحة بعض العرب الذين يتطرفون للعروبة أن يصروا على فكرتهم التي تزعم أن الاسلام ليس ضرورة من ضرورات الامة العربيه في الحاضر والمستقبل؟

معتنقو هذا الاتجاه من هؤلاء لا يخرجون عن كونهم اما جهلاء بمبادئ الاسلام وروحه حتى ولو كانوا يحملون الشهادات العالية ولكنهم لا يعرفون عن الاسلام شيئا

إن الذين يفهمون أن الاسلام عقيدة مادية تنطبق عليها المعايير والاسس المادية كما تنطبق على الاسس الوضعية مخطئون كل الخطأ او مغرضون كل الغرض او جاهلون بالاسلام كل الجهالة

ما من مسلم يستشعر قلبه روح الاسلام يمكن أن يمد ويدعم اراء ونهج المستعمرين ويقدم لهم عونا بأن يجعل نهجهم تقدما ويدعو لذلك دون الاسلام

هل من مصلحة بعض العرب الذين يتطرفون للعروبة –وللعروبة فقط – أن يصروا على فكرتهم التي تزعم أن الاسلام ليس ضرورة من ضرورات الامة العربيه في الحاضر والمستقبل؟؟

أظن أن الجواب واضح وبسيط لكل ذي عقل ووجدان، وهو أن هذا الاتجاه في التفكير خطأ فاحش لا يستفيد منه غير المستعمرين والشعوبيين واصحاب المبادئ الهدامة من اعداء العرب والاسلام على حد سواء. ولست اشك مطلقا، أن معتنقي هذا الاتجاه من هؤلاء لا يخرجون عن كونهم اما جهلاء بمبادئ الاسلام وروحه، حتى ولو كانوا يحملون الشهادات العالية، ولكنهم لا يعرفون عن الاسلام شيئا ولم يملأ نور الاسلام الصحيح فراغ ادمغتهم، فالتجأوا الى المبادئ الوافده شرقية او غربيه ليملؤا هذا الفراغ. او انهم مغرر بهم، اعتنقوا اراء اعداء العرب والاسلام وهم لا يقدرون خطرها على حاضر امتهم ومستقبلها.

إن الذين يفهمون أن الاسلام عقيدة مادية تنطبق عليها المعايير والاسس المادية كما تنطبق على الاسس الوضعية، مخطئون كل الخطأ او مغرضون كل الغرض او جاهلون بالاسلام كل الجهالة. والذين يفهمون ان الاسلام عقيدة روحية لا صلة لها بالمادة ولا بالحياة ،تتصل بالرؤى والمعجزات والخوارق، مخطئون كل الخطأ او مغرضون كل الغرض او جاهلون بالاسلام كل الجهالة. ان الاسلام في صميمه عقيدة ترتكز على المادة كما نرتكز على الروح، فهو دنيا واخرة، سيف وكتاب ، جسم وروح، دولة ودين ، سياسة وتبتل، ايمان بالعمل المادي من اجل الدنيا، وايمان بالعمل الروحي من اجل الاخرة .. ايمان بالحياة وايمان بالغيب… والذين يغرقون في مجاولاتهم جعل الاسلام عقيدة مادية من عقائد القرن العشرين ، ينسون ان العقائد المادية للقرن التاسع عشر والقرون السابقة الاخرى، اصبحت متخلفة في هذا القرن ، وان المبادئ المادية لهذا القرن ستصبح متخلفة في القرن الواحد والعشرين والقرون التالية الاخرى. فاذا زعم هؤلاء انهم يحسنون صنعا الى الاسلام في محاولاتهم هذه بجعلهم الاسلام عقيدة (تقدمية) ، فعليهم ان يعلموا انهم بهذا يسيئون اليه أبلغ الاساءة لأن محاولاتهم هذه ستجعل الاسلام عقيدة (رجعية) في القرون القادمة… وهيهات !!!

والذين يغرقون في محاولاتهم جعل الاسلام عقيدة روحية، كله خوارق ومعجزات ومغيبات يتجاهلون روح الاسلام كما ورد في القران الكريم وفي السنة النبوية المطهرة وفي التطبيق العملي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة اصحابه من بعده وحياة السلف الصالح بصورة عامة. ان الاسلام كفاح لا يهدأ، وجهاد لا ينقطع، واستشهاد في سبيل الحق والعدل والمساواة، فهو يبدأ في ضمير الفرد وينتهي في محيط الجماعة، وهذا من اسرار خلوده: مادة وروح، يسيطر عليه روح المسجد الذي هو محل للعبادة ومدرسة للعلم. إنه لا يقتصر على همهمة الادعية وطقطقة المسابح وتمتمة التعاويذ، واتكال على ان تمطر السماء على الارض صلاحا وخيرا وحرية وعدلا، وما كانت السماء لتمطر شيئا من هذا كله، وما كان الله سبحانه وتعالى لينصر قوما لا ينصرون انفسهم ولا ينفذون اوامره. انه ما من مسلم يستشعر قلبه روح الاسلام، يمكن ان يمد ويدعم اراء ونهج المستعمرين ويقدم لهم عونا بان يجعل نهجهم تقدما ويدعو لذلك دون الاسلام، انه ما من مسلم يستشعر قلبه روح الاسلام، يمكن ان يدع الطغيان والمظالم والعسف السافر يدب على هذه الارض ويستعبد الناس وقد ولدتهم امهاتم احرارا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.