وديع عواودة في مقاله:
تتعدى منافع "المشتركة" شطب العربية من إسمها ليس أمرًا مهمًا
وحدة الأحزاب العربية هي البداية وليست النهاية وتجنيد المصوتين (760 ألف مصوت عربي) ليست بكبسة زر
تستحق "المشتركة" أن نلتف حولها بقوة رغم كل الحديث عن الدوافع الحقيقية المثالب والتحفظات مما إعترى تركيبها فإنجازها عمل هام بحد ذاته
مجرد مشاركة العرب في إسقاط حكومات ينطوي على فوائد معنوية فريدة لأقلية قومية تسعى لتنظيم نفسها وتنجيع أدواتها وتعزيز نضالها البرلماني كرافد لجانب النضال الميداني
حتى الآن يتم تناقل الحديث عن أموال أمريكية ربما تبلغ مليوني دولار ومن حق الجمهور العربي أن يعرف من الممول وحجم التمويل وبواسطة من ستنقل ولماذا تم اختيار شركة بعينها للقيام باستطلاع واسع ومكلف دون عطاء؟
إخترنا "تايتنيك القائمة المشتركة" عنوانًا صاخبًا للمقال السابق ليس تنبؤًا بنتيجة حتمية للانتخابات بل للتنبيه من احتمال وقوعها. جاء ذلك قرعًا للخزان مبكرًا لئلا يموت المريض رغم نجاح العملية - الولادة المتعسرة ولتأخر الحملة والفعاليات الانتخابية الميدانية ولعدم استغلال الاتفاق الانتخابي التاريخي للتأثير على وعي جمهور الهدف وترجمته انتخابيا لاحقا. وحدة الأحزاب العربية هي البداية وليست النهاية وتجنيد المصوتين (760 ألف مصوت عربي) ليست بكبسة زر فاستطلاعات رأي سرية تفيد بأن نسبة تصويتهم ترتفع من 56% في انتخابات 2013 إلى 60 % هذا الأسبوع. وهذا سبب آخر للتشكيك باستطلاعات رأي إسرائيلية تمنح "المشتركة" اليوم وقبل بدء الحملة الانتخابية 13 مقعدا وهذه من شأنها أن تكون مضللة ومخدرة، وأصلا الاستطلاعات هي كالعطر استنشاقه حلو وابتلاعه مسمم.
مال أمريكي
وهذه فرصة للتحذير من الركون لأموال يهودية- أمريكية ستنفق على تشجيع العرب لممارسة الحق بالتصويت. أكثر من مشكلة تكمن في المال السياسي الخارجي لكن على الأقل لابد من التزام الجهات المعنية بالشفافية. (جفعات حبيبة، جمعية مساواة، وصندوق إسرائيل الجديد وبعض الناشطين). حتى الآن يتم تناقل الحديث عن أموال أمريكية ربما تبلغ مليوني دولار ومن حق الجمهور العربي أن يعرف من الممول، حجم التمويل وبواسطة من ستنقل ولماذا تم اختيار شركة بعينها للقيام باستطلاع واسع ومكلف دون عطاء؟
بدون ذلك ستعود الحملة كيدًا مرتدًا على القائمة المشتركة في ظل مخاوف انتشار لغط ومبالغات وزيادة الشكوك والتساؤلات عن حقيقة الفائدة والمستفيدين. كنت من أولئك الذين تم دعوتهم بمشاركة إعلاميين آخرين وممثلين عن كل الأحزاب العربية للاجتماع الأول مقر مركز مساواة في حيفا ولم نكن نعرف شيئا عما يحدث وعما سيجري سوى "الرغبة بالمساهمة بإنجاح المشتركة إعلاميا" . وهكذا في اجتماع آخر في الناصرة لكن المواضيع المتعلقة بالدعم المالي الخارجي ظلت محاطة بالغموض رغم أسئلة متكررة لمشاركين ما دعا بعضهم للتحفظ والابتعاد لاحقا عن هذا النشاط. بين هذا وذاك لا يكفي "المشتركة" الاعتماد على هذه الحملة المدعومة من الخارج على غرار حملة "الأهالي" في انتخابات 1999 التي هدفت تغليب كفة براك على نتنياهو
أيمن عودة
كان وسيبقى تحقيق النتائج المشتهاة بالكد والجد وبعمل ميداني وإعلامي جماعي منسق يحمل رسائل قوية وواضحة ومقنعة. من جهته يطمئن رئيس القائمة المشتركة المحامي أيمن عودة بالتأكيد أن توافق الأحزاب العربية أفضل مما توقع مؤكدا على أن الحملة الانتخابية للمشتركة ستنطلق بعد أيام قليلة وبقوة. ويتابع "كنا بطيئين نسبيا لأننا نريد إرساء أسس قوية للقائمة المشتركة.. البداية بطيئة متأنية كي تكون الانطلاقة قوية والمسيرة ". نأمل أن لا تتأخر الحملة وأن تكون فعالة وناجعة فعلا.
تستحق "المشتركة" أن نلتف حولها بقوة رغم كل الحديث عن الدوافع الحقيقية، المثالب والتحفظات مما اعترى تركيبها فإنجازها عمل هام بحد ذاته. تتعدى منافع "المشتركة" (شطب العربية من اسمها ليس أمرا مهما) " زيادة تمثيل العرب البرلماني وتعزيز قدرة نوابهم على المناورة وتحصيل مكاسب وحقوق مدنية على غرار حقوق اكتسبت بفضل " الكتلة المانعة " عام 1992. لا شك أن فوز " المشتركة " بالمرتبة الثالثة داخل الكنيست يعني زيادة هيبة كيانهم السياسي وتمكينهم من استغلالها فرصة لفرض أنفسهم بقوة على الحلبة السياسية في إسرائيل والدفع نحو إجبارها على التعامل معهم بجدية أكبر في إطار لعبة سياسية جديدة. وتزداد الأهمية الفعلية والنفسية المؤثرة على الوعي الذاتي ووعي الآخر الإسرائيلي في حال بلغت المشتركة 15 مقعدا.
يهودية الدولة
حتى لو لم تساهم في إرسال اليمين بقيادة نتانياهو للمعارضة فهي لا شك أخطر رد للمجتمع العربي على "يهودية الدولة " فمثل هذا التطور السياسي الحقيقي ( لا اللفظي الشعاراتي فحسب ) ينال فعليا من محاولات الدولة تكريس طابعها اليهودي وهذه هي لبنة أساسية في مسيرة تغيير ملامح وهوية الدولة. إن مجرد مشاركة العرب في إسقاط حكومات ينطوي على فوائد معنوية فريدة لأقلية قومية تسعى لتنظيم نفسها وتنجيع أدواتها وتعزيز نضالها البرلماني كرافد لجانب النضال الميداني. حول تأثير "المشتركة" على الصعيد الفلسطيني العام هناك ما يقال في مقال قادم ولكن يبقى نيل المطالب بالتمني !(يتبع)..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net