حسن أحمد أسدي  في مقاله:

لا أمانع من وجود قائمة عربية مشتركة ولكن لتكن "مشتركة" بالفعل وأعني بذلك أن تضم ممثلي جميع الأحزاب العربية "القديمة منها والجديده

منذ أكثر من 15 عامًا أقيمت قائمة مشتركة بين الحزب الديمقراطي العربي والحركة الاسلامية ومن ثم انضم إليها الحزب القومي العربي ومن ثم الحركة العربية للتغيير

التمثيل السياسي الحقيقي للقائمة المشتركة يكون بإشراك هذه القوائم التي ساهمت في توحيد صفوف عرب الداخل منذ ذلك إلى الآن وليس بتجاهلها وإقصاء مثل هذه الشخصيات المحنّكة سياسيًا

لقد باتت نيّتهم واضحة تمامًا قبل تشكيل هذه القائمة وذلك حين شاهدنا "ملحمة الجبهة" وغرور "الحركه الاسلامية" ومبالغتها في تقييم نفسها عدا عن الخلافات الداخلية فيما بينهم حول "تقسيم الورث بالكراسي" الذي إنتهى بترشيح أحمد الطيبي في المقعد الرابع

إقصاء أحزاب وشخصيات مهمة مثل محمد حسن كنعان وطلب الصانع ود.حنا سويد من هذه القائمة ووجود من أثبتوا فشلهم في السنوات الأخيرة في الكنسيت أمثال غنايم وأبو عرار ودوف حنين وغيرهم هو مهزلة تاريخية وليس إنجازًا

سمعنا في الأمس عن تكوين قائمة عربية مشتركة لجميع الأحزاب واعتبرها البعض "خطوةً تاريخيّة" وإنجازًا سياسيًا مهمًا، في ظل هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد من عنصرية ومضايقات من اليمين المتطرّف. رأيت من الواجب أن أوضح بعض الأمور التي يجهلها الكثير وأن أضع النقاط على الحروف لكي نتمكن من قراءة هذه التمثيلية السياسية العجيبة بالشكل الصحيح!

لا أمانع من وجود قائمة عربية مشتركة، ولكن لتكن "مشتركة" بالفعل، وأعني بذلك أن تضم ممثلي جميع الأحزاب العربية "القديمة منها والجديده، فمنذ أكثر من 15 عامًا أقيمت قائمة مشتركة بين الحزب الديمقراطي العربي (برئاسة طلب الصانع) والحركة الاسلامية، ومن ثم انضم إليها الحزب القومي العربي (برئاسة محمد حسن كنعان) ومن ثم الحركة العربية للتغيير (برئاسة احمد الطيبي)، وقد إنضم التجمع في فترة إليها ولكنه إنسحب في وقت لاحق.

إن التمثيل السياسي الحقيقي للقائمة المشتركة يكون بإشراك هذه القوائم التي ساهمت في توحيد صفوف عرب الداخل منذ ذلك إلى الآن وليس بتجاهلها وإقصاء مثل هذه الشخصيات المحنّكة سياسيًا (على الأقل أكثر من الذين هم في القائمة الآن). فبعد أن نجحت القائمة الموحدة طوال هذه السنوات في حصد أصوات الناخبين أصاب الغرور ممثليها، أمثال الحركة الإسلامية والعربية للتغيير معتقدين بأنّهم حصدوا كل تلك الأصوات في هذه الفترة بجدارتهم وكفاءاتهم الفردية، ونسوا من كان لهم الفضل في ذلك والذين لم "يقاتلوا" من أجل الجلوس على مقاعد الكنيست بل كان همّهم هو وجود قائمة موحدة والعمل كحزب واحد بغضّ النظر عن الترتيب في القائمة.

عدا عن ذلك، لقد باتت نيّتهم واضحة تمامًا قبل تشكيل هذه القائمة وذلك حين شاهدنا "ملحمة الجبهة" و غرور "الحركه الاسلامية" ومبالغتها في تقييم نفسها، عدا عن الخلافات الداخلية فيما بينهم حول "تقسيم الورث بالكراسي" الذي إنتهى بترشيح أحمد الطيبي في المقعد الرابع، مع أنه من أكفئ رجال السياسة في البلاد بدون أي مقعد آخر لحزبه النّشِط من العشر الأوائل وأن تحوز المغرورتان على أغلب مقاعد القائمة. كما وأنه بمجرد رؤية هذا التقسيم المضحك للمقعد الثاني عشر والثالث عشر (سنتين لهذا وأخرى لذاك) يتّضح لنا أن الإتفاق الأهم كان بالنسبة لهم هو التنافس على المقاعد والمنصب أولًا كما لو أننا قبائل مختلفة، ولا شك أنها أعادت بمخيّلتي ما يحدث عادةً في إنتخابات السلطات المحلية في أغلب القرى العربية من تقسيم للوظائف والمناصب لإرضاء كلّ من مرشحي العائلات وأصحاب المصالح المشتركة!!

أظنُّ أن إقصاء أحزاب وشخصيات مهمة مثل محمد حسن كنعان وطلب الصانع ود.حنا سويد من هذه القائمة، ووجود من أثبتوا فشلهم في السنوات الأخيرة في الكنسيت (أمثال غنايم وأبو عرار ودوف حنين وغيرهم)، وعدم كفاءتهم لمثل هذه المناصب هو مهزلة تاريخية وليس إنجازًا! فهذه الشخصيات "تسللت" إلى الكنسيت بفضل القائمة العربية الموحدة (كيف بقولوا: "طلعوا ترمب")، ولنذكر أن الحزب القومي العربي والحزب الديمقراطي اللذّين يتمّ استثنائهما الآن هما من أهم أسُس إنجاح الوحدة العربية في الوقت التي فضّلت فيه أحزاب عدّة (مثل الجبهة) عدم الإنضمام إلى هذه القائمة الموحدة! ولكم حرية الرأي.

دير الأسد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net