الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

زواج المتعة: تمت الخطوبة والاتفاق على الزواج لكن لم يحدد الموعد / وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 03/01/15 16:25,  حُتلن: 21:38

وديع عواودة في مقاله: 

تدفع نسبة الحسم بالأحزاب العربية نحو زواج سياسي في قائمة مشتركة على غرار زواج ليفني – هرتسوغ حتى الآن تمت الخطوبة وتم الإتفاق على الزفاف لكن لم يحدد موعده ولم توزع البطاقات للمدعوين بعد.

القائمة المشتركة برئاسة بركة صيد حزبي ثمين وتاريخي للجبهة يصعب عليها رفضه (وبدونها سيبقى على قراره بالتنحي) وهذه اسباقية تساعد زحالقة داخل التجمع

من أبرز هذه النقاشات ما يدور حول رغبة بركة وزحالقة بالاستمرار رغم مصاعب وعقبات دستورية دفعت زميلهما إبراهيم صرصور لخارج التمثيل البرلماني

إنتخابات الكنيست (2)

تدفع نسبة الحسم بالأحزاب العربية نحو زواج سياسي في قائمة مشتركة على غرار زواج ليفني – هرتسوغ. حتى الآن تمت الخطوبة وتم الإتفاق على الزفاف لكن لم يحدد موعده ولم توزع البطاقات للمدعوين بعد. هذا ليس تفضيل العام على الخاص. هذا هو الخوف من السقوط عن سطح الكنيست. ليس فقط، فمصلحة رئيس الجبهة محمد بركة ورئيس التجمع جمال زحالقة التقت فكليهما بحاجة لثلثي مصوتي مجلسي الجبهة والتجمع صاحبي القرار للانطلاق نحو ولاية جديدة في البرلمان. لم يلتق الرئيسان على رئاسة المتابعة وعلى كثير من القضايا لكن مصالحهما تتقاطع اليوم. حتى اليوم لم يعلن بركة عودته عن قراره بالتنحي لكن مقربين منه يسعون لتلبية رغباتهم ورغبته بالأساس وعلاوة على صمته فقد ألمح لها قبل أيام بمباركة مشحونة ومبطنة في الفيسبوك: " أتمنى لكم غَداً مُحَمَّداً وبالاً سعيداً وسَنَةً كُلُّها بركة …".

بركة وزحالقة
القائمة المشتركة برئاسة بركة صيد حزبي ثمين وتاريخي للجبهة يصعب عليها رفضه( وبدونها سيبقى على قراره بالتنحي ) وهذه اسباقية تساعد زحالقة داخل التجمع.
في ظل تحالف باسل غطاس وواصل طه (خصما الأمس) عليه تحت مطلب "التغيير" وسكوت حنين زعبي تبدو مهمة جمال زحالقة بالبقاء رحلة جبلية صعبة. وتزداد صعوبة لأنه من الصعب تصديق مزاعم باسل بأن دعوته لجمال بالتنحي كلها من بنات أفكاره ومحلية الصنع وهذا ذو معنى بالنسبة للانتخابات الداخلية.

فقدان " العدو " الخارجي
الوجه المنير بالحالتين وجود حزب له مؤسسات تعمل بالحسم الديموقراطي لا حالة قادة يملكون أحزابا. هيمنة خطاب الوحدة والتحالف بين الأحزاب أوقف التراشق التقليدي بينها ما ساهم في تفجير منافسات ونقاشات موضوعية وشخصية داخل كل حزب وهي مرشحة لأن تشتد بسبب فقدان " الخصم الخارجي". من أبرز هذه النقاشات ما يدور حول رغبة بركة وزحالقة بالاستمرار رغم مصاعب وعقبات دستورية دفعت زميلهما إبراهيم صرصور لخارج التمثيل البرلماني. ويسجل لصرصور احترامه للدستور كما لعبد المالك دهامشة من قبله ومعه حنا سويد.

الشخصيات والأدوات
الجمهور الواسع بشكل عام يرغب بالوجوه الجديدة وبحق لا سيما أن المخضرمة لم ترع مشروعا كبيرا يحتاج لسنة إضافية أو أكثر. هذا الجمهور وبالذات الجبهوي أدرك انهيار نظرية عدم وجود بديل لفلان وتعلم درسا من انتخابات الناصرة ومن تجربة رامز جرايسي الذي يبدو أنه لم يذوّته بنفسه كما يتجلى بدعمه لبركة ولفكرة التمديد بخلاف حنا سويد المؤيد للتغيير. الجمهور الواسع يحفظ للمخضرمين حقوقهم لكنه يبحث عن تغيير في اللغة والخطاب ووسائل نضالية تآكلت وتكلست، في البرلمان وخارجه. تغيير بالأدوات لا الشخصيات فحسب.

أسرار الطيبي
ويسأل السؤال لماذا يطلب تنحى بركة ويبقى الطيبي وكلاهما دخلا الكنيست عام 1999 ؟ الطيبي لا يملك بعد حزبا مكتملا بمؤسساته وأذرعه التنظيمية واللوجستية . لكن هناك وجه آخر للعملة وربما يسّدد الطيبي ثمن هذا الفقدان الحزبي. من يعيش بين ظهراني شعبه يدرك أن استطلاعات الرأي تعكس فعلا تصاعد شعبية الطيبي بين الناس. مرد هذه الشعبية جملة أسباب منها إتقانه لعبة الإعلام لغتها وفنونها وألاعيبها، إطلالته المريحة، قدراته البيانية وقيامه بـ " فشة خلق " نيابة عن الجمهور بتهكمه ومواجهته عنصريين يهود. وهناك سبب مهم آخر، سيعتبره هو الأهم، يتعلق بالمضمون فشعبيته رسالة سياسية من الجمهور بضرورة التوفيق بين القومي والمدني رغم بل بسبب المد الفاشي في إسرائيل. وهذه توليفة أحسن إنجازها بمزجه أفكارا للجبهة والتجمع معا . ويستحق الطيبي اليوم انتخابيا مقعدين مضمونين في قائمة مشتركة. بيد أن هذا غير مضمون نتيجة ما ذكر لا سيما أن شعبيته بعثت غيرة إخوته وزملائه. الطيبي يدرك ذلك كما ألمح بتلميح غليظ في واحد من تعليقاته في الفيسبوك " أنا يوسف يا أبي ". في ظل عدم وجود اختلافات سياسية تبقى مسألة استكمال المحاصصة والتوافق العقبة الأهم بعد موافقة الحزب (والجبهة كما يتوقع الليلة) ولجنة الوفاق يعطيها العافية تعمل على ذلك.

تاريخنا البرلماني فيه الكثير من نماذج الزواج السياسي التي يمكن استنساخها بصورة موسعة أكثر(الجبهة- التجمع 1996، التجمع- الحركة العربية للتغيير 1999، الحركة الإسلامية- الحركة العربية للتغيير والحزب العربي 2003). أما مشكلة التعددية فهي غير قائمة لأن القائمة المشتركة لن تكون سوى قائمة تقنية، قارب تجتاز فيه الأحزاب نهر نسبة الحسم. بصرف النظر عن الدافع الحقيقي للقائمة الموحدة فهي تلبي رغبة الشارع المتعطش لخوض هذه التجربة والأهم ضمان تمثيل أكبر في مرحلة حساسة وأهميتها تتعدى جدران الكنيست ومن شأنها الإسهام بتنظيم المجتمع العربي من جديد. ولا بأس من دمج شخصية يهودية غير صهيونية عدا ممثل الجبهة فيها كي لا تكون فزاعة يستغلها اليمين. للحديث تتمة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
289449.26
BTC
0.52
CNY
.