محمد كناعنة في مقاله:
الجَميع يُجمع على أنَّ لجنَة المُتابعة هي القيادة السياسية الوَطنية للعرب في البلاد وعندَ عُقدَةِ الرئاسة تَعلَمونَ ماذا حَصَلَ للنَجار سِجالٌ ورِغالٌ وأبا رُغال يتلاعَبونَ بمصيرِ كَوكَبِ المُشتَري فهُنالكَ من يَبيع ومَن يَشتَري
غَنى الحادي بالوادي وكانَ القَولُ الفَصلِ للنِتن ياهو انتخابات مُبَكّرة في آذار حتماً هو قَد تآمَرَ مع الموساد والشاباك وال C I A حتى يَمنَعَ تَطوراً بُنيوياً هائلاً بمُستوى الانفجار العَظيمِ مع بَدءِ الكينونةِ وألغيَت عَفواً أجلَت الإنتخابات الرِئاسية
فتاوى على الشمالِ وعَلى اليَمين تُحَرّم مُعايَدَةَ إخوَتنا المَسيحيين في أعيادِهم عُذراً فَهُنالكَ من يُعيبُ عَلينا استعمال مُصطَلَح إخوَتنا المسيحيين أو الدروز طبعاً هذا ليسَ من باب عُنصري وإنَّما زيادة في الانفتاح والإنتفاخ الديمقراطي
آخَر يُعيبُ علينا نحنُ المُسلمون من التزاحُمِ بجانبِ شَجرَةِ الميلادِ فَهَل تَخرُج من وراءِ شاشةِ حاسوبِكَ يا مُتَعلّم وتُساهِم في جَسرِ هوَّةِ التَفرِقَةِ وَتُساهِم في الحَدِّ من سَيرورةِ التشويهِ الجاريَةُ
ماذا يختَلِف هذا عن صاحبِ فَتاوى التَحريمِ ولِماذا لا يُحَرّمون هؤلاء التَصويت للكنيست الصَهيوني أو حتى للأحزاب الصَهيونية ومِنهُم مَن وَصَفَ إمامَ مَسجِد بِسَبَبِ مُعايَدتهِ للمسيحيين بعيد الميلاد من عَلى منبر المَسجِدِ بالشيخ الخوري بهَدَفِ الذَمِ فَوالله إنَّهُ لَشَرفٌ لَكَ أيُّها الشَيخ مثلَ هذا الوَصف
سَألَتْ سَيّدَة أرستُقراطيَة مُتصابِيَة "برنارد شو" الكاتِب العالمي الساخِر:
كَم تُقدِّر عُمري؟
وَبعدَ لَحظة مِنَ الإستغراق في التَفكير أجابَها قائلاً :
مَن نَظرَ إلى قُوامِكِ المَمشوق ظَنكِ إبنة ثماني عشرة،
وَمَن نَظرَ إلى عَينيكِ العَسَليَتين ظَنكِ إبنة عشرين،
وَمَن نَظرَ إلى شَعركِ الكَستَنائِي ظَنكِ إبنة خَمس وعشرين.
فَأعادَت سُؤالَها بَعدَ أن أطرَبَها ما سَمِعَت: وَلكِن قُل بِصِدق كَم تَظُن أنتَ عُمري؟
أجابَ شو : إنًَّهُ مَجموع هذا كُلِّه.
------------------------------------
ليسَ هُنالكَ أي علاقة بينَ طُرفَةِ برنارد شو هذه وما أريد أن أذهَبَ إليهِ في رؤيتي لواقعٍ نحياهُ بِصَمتٍ رهيب، رغمَ كُلِّ الضَجيج حَولَنا، ورغمَ زحمَةِ السيرِ في طُرقاتنا وشوراعنا من المدينةِ إلى القَريةِ، في الأحزابِ والمؤسَّساتِ والحركاتِ الوطنيَّة منها، وعلى رأسِها رأسُ الهَرمِ المُفتَرضِ، ما يُسمى بلجنةِ المُتابعَةِ العُليا لِشؤونِ المواطنينَ العَربِ في البلاد - وبالأصَحِ في إسرائيل - ويأتي هذا التَوضيح لِأرفَعَ عَني عِبءَ المُساءَلة والمُراجعة، ورميِ التُهَم عَلَيَّ بأنَّني سَوداويُ النَظرةِ والرؤيَةِ ومعمِيٌ عَن البَصَر وفاقِدٌ للبَصيرَةِ، كُلٌ منكُم يَقرَأ برنارد شو بحَسبِ ما يهوى، ولكن عُذراً مِنكُم فَأنا لا أُقرَأ إلاَّ بالنَوايا، وما أسوء النوايا خاصَّة إذا كانَت حَسَنة، فَبِها تُفرَشُ الطَريقُ إلى جَهَنَّم .
هاكُم بعضَ ما عندَي وعندَكُم، فالحيرَةُ سَيّدَةُ المَوقفِ الآنَ، والسَبَب تَزاحُم الأفكار وهي حتماً من بناتِ الزحمَة العامّة التي نحياها، حتى إلى أفكارنا وَصَلَت أزمَةُ الزحمة وقد تَصلُ إلى حَدَّ الصِراعِ بينها على أحقيَةِ المُرورِ إلى درَجةِ الطَعنِ أو إطلاقِ النارِ فيما بينها، بالتَخوينِ والتَكفيرِ والتَشويهِ، وبماذا تَختَلفُ أفكارُنا، حينَ تَتَزاحَمُ، عن أبنائنا حينَ يَتزاحَمونَ بِسياراتهِم في شارِعِ المَدرَسَةِ، أو في أزقّةِ جَنّاتِ عَدنٍ، وهل تَختَلفُ عن قياداتِ المُتابَعَةِ حينَ تَتَزاحَمُ على الكُرسِي، مَن سَيجلِس قَريبًا منَ الرَئيس، والأمرُ لا يَتعَلّق بالكَعكة فهذه مَأكولَةٌ سَلَفًا، وإنَّما في الأَمرِ صورة وخَبَر و"إيغو" غارِقًا في مُستَنقَعِ حَرب الاستِنزاف تُدارُ على أكتافِ الناسِ وهمومِهم، حَربٌ لا ناقَةَ للناسِ فيها ولا بَعير ولكِنَّهُم يَبحَثونَ عَن عَدوٍ يُحارِبونَهُ وَإن كانَ مُجَرَّدَ وهمٍ .
الجَميع يُجمع على أنَّ لجنَة المُتابعة هي القيادة السياسية الوَطنية للعرب في البلاد، وعندَ عُقدَةِ الرئاسة، تَعلَمونَ ماذا حَصَلَ للنَجار، سِجالٌ ورِغالٌ وأبا رُغال، يتلاعَبونَ بمصيرِ كَوكَبِ المُشتَري، فهُنالكَ من يَبيع ومَن يَشتَري، ولا أتَّهمُ أحَدًا لا سَمحَ الله بسوءٍ، ولكن هذا واقعُ السوقِ، وعلى قاعِدةِ العَرضِ والطَلَب، واختَلَفنا فافترقنا، وغَنى الحادي بالوادي وكانَ القَولُ الفَصلِ للنِتن ياهو، انتخابات مُبَكّرة في آذار، حتماً هو قَد تآمَرَ مع الموساد والشاباك وال C I A حتى يَمنَعَ تَطوراً بُنيوياً هائلاً بمُستوى الانفجار العَظيمِ مع بَدءِ الكينونةِ، وألغيَت، عَفواً أجلَت، الإنتخابات الرِئاسية، والحمد لله بأنَّ الحرب الأهلية لَم تَنشُب بسبب هذا القَرار ولكِنَّنا لَم نَنجُ من الذَبحِ على الهُويةِ.
فتاوى على الشمالِ وعَلى اليَمين تُحَرّم مُعايَدَةَ إخوَتنا المَسيحيين في أعيادِهم، عُذراً، فَهُنالكَ من يُعيبُ عَلينا استعمال مُصطَلَح إخوَتنا المسيحيين أو الدروز، طبعاً هذا ليسَ من باب عُنصري وإنَّما زيادة في الانفتاح والإنتفاخ الديمقراطي، هُم إخوتنا ونحنُ إخوتَهُم، نحنُ المَسيحيون ونحنُ المُسلمون ونحنُ الدروز ونحنُ العلمانيون ونحنُ المؤمنون ونحنُ ونحنُ ونحنُ ... إخوة بالوَطن وبالإنسانية وبالقَومية وبالحياة وبالإخُوَّة، ولا حَرج من أن تُنادي أخاكَ بأخي يا أخي ..
وآخَر يُعيبُ علينا، نحنُ المُسلمون، من التزاحُمِ بجانبِ شَجرَةِ الميلادِ، فَهَل تَخرُج من وراءِ شاشةِ حاسوبِكَ يا مُتَعلّم وتُساهِم في جَسرِ هوَّةِ التَفرِقَةِ وَتُساهِم في الحَدِّ من سَيرورةِ التشويهِ الجاريَةُ على قَدَمٍ وحاسوبِ ومَدرَسَةِ وَمأذَنَةٍ وكَنيسَةٍ ونادٍ حِزبيٍ وحَرَكِيٍ، وَبتمويلٍ عابرٍ للدياناتِ والطَوائِف، بينَ غارَتَينِ من جَبلِ سيخ إلى بَغدادَ، هذا المَشهَدُ منَ التَزاحُمِ بجانِبِ شجرَةِ الميلادِ هو نوع منَ التَضامُن والتَعاضُد مع إخوَتنا المَسيحيين، وهكذا نجِد "المُثَقَّف" غائباً عَن مَشهَدِ تَفَكُك المُجتَمع وبَدلاً من أن يُعمِلَ مِعوَلَُهُ في البناءِ والتغيير نَجِدَهُ يَجلِسُ خلفَ فيس بوكهِ غارقاً في بُرجِهِ العاجي العالي، ويَسخَر منَ الناس البسيطة التي تقوم بدورِها التَثقيفي من غير فَذلكات، وماذا يختَلِف هذا عن صاحبِ فَتاوى التَحريمِ، ولِماذا لا يُحَرّمون هؤلاء التَصويت للكنيست الصَهيوني أو حتى للأحزاب الصَهيونية، ومِنهُم مَن وَصَفَ إمامَ مَسجِد بِسَبَبِ مُعايَدتهِ للمسيحيين بعيد الميلاد من عَلى منبر المَسجِدِ بالشيخ الخوري، بهَدَفِ الذَمِ، فَوالله إنَّهُ لَشَرفٌ لَكَ أيُّها الشَيخ مثلَ هذا الوَصف.
وَقامَتِ الدُنيا وَلَم تَقعُد بَعد، الوِحدَة مَطلَب الجماهير، والشَعب يُريد قائمة مُشتَرَكة، وَخَرَجَت عَلينا لَجنةٌ بِإسمِ لَجنة "الوفاق" أي وفاق وأي جماهير وأي شَعب؟!! لِماذا لَم تَكُن الوحدة مَطلباً قبلَ تَقديم مَوعدِ الانتخابات أو قبلَ رَفعِ نسبةِ الحَسمِ أو قَبلَ أن يَتَهَدَّدَ خطر السُقوط الاحزاب المُشاركة في الكنيست؟ مَن عَيَنَ لِلوِفاقِ لَجنَةٌ وَمَن جَسَ نَبَضَ الشارِعِ ومَن دَسَّ السُمَّ في العَسلِ؟ وما زالَتِ المَعرَكَةُ حامِيَة الوَطيسِ على تَرتيبِ المَقاعِد لا البَرامج؛ وَلِلمُفارَقَةِ، الجَميعُ يُدرِكُ بأنَّهُ قَبلَ يَومينِ أو بُرهَة منَ الحَربِ الضَروسِ بينَ "قَوائِمِ" جِسمِ القائِمَةِ المُشتَركة، كانَتِ الخُطوط حَمراء، فَغَضِبَ أفيغدور ليبرمان وَقَرَّرَ أن يُوَحّدَ العَرَبَ وَقوائِمَهِم لِيَقضيَ عَلَيهِم، فهو مُدرِكٌ جيدٌ لِمخاطِرِ الوحدة! على ما يبدو بأنَّ الإجابة عن أزمَةِ التَزاحُمِ في أزِقَةِ عُقولنا موجودةٌ عندَ برنارد شو!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net