الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

قواعد حاسمة في الدعاية الانتخابية المقبلة/ بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 26/12/14 08:35

الكاتب بلال شلاعطة- إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة:

لا زالت الدعاية الانتخابية فناً من فنون إقناع الجماهير لكسب رضاهم وتأييدهم في كل مرحلة انتخابية وفق ما يحدده القيمون عليها

احد الأمور الهامة والتي يجب استثمارها في المرحلة الحالية هو البحث عن وسائل وسبل من خلال الشبكة لمكافحة ظاهرة العنف حتى في الفترة الانتخابية الحالية لا سيما أن عدد المستهلكين الإعلاميين كبير إلى حد ما وذلك لطبيعة ما تفرزه الشبكة من حب استطلاع لدى المستهلكين وخاصة قطاع الشباب

الدعاية الانتخابية مسؤولية من الدرجة الأولى ضمن الوسائل التي ستتبعها الأحزاب في إيصال رسالتها للجمهور وهنا لا أتحدث فقط عن صور المرشحين لأنها موجودة وقائمة ضمن الشبكات وإنما الحديث أيضا عن الشعارات الانتخابية التي يجب توظيفها ليؤثر بالتالي الحيز الخاص بالحيز العام للوصول إلى رسالة إعلامية ايجابية للجماهير العربية

تقترب الجماهير العربية في البلاد من يوم الفصل يوم الانتخابات وسواء تشكلت القائمة العربية الموحدة أو لم تتشكل هنالك ما يجب أن يطرح في سياق الدعاية الانتخابية للأحزاب العربية كافة وكل على حدة. لا شك أن الدعاية الانتخابية من احد الأسس التي يرتكز عليها الوعي المجتمعي حتى في سياق صقل الهوية الفردية أو الجماعية لكل مجتمع وأخص بالذكر جيل الشباب. كنت في مقال سابق قد طرحت قضية جوهرية في تعامل الأحزاب العربية مع القضايا الاجتماعية الساخنة وفي هذا المقال لا بد من طرح الخطوط العريضة لتعامل الأحزاب مع هذه القضايا ضمن الدعاية الانتخابية البرلمانية المقبلة. لا زالت الدعاية الانتخابية فناً من فنون إقناع الجماهير لكسب رضاهم وتأييدهم في كل مرحلة انتخابية وفق ما يحدده القيمون عليها. باعتقادي ومن هذا المدخل بالتحديد يجب على الطرح في الدعاية الانتخابية أن يتماشى مع احتياجات المواطنين مما يحتم بعدها ترجمتها إلى خطوات عملية ذات مضمون ودلالة تؤدي بالتالي إلى تماسك وتشابك مجتمعي. لاحظنا وعلى مدار السنوات الماضية طرح قضية العنف كإحدى القضايا المركزية في المجتمع العربي ولا يخفى على أحد فقد كانت محاولات لمكافحة هذه الظاهرة ولكن المؤشرات والدلالات تظهر أن الجميع في هذا السياق قد فشل حتى اللحظة في مساعي مكافحة هذه الظاهرة، فقضية العنف لا زالت تستفحل في المجتمع العربي بأقسى الصور والمقاييس، وساعدت باعتقادي شبكات التواصل الاجتماعي على هذا الأمر لا سيما أننا نتحدث عن شبكة تفقد السيطرة عليها من عدة جوانب تتعلق بتركيبة منظومتها. لاحظنا أيضاً خلال انتخابات السلطات المحلية وجود مجموعات لحسابات فيسبوك مزورة أو أسماء مستعارة وكان نشاطها انتخابياً إلا أن إسقاطاتها كانت سلبية فهذا النشاط "الفيسبوكي" اثر سلباً على النسيج المجتمعي في البلدات العربية والجميع كان شاهداً حاضراً على رواية أو تجربة في بلدة هنا أو هناك. وسائل الاتصال الاجتماعي أثبتت أنها استطاعت أن تحسم معركة انتخابات السلطات المحلية العربية وكمحصلة نصل الى نتيجة ان قضية شبكات التواصل الاجتماعي ستأخذ حيزاً كبيراً في انتخابات البرلمان الإسرائيلي . من هذا الباب كان هنالك محاولة لضبط شبكات التواصل الاجتماعي ولكنها لم تنجح وخلقت مزيجاً من رسالة ضبابية مبعثرة. في حالة توحد الأحزاب العربية مع بعضها البعض أكاد أجزم أن هذه الرسالة ستنضبط نوعا ما وذلك ضمن الخطاب الوحدوي ولكن في حالة انقسام بين الأحزاب العربية ستظهر رسائل كنت اقول لها مضمون سياسي ولكن ستكون سلبية نوعا ما وذلك بطبيعة ما ستفرزه الدعاية الانتخابية. إذاً لدينا جانبان الجانب الأول التعامل مع ظواهر العنف والتي يجب أن تؤخذ بالحسبان ضمن الدعاية الانتخابية القادمة وطبعاً يمكن من خلال هذا الجانب أيضاً التدقيق على قضية الفقر والبطالة في المجتمع العربي كأحد المسببات لهذه الظاهرة ومن الجانب الآخر توظيف شبكات التواصل الاجتماعي ضمن طرح آخر لم تعتد عليه الجماهير العربية في تعامل الشبكات مع القضايا الحساسة وقضية الانتخابات هي قضية مفصلية وحساسة. على الأحزاب العربية ودون علاقة للرابط الوحدوي أو الانقسامي بينها أن تجد طريقة لتعامل المجموعات في الشبكات ضمن الدعاية الانتخابية القادمة لا سيما أننا اعتدنا في الماضي على دعايات انتخابية تحمل فقط مضمون الخطاب السياسي. الآن نتجت مساحة للأحزاب لتستعيد قوتها في تواصلها مع الجماهير ضمن شبكات التواصل الاجتماعي، بمعنى أن استثمار الشبكات سيكون له وقع في المرحلة القريبة القادمة. على تصريحات المسؤولين في الأحزاب وفي المرحلة القادمة ان تكون مدروسة لأن رسائلهم وتصريحاتهم تؤثر في جيل الشباب وفي سلوكياتهم ومن هنا يجب أن يكون الخطاب والتصريح مسؤولاً عبر الشبكة، لأن المدونات التي ستفرزها شبكات التواصل الاجتماعية وكنتاج لتجربة سابقة في انتخابات السلطات المحلية سيكون لها انعكاسات مستقبلية حتى بعد فترة الانتخابات. من هذا الباب أيضا يجب أن ترتكز عملية الاستشارة الإعلامية في الأحزاب العربية على إيجاد ضوابط للمنظومات الحاسوبية سواء عبر الشبكات او في مواقع الانترنت لان هذا المحور يتواصل مع بعضه البعض ويؤثر على الأرضية الإعلامية الخصبة التي أوجدتها شبكات التواصل الاجتماعي. هذه مسؤولية من الطراز الأول في عملية بناء الدعاية الانتخابية، فالدعاية الانتخابية عليها أن تكون ملتزمة في إظهار خطاب وحدوي اجتماعي حتى في حالة عدم الاتفاق بين الأحزاب العربية. نظرية "الرفاص المرتد" في الإعلام أو نظرية "الدومينو" يمكن أن تظهر جلياً في الفترة القادمة بمعنى أنك تستطيع بناء دعاية انتخابية وتتوقع نتائج معينة من خلال وسائل الاتصال التقليدية إلا أن شبكات التواصل يمكن أن تبعثرها لتحصل أحياناً على مردود سلبي وذلك لان وسيلة الاتصال أصبحت فردية بمفهوم إرسال رسالة فردية لتتحول فيما بعد إلى جماعية في سياق صقل الرأي العام المجتمعي. عملية إفراز المضمون الجيد في الرسالة الإعلامية للأحزاب العربية عملية صعبة كما لتيارات وفئات أخرى في المجتمع وهنا نتحدث عن مفهوم السيطرة على الرسالة الإعلامية وفي عملية بناء جسر من المضامين التي تؤثر في الجمهور. احد الأمور الهامة والتي يجب استثمارها في المرحلة الحالية هو البحث عن وسائل وسبل من خلال الشبكة لمكافحة ظاهرة العنف حتى في الفترة الانتخابية الحالية لا سيما أن عدد المستهلكين الإعلاميين كبير إلى حد ما وذلك لطبيعة ما تفرزه الشبكة من حب استطلاع لدى المستهلكين وخاصة قطاع الشباب. هنا تبرز أيضاً عملية اللاوعي السياسي المجتمعي والذي يؤثر بالتالي بالوعي السياسي العام ضمن الحيز العام للجماهير العربية. يمكن أن تنظر الأحزاب لوسائل الاتصال على أنها وسيلة تلقائية كما برز في مراحل سابقة إلا أن هذا الامر باعتقادي سيكون خطأ من الدرجة الأولى لان عملية الاستهلاك الإعلامي ستكون سلبية إذا لم يكن هناك من يضبطها. عندما تتأثر المجموعات الشبابية من تصريح لمدونة بطبيعته ايجابي ووحدوي عندها سيؤثر ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر على وعي المجموعات الشبابية في صياغة تقاريرها الفيسبوكية تجاه نفسها بالدرجة الأولى وتجاه قطاعات أخرى من المجتمع في الدرجة الثانية. الدعاية الانتخابية مسؤولية من الدرجة الأولى ضمن الوسائل التي ستتبعها الأحزاب في إيصال رسالتها للجمهور، وهنا لا أتحدث فقط عن صور المرشحين لأنها موجودة وقائمة ضمن الشبكات وإنما الحديث أيضا عن الشعارات الانتخابية التي يجب توظيفها ليؤثر بالتالي الحيز الخاص بالحيز العام للوصول إلى رسالة إعلامية ايجابية للجماهير العربية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.