د. منذر عزام:
التسمّم الحملي على توقيت الولادة، لكنه لا يؤثر إطلاقاً على كيفية الولادة طبيعية كانت أوقيصرية
تعود الاسباب لوجود مشاكل في كبد وكلى الأم وانفصال مفاجئ للمشيمة عن الرحم وصداع ومشاكل في الرؤية وتقييد نمو الجنين وتواجد كميات قليلة جداً من السائل الأمنيوسي ووجود مشاكل صحية عند الطفل في الرحم
يقول الأطبـــاء ان المرأة التي تعاني من التسمّم الحملي في غالب الأحيان تحتاج إلى الولادة المبكرة حيث أن المرأة إن لم تلد مبكراً فسيؤدي ذلك إلى تضاعف المرض وحدوث مضاعفات غير مرغوبة سواء للأم أوالطفل
"الزلال" هو أشهر الأمراض التي تتعرّض لها الحامل في أشهر الحمل الأخيرة, ويسمى علمياً بالتسمّم الحملي. أسباب التسمّم الحملي لا تزال مجهولة بيد أنه يرافق بعض الحالات المرضية إرتفاع الضغط الشرياني المزمن وداء السكري وبعض أمراض الكلى وأمراض الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء. يظهر عادة التسمّم الحملي في الحمل الأول وعادة ما يعود الضغط الشرياني إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة، إلا إذا كان ارتفاعه من النوع المزمن. هناك احتمال أن تصاب المرأة الحامل بهذا المرض بنسبة أكبر إذا كان لها أم أو أخوات أصبن بهذا المرض.
الدكتور منذر عزام- اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم
تحدث حالة التسمّم الحملي preeclampsia من 5 إلى10% من حالات الحمل العادية في النساء، وفي حالة الإصابة بهذا المرض فإنه يُلاحظ ارتفاع في ضغط الدم، حدوث تورم، انتفاخ في المثانة، زيادة نسبة البروتين في البول، آلام شديدة في البطن وزغللة في النظر، كما يؤدي التسمّم الحملي إلى تأخر نمو الجنين أو وفاته. عادة ما يصل المرض إلى مراحله المتقدمة بعد 20 أسبوع من الحمل. تكون الوقاية من هذا المرض بالمحافظة على وزن طبيعي أثناء الحمل والزيارات الدورية للطبيب المختص والراحة في السرير والحمية من الملح. أما الدرجات الشديدة من هذا المرض فتستدعي الدخول الى المشفى للمعالجة والمراقبة. الجدير بالذكر أن هذا المرض غالباً ما يصيب المرأة الحامل الأقل من عشرين عاماً والأكثر من ثلاثين عاماً. وللاستفسار اكثر استشرنا الدكتور منذر عزام – اخصائي الجراحه النسائيه والتوليد والعقم.
ليدي: تأثير على الأم والطفل وتوقيت الولادة
د. منذر: من الممكن أن يضرّ التسمم الحملي الطفل وأمه على حدّ سواء، وإذا لم يكن هناك أي علاج، فسيكون التأثير سلباً، والذي قد يؤدي إلى حدوث تسمم في الدم أثناء الحمل، وهو الأخطر على الأم وطفلها
قد يؤثر التسمّم الحملي على توقيت الولادة، لكنه لا يؤثر إطلاقاً على كيفية الولادة طبيعية كانت أوقيصرية، فكثير من النساء المصابات بالتسمّم الحملي تمتعت بولادة طبيعية آمنة من خلال المهبل، وأحيانا ما تكون الولادة القيصرية مُفضلة، عموماً في أيّ حالة من الحالات فإن الذي يحدّد كيفية الولادة هو الطبيب المتابع لحالة الأم.
ليدي: لمــــاذا تحتاج المرأة المصابة بالتسمم الحملي إلى الولادة المبكرة؟
د. منذر: يقول الأطبـــاء ان المرأة التي تعاني من التسمّم الحملي في غالب الأحيان، تحتاج إلى الولادة المبكرة، حيث أن المرأة إن لم تلد مبكراً فسيؤدي ذلك إلى تضاعف المرض وحدوث مضاعفات غير مرغوبة، سواء للأم أوالطفل الذي لم يولد بعد، فإن كان المرض موجوداً بشكل مضاعف فسينصحك الطبيب بالولادة بعد 32 أسبوعاً.
ليدي: ما هي أسبـــاب الحث على الولادة المبكرة؟
د. منذر: لوجود مشاكل في كبد وكلى الأم، انفصال مفاجئ للمشيمة عن الرحم، صداع، مشاكل في الرؤية، تقييد نمو الجنين، تواجد كميات قليلة جداً من السائل الأمنيوسي ووجود مشاكل صحية عند الطفل في الرحم.
ليدي: متى تحتاج المرأة إلى إجراء عملية قيصرية؟
د. منذر: بالنسبة للمرأة المصابة بالتسمّم الحملي، فإن الولادة الطبيعية عن طريق المهبل أفضل من الولادة القيصرية، وفي بعض الأحوال تكون الولادة القيصرية أفضل. كل هذا متوقف على نصيحة الطبيب، فهو الأدرى بصحة الأم والجنين في نفس الوقت
ليدي: هل تحدث مضاعفات أثناء المخاض والولادة؟
د. منذر: سيعمل الطبيب على مراقبة الطفل أثناء الولادة ومراقبة ضغط دم الأم في نفس الوقت، وفي حالة ارتفاعه، يعمل على تخفيضه عن طريق حقن بعض الأدوية.
ليدي: ماذا عن العلاج؟
د. منذر: تراوح بين انهاء الحمل في حال كانت هناك اعراض تشنج عصبي، او استعمال الادوية المتبعة للضغط. يفضل استعمال الادوية في الحالات البسيطة من ارتفاع في الضغط وعدم وجود زلال في البول. و في بعض الاحيان يتضاعف و يتطور تسمم الحمل الى ما يسمى help syndrome وهي متلازمة، ارتفاع ضغط الدم ، انخفاض حاد في عدد الصفائح الدموية، عدم تخثر الدم ، وهي تعني باختصار اختلاطات في وظائف الكبد وتخثر في الدم مع نقص دم حاد، وهي تعتبر من الاختلاطات الخطيرة وتستدعي ان تكون المريضة في العناية المركزة وتحتاج لعلاج مكثف من فريق طبي من أطباء الدم والنساء والولادة وطبيب باطني وقد تأخذ ايام الى ان تستعيد المريضة عافيتها.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net