خطيب اليوم كان فضيلة الشيخ محمود جدي (أبو صهيب)
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ محمود جدي (أبو صهيب)، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘وقفات مع سورة التكاثر‘‘ من خلال القانون الرباني وكذلك ننجي المؤمنين؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ أسـامـة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: نَقِفُ اليومَ مع سورةٍ أخرى قصيرةٍ من سُوَرِ المُفَصَّلِ، نَهْتَدِي بِهِدَايَتِهَا، ونَتأمَّلُ في إرشَادِها، لعلَّ اللهَ يُحْدِثُ للقلوبِ تَوْبَةً وإنابةً، ويُجدِّدُ للنُّفوسِ إيمانًا وإرادةً، ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: ((أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ))..".
القانون الرباني: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر في الأموال والأولاد.. التّفاخر بالقبائل والعشائر..
وأردف الشيخ قائلاً:" يقولُ الله تعالى مُوَبِّخًا عبادَهُ عن اشتغالهم عمَّا خُلِقُوا لهُ مِن عبادته وحده لا شريك له، ومعرفتِهِ والإنابةِ إليه، وتقديمِ محبّتِهِ على كُلِّ شيءٍ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾، يقول: أَشْغَلَكُمْ حُبُّ الدّنيا ونعيمِها وزَهْرَتِها عن طلبِ الآخرة وابْتِغَائِها، وتمادى بكم ذلك حتّى جاءَكم الموتُ وزُرْتُمُ المقابرَ وصِرْتُمْ مِنْ أهلِهَا....استمَرَّتْ غفلتُكم ولَهْوَتُكُمْ وتَشَاغُلُكُم ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾.
قال الحسن البصريّ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ «في الأموال والأولاد»؛ وقال قتادة: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ «التّفاخر بالقبائل والعشائر»؛ وقال الضّحّاك: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ «التّشاغل بالمعاش والتِّجارة»..”.وتابع الشيخ حديثه بالقول: عن جابر (رضي الله عنهما) قال: أكلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ وعمرُ رُطَبًا وشربُوا ماءً، فقالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ». وفي روايةِ أبي هريرةَ قالَ: «هذا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنَ النَّعِيمِ الّذي تُسألُون عنهُ: ظلٌّ باردٌ ورُطَبٌ طَيِّبٌ ومَاءٌ بارِدٌ».
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ أوَّلَ ما يُسْأَلُ العبدُ يومَ القيامةِ مِنَ النَّعِيمِ أن يُقالَ لهُ: أَلَمْ نُصِحَّ جسمَكَ؟ ونُرَوِّكَ مِن الماءِ البارِدِ؟»..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول؛ وتناولت سورة التكاثر مسألة اليقين في الله عز وجل، قال تعالى:( كلا لو تعلمون علم اليقين* لترون الجحيم) أي لو تعلمون ما يكون في يوم القيامة من الأهوال كالبعث والحشر والحساب لشغلكم ذلك عن التنافس في الدنيا والمباهاة بزخرفها.
ومعنى اليقين في الله تعالى هو التصديق الجازم بأسماء الله تعالى وصفاته وحسن تدبيره، فيرضى العبد بقضائه وقدره، ليصل إلى أعلى مراتب الإيمان، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله...”.فلينظر كل منا إلى ما منحه الله تعالى من النعم التي بين يديه، من العافية والمال والولد والعلم والاستقرار والرفاهية، وليحمد الله عليها ويشكره، ويذكر فضله ولا يجحده، وليسأله دوام النعم مع حلول البركة فيها، فإن الشكر يديم النعم ويبقيها..."